اختلطت على كثير منا المقاصد الشرعية وحِكم الله في الكون و انتشرت الفوضى في انتقاء ما يوافق رغباتهم , الدين أصبح غطاء لإضافة الشرعية على شهوانيتهم والملاذ الآمن لتبرير تصرفاتهم ( أطبق سنة الرسول عليه السلام ) وهو بعيد كل البعد عنها لأنها بألسنتهم كلمة مجوفة من معانيها بل السنة تشوهت بأفعالهم , فالسنة لا تطبق بالادعاء لأنها تفقد روحها بذلك , فليس الحليق لحيته هو المضل المفسد في الأرض وليس من هم عكسه هم خلفاء الله في أرضه فالصلاح صلاح النوايا والقلوب , الدين عند الله الإسلام والإسلام هو الاستسلام لكل ما أمر الله به وأنزله على رسوله والعدل غاية الرسل وعليه قامت الدولة الإسلامية نلمسه بكل ما شرعه الله يقول سبحانه وتعالى :{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ } وهذه القاعدة القرآنية المحكمة من أعظم القواعد الشرعية وعليها انبنت كل الأحكام الشرعية وتتفق كل الشرائع السماوية عليها , فالعدل سمة ديننا الحنيف لم ينزل الله الأحكام وسن التشريعات عبثاً , خلقنا لعبادته و إعمار الأرض وهي أسمى الغايات , نعبده وحده كما أمر وليس وفقا لأهوائنا و نعمر الأرض بالخير والصلاح , شرع الزواج لتحقيق هذه الغاية وجعل من وسائله التعاون بين الرجل والمرأة على شؤون العيش وظروف الحياة والمؤانسة ، وإيجاد الود والسكينة والطمأنينة بين الزوجين، قال الله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) سورة الروم/21 وليس للمتعة كما يفهمه البعض فعندما يكره منها خلق يبحث عن غيرها وكأنه ملاك كامل , و حث على إنجاب الذرية وتربيتهم التربية الصالحة في مظلة من الحنان والعطف وتعليمهم حتى يكونوا نواة صالحة يساهموا في تنمية مجتمعهم لا ليكونوا عبئا عليه و أداة لتدميره فالإنجاب ليس للعزوة فقط كما يقولون جاء في الحديث عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول : (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته) ولكن للأسف أنشغل البعض بالخلفة عن التربية .