كنت دوما ولازلت أفتخربالأديب الذى يسكننى .. هذا الأديب الذى عشت معه سنوات البداية ... وسنوات البحث عن الذات .. هذا الأديب الذى تمرد على كل الخطوط المستقيمة منذ بدايات سنواتى العشر الأولى عندما كنت أهرب من عيون أساتذتى فى الفصل ومن العصا التى كانت دوما تنهال على جسد النحيل وعلاماتى الضعيفة تذيل نهايات صفحات مادة التعبير وحصة الإملاء وأكتب القصص والروايات .. هذا الأديب الذى هرب من قريتة الصغيرة باحثا عن فرصة للقاء الكاتب الكبير مصطفى أمين فى قلب شوارع القاهرة دون أن يعرف حتى مكان إقامته .. هذا الأديب الذى تمرد على قصر ثقافة المنصورة وحمل أوراقه وسافر لإحدى الدول العربية منفذا تعليمات أستاذه الأديب الكبير محمد خليل بأن الأديب أحق بتجربة السفر من أى إنسان آخر .. وبها نجح فى نشر آلاف القصص القصيرة وحظيت كتاباته بدراسات نقدية عديدة وأطلق عليها بعض الأدباء أنها ظاهرة قصصية قادمة من المستقبل .. هذا الأديب الذى تاه مع سنوات السياسة والإعتقالات وقفز بدلا منه السياسى المتمرد لتتوه بقايا السطور والمشاعر والأحاسيس وسط إنفجارات الواقع الذى كنته وكونته . لقد إكتشفت أن قلمى أصابه الصدأ إكتشفت أن مشاعرى تبلدت إكتشفتنى ضائع الفكر والسطور فقررت التمرد على كل الخطوط المستقيمة وأصدرت قرار بالعودة إلى ماكنت عليه أن أكتب فالكتابه هى سر الخلود أن أكتب فالكلمات هى سر الحياة وهى سر الموت سطورك التى تكتبها هى نبضات القلب الذى إذا توقف تتوقف معه كل معانى الحياه لقد رحت أفتش فى كل جوانب الأديب الذى عشقته داخلى وخلال مامضى من أيام عدت إليه بقوة لقد عشقت منذ الصغر شخصية الإسكندر الأكبر .. هذا الشاب الطموح المثقف الذى أعلن حكمته الشهيرة وهو يقدس معلمه قائلا : أبى هو سر وجودى للحياة الفانية ومعلمى سر خلودى إنها حكمة تؤكد أن الثقافة والقراءة والكتابة سر هذا الخلود وليس السياسة . لقد إكتشفت أن هناك الكثير مما لم أستطع التعبير عنه فى الواقع وإلا تسببت فى نسف مقومات وأسس يؤمن بها الجميع فقررت التعبير عنها بلغة هذا الأديب الذى كان دوما قريبا منى وعما قريب ستخرج هذه الرؤى والتصورات فى رواية مؤكد سوف تصدم الجميع بما فيها . أعزائى كتاب شباب مصر وكل الأصدقاء أتمنى أن تفسحوا لى فرصة للتواجد بينكم بدءا من اليوم فهل تقبلوا عودة هذا الأديب الذى عثرت عليه أخيرا بعد طول إنتظار ؟