صدمنى رأى أحد الكُتَّاب وقد ورد بجريدة اليوم السابع عدد الجمعة الفائت بالهجوم على ترشيح الصاوى لحقيبة الثقافة بالحد الذى لمست فيه هجوماً شخصياً أكثر منه رؤيةً ثقافيةً موضوعيَّة لاينقصها الحرص على الإرتقاء بالأوضاع الثقافية المتردية بالبلاد والتى كانت أحد أسباب الثورة على النظام البائد .. كما وقد ساءنى وأشعرنى أننا لازلنا نتلمَّس عصر التطبيل لأجل المصالح الخاصة وبلاموضوعية بالإرتماء فى أحضان مبررات حاجة شباب المثقفين والتى هى مُصطنعة وغير حقيقية كقولة حقٍ يُرادُ بها باطل فتقول الجريدة بقلم أحد محرريها فى الصاوى مالايقبله عقلٌ يفوته لاريب مذاق المصالح والمآرب بالتطبيل لشخوصٍ محددة قد سئمنا منها سلفاً وسأمها العمل الثقافى برمَّته .. فكان واجباً وبالضرورة الرد على هذا القدح الأعمى والتطبيل الأجوف والتناول غير الموضوعى .. ولقد كان أكثر ماآلمنى ماقرأت لهذا الكاتب وقد ارتمى قلمه هذا المرمى غير المقنع لى كمثقفٍ مهموم بالشأن الثقافى لبلدى من بعد ثورتها على الفساد ونظامه البائد برجالاته وقد شرع المطبلون يدعونهم من جديد .. فأقول راداً على ماأثارته الجريدة بقلم هؤلاء وأولائك ممن جعلوا من أنفسهم وكلاءا حصريَّين عن الثقافة والمثقفين أنه عندما يقوم الصاوى بإدارة مركز اشعاع ثقافى نافس وبقوة دور الدولة الثقافى المتردى والذى أو صل شبابنا لحالة من الخواء الفكرى والثقافى .. وحتى لو كان هذا لقاء مقابل رمزى فلاينال منه أيها الكاتب المعروف وكان أولى بك كما وكل المثقفين وفى ظل دور الدولة التعتيمى أن تنشىء صرحاً مثله أو تنادى بمالك من صوت على الخريطة الثقافية بأن يكون هناك منافذ ثقافية أخرى تقاوم هذا المد الثقافى الموجه والذى يُخدِّم على السلطة بكل فسادها ومُفسديها بما جعلها محلاً للثورة عليها .. لكنك كما وغيرك آثرت الصمت بلادعوة .. الآن جاء دور إنتقادك لصاحب الصرح الثقافى والذى جعل هناك حراكاً ثقافياً لايمكن انكاره .. ورحت تنادى وبقوة بتولى آخرين لانعلم مبررات لدعوتك غير كلام مرسل يستجلب الشك فيه وفى نواياه ومقاصده أكثر منه الحرص على بناء نهضة ثقافية من بعد ثورة يناير .. لذا نجدد ككتاب وأصحاب فكر بتمسكنا وبقوة بالصاوى وزيراً للثقافة .. أولستم معى أيها الأديب العجوز أنه قد حان زمن رجال الثورات من صانعيها ومروجيها والداعين إليها بنظافة يد وحسن قصد وخريطة ثقافية وطنيَّةٍ وواضحة المعالم سبق وأن تم تنفيذها وبنجاح حتى ولو كانت لقاء أجر رمزى .. وأليست الدولة تتحصل على هذا المقابل الرمزى هى الاخرى ولكن بلا جدوى ثقافية واقعيَّة أو خطة تثقيفية فاعلة ؟! الشىء الغريب أن تجد من يكتب رأيه معبراً عن مصالحه الشخصية المرتبطة بمشروع حقيبة وزارية أو أخرى أن يُحمِّل رغبته تلك وارتباطاته مع آحاد الشخوص التى يودها مستغلاً أمانة الكلمة التى إئتمنه جمهور الصحيفة التى يكتب بها عليها فيذهب مُدَّعياً أن جمهور شباب الثورة يقول وجمهور المثقفين يريدون فى حين أن مايكتبه هو انما يعبر عن رؤاه فقط دون غيره ومصالحه فقط دون مصالح الشأن الذى يكتب فيه بالخصوص وهو هنا الشأن الثقافى .. كما والأعجب أن تجد الصحبفة ومن باب التطبيل لاتجاه معين لايتطهر من الهوى وسوء القصد أن تأتى بأراء وكتابات فى مسارٍ واحد كى تصنع بروباجاندا مُوَّجهة .. هذا مالمسته فيما كتبه هذا الصحفى كما وذلك الكاتب بل كما وتوجه الجريدة ذاته والملموس فى هذا الخصوص بما يؤثِّر على قناعتنا بها من قبل قناعتنا به وللأسف بتنا قاب قوسين من عدم الاعتقاد فى نقاء هدفها كما وهدفه .. ولكن لحرصنا على نقاء العملية الثقافية وكأحد الكتاب والمحللين نقرر وبقوة وبعيداً عن المصالح والأهواء أن الثقافة تحتاج لمن يُمارسها واقعاً ملموساً وليس من خلال غرف مغلقة وعاجيَّة فلم يتفاعل مع متلقى الخدمة الثقافية كما الصاوى الذى جعل حراكاً ثقافياً ملموساً أكاد أجزم أنه قد انتصر على دور الدولة التعتيمى بأجهزتها المُسمَّاة بالثقافية فخلق أجواءاً ثورية كانت فى المقابل الأجواء المصنوعة ممن تحاولون الآن تسويقهم من أعضاء لجنة السياسات وممن هم على شاكلتهم يحاولون هدمه وتقويضه.. إتقوا الله فقد حرمتمونا من دورٍ ملموسٍ للرجل فلم تعطونه فرصة فحجبتموه وفكره التثقيفى عنَّا من بعد أيَّام قليلة من توليه الوزارة من بعد نجاح الثورة وهاأنتم اليوم قد شددتم أوتار أنغامكم الرديئة ثانيةً لتفعلوا فعلتكم من جديد .. نتمسك بالصاوى وزيراً وبقوة للثقافة ونرفض وبقوة كل من تتمسكون بهم وتطبلون لأجلهم وقد سئمناهم من قبل .. إتقوا الله وإعملوا لصالح الوطن من بعد ثورته .. ذلك كان ردِّى على ماأثارته جريدة اليوم السابع حول حِلِ الصاوى لحقيبة الثقافة وحُرمَتِه ..