منذ الصغر ونحن نتفاعل ونشعر بالقضية الفلسطينية ، ونتعلم كيف ندافع عنها ، ففى المدارس الابتدائية أولى خطوات السلم التعليمى ... أيقنا أن وجود الاحتلال الصهيونى على الأراضى الفلسطينية وباء واجب التخلص منه ، ولابد من ازالته ، وأن وجوده ليس شأنا فلسطينيا فحسب ، بل هى قضية كل عربى ومسلم فى هذا العالم ، ودرسنا ذلك فى المقررات المدرسية حتى أصبحت تسرى فى دمائنا ، وتعلمنا كذلك أن الصهاينة يستطيعون أن يفعلوا كل شيء من أجل الحفاظ على هذه البقعه الطيبه من الارض فى أيديهم ، وسبيلهم فى ذلك هو الوقيعة بين الفلسطينيين وكل من يناصرهم ، ولهم فى ذلك فلسفة معروفة لكل متابع وهى سياسة " فرق تسد " . كنا منتبهين جيدا ونعلم هذه الفلسفة ، وكنا نأخذ على نظام مبارك عدم تفاعله الكامل مع هذه القضية بسبب صداقته مع النظام الصهيونى ، وإغلاقه لمعبر رفح فى أوقات كانوا فى امس الحاجه إليه ، وتوسمنا خيراً بعد ثوره يناير 2011 م ، و تملكتنا جميعًا الراحة والسكينة بسبب فتح المعبر على مصراعيه من أجل توفير مستلزمات الحياة لأهل غزه ، وكنا نعلم ان ذلك لن يروق للعدو الصهيونى ، وبالفعل حامت فى الاجواء عدة سحب سوداء صاحبها تعتيم كامل من الجهات الرسميه ، وتعكر الصفو بعض الشيء . فظهرت للنقاش فى وسائل الاعلام وبرامج " التوك شو " هذه الايام عملية فتح السجون اثناء ثوره يناير وما صاحبتها من شائعات بأن حماس هى من ورائها ، وكذلك عملية قتل جنودنا على الحدود فى رفح فى رمضان الماضى بأيدى أثمه مغرضة و شائعات تشير إلى أن فصائل فلسطينيه هم وراء قتلهم ، ثم اختفاء ثلاثة ضباط مصريين كانوا فى مهمة فى سيناء وشائعات بأن حماس أيضًا هى من اخفتهم لتساوم على عملية هدم الانفاق . هناك من يستغل الخلاف بين القوى السياسية فى مصر وجماعة الاخوان المسلمين للنيل من القضية الفلسطينية ، وتخويف المصريين من الفلسطينيين وتصويرهم على انهم خونه وطماعين وأن أعينهم على سيناء ، حتى تبتعد مصر عنهم وتتركهم فريسة للصهاينة ، ووجهة نظرى حتى لو حدث وأدين أى من الأشقاء الفلسطينيين فى هذه القضايا ، فيجب ألا يؤثر ذلك على موقفنا من القضية الفلسطينية التى طالما تحدثنا عنها ، فالشعب الفلسطينى ليس كله حماس ، وهناك الكثير منهم على خلاف مع حماس ومع سياستها ، فلو أثبتت التحقيقات أدانة أشخاص تابعين لحركة حماس أو أى فصيل فلسطينى أخر .. فيجب أن يحاسب كفرد ولا يحاسب شعب بأكمله . إن الاسرائيليون يستغلون انشغال الشعوب العربية بشئونه الخاصة وبالربيع العربى وتوابعه ، ويقومون بأقبح وأبشع ما يمكن أن يفعلوه ، يزيدون من افتراءاتهم وتوحشهم وتوغلهم فى الاراضى الفلسطينية ، فها هى المستوطنات تعلو وتزيد ، وأملهم فى أن تكون القدس عاصمتهم الابدية يتحقق ، ففى زيارته الاخيرة لإسرائيل صرح " أوباما " بذلك دون خوف أو مراعاة لأحد ، لذلك يجب ألا تنسينا مشاغلنا ومشاكلنا الداخليه عن هذه القضية الهامه و تظل فلسطين فى قلوبنا وقلوب أبنائنا ، وتكون دائما الحاضر الذى لا يغيب .