الحي الميت شارون هو القاتل

بثّت القناة العاشرة الاسرائيلية حلقتين من برنامج هَمَكور والذي يعني المصدر ،والذي يقدمه ويعده الصحافي رفيف دروكر تحت عنوان أريك شارون والانتفاضة الثانية ،وهاتين الحلقتين مستوحاة عن كتاب بوميرانغ أي السهم المرتد من تأليف دروكر والصحافي عوفر شيلح الذي أصبح الآن عضو كنيست عن حزب يوجد مستقبل ، فالتقرير يزعم أن شارون كان السبب في اشعال شرارة الانتفاضة الثانية بدخوله الحرم القدسي الشريف في 28 أيلول 2000، التقرير لم يكن سوى رصدا تاريخيا للأحداث وقد نقل التقرير عبر وسائل الإعلام اللفسطينة ومراكز الدراسات وترجم واعطي إهتماما جيدا حيث انه يوثق بعض الاحداث ويرصد بعض التكتيكات في السياسة الاسرائيلية ، الملاحظ في التقرير انه يظهر أرئيل شارون أنه كان قياديا وهمياً وأن إبنه ومساعدي شارون كانوا يحددون له ما ياكل ماذا يفعل وانهه كانوا يسيطورا عليه او بالاحرى يروضوه ، الا ان التسائل الحقيقي لماذا يعد مثل هذا التقرير في مثل هذا الوقت ؟
بصراحة كافة التفاصيل والاحداث التاريخية قد لا تثير شهيتي بقدر ما يحفزني ان افهم لماذا تظهر هذه التفاصيل ، بإعتقادي أن السبب الأول هو أن الاعلام الإسرائيلي يريد أن يظهر أن السياسة الاسرائيلية هي التي تحدد مسار الاحداث وانها هي التي ساهمت في اشعال الانتفاضة واعادة احتلال الضفة الغربية وحصار ابوعمار ، السبب الآخر والقوي اسرائيل تعلم ان تقرير نتائج تشريح جثة الشهيد ابو عمار ستخرج في نهاية آيار القادم مما سبقت ولمحت الاعلام الاسرائيلي ان المسئول عن حصار ابو عمار ومقتله هو الحي الميت شارون وقد قال بيرس ذلك ضمنبا ان اسرائيل اخطات حين قتل ابو عمار ، كما وان شارون في حالته الصحية الصعبة لا تسمح بمسائلته قانونيا ولا قضائيا ، كما ان الجرائم التي ارتكبت بحق المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة ليس السبب فيها الضباط ولا قيادة الجيش والاركان وانما هي تعليمات شارون ذلك الشرس والمحب للقتل كما صوره التقرير .
اذن باعتقادي ان السبب الحقيقي لنشر هذا التقرير الذي يرصد الاحداث للتهرب من القضايا في المحاكم الدولية خاصة بعد حصول السلطة الوطنية الفلسطينية على مسمى دولة غير عضو في الامم المتحدة ، فقضية قتل الرئيس ابو عمار ستظهر ملابساتها في اخر شهر ايار كما ان اسرائيل تعلق مسئولية القتل والمجازر على شارون وتعفي الضباط ورؤساء هيئة الاركان وهذا غير صحيح فالقرارات في هذه المسائل تتخذ جماعيا بالمشاركة ما بين القيادات الاستخبارية والعسكرية وحتى المراجع السياسية فشارون كان بقواه العقلية الكاملة وكذلك قادته وضباطه وجنوده ، وسيأتي اليوم الذي سيقدم القتلة للمحاكم طالما تمسك الفلسطينيون بحقوقهم ووجدت البيئة القانونية الدولية لنصرة الحق والضعيف .