ذات يوم طلبت منها الجلوس بمفردنا ، صمتت لثواني ثم قالت : تفضل . جلست أمامها ، يدي ترتجف ، قلبي يخفق ، أتصبب عرقا ، حب ممزوج بالخوف من رد فعلها . نادر ما بك ؟ .. أهناك شيء ما تريد أخباري به .. أليس كذلك .. من من الأصدقاء تعجبك وترغبني أكون الوسيط . سلمي . نعم .. من ؟؟ .. من . أنتي .. سلمي أنا بحبك . سلمي أنا بحبك .. بحبك منذ وقعت عيني عليكي . أعرف أنك تحبني وما الجديد في ذلك .. .. سلمي أنت جريئة .. لا إستطع محادثتك بهذه الطريقة . ماذا تريد الآن ؟ .. عرفت أنك تحبني .. أهناك أمر آخر . الزواج .. هل تقبلي ؟. الزواج كلمة كبيرة عليك .. أنت طالب .. ومازال أمامك مشوار طويل .. الشقة .. والشبكة و حاجات كثيرة . أنا ليس لدي صبر لأبدأ المشوار من أوله .. ونصعد درجة درجة معا . لن نبدأ السلم من أوله .. ستبدأي من وسطه . كيف ؟ ! .... كل ذلك عندي .. المهم رأيك بي .. هل تقبلي ؟. عندك .. تبني أحلام وردية وتصدق نفسك .. أستيقظ نحن في عالم الواقع والمال . عندي شقة كبيرة .. وسأشتري سيارتي بعد يومان . عليك أحلام لا حصر لها .. تعرف تصلح تكتب هذه الأحلام في رواية . سلمي .. كفاكي سخرية .. وأيضا جراءة .. تتعاملي مع الجميع بهذه الطريقة . لا .. قربك لي من جعلني أحدثك بهذه الطريقة . كم مر علي تعارفنا ؟. خمسة أشهر .. لما هذا السؤال ؟! . أتعرفي لقبي ؟. نظرت الى أعلى الى السماء محاولة التذكر ، ثم توالت نظراتها المتذبذبة ، ثم لدفتر المحاضرات ، لكنه وجهته فارغة . لأول مرة أجدها تائهة ، وجنتيها حمراء ، عيونها مرتعشة ، تنهدت تنهده طويلة ثم قالت : لا .. لما ؟. لو كنتي تعرفي .. لما ظننتني أني أرسم نفسي عليكي . أخرجت من جيبي بطاقة هويتي وقدمتها إليها : اسمك "علي محمد قمر " .. لم أفهم .. لحظة أنت ابن صاحب شركة قمر للإعلان . أجل .. فكري وردي علي حينما تتخذي قرارك .. لم أكن واهم .. أعش الواقع مهما كان سيء . وقفت منصرف تاركها تحملق في ، تتطلع لأصدقائها ، فإنطلقوا نحوها مسرعين . فقالت نيفين : ما الأمر ؟. فقالت سلمي : نادر طلبي للزواج . في نفس واحد : ماذا ؟. فقال تامر : شكله بيحلم كثير .. مازال طلب .. هتبني معه طوبه ذهب وطوبه فضي . فقال وسام : تامر اصمت .. كلنا مثله .. لسنا أحسن حال منه . فقالت نوال : سلمي ماذا قلتي له ؟. فردت سلمي : عملت مثلكم إلي أن عرفت من يكون .. لا أعرف كيف تحمل تصرفاتنا معه . فقال تامر : لما ؟.. من يكون ؟. فردت سلمي : ابن صاحب شركة قمر للإعلان .. من أكبر شركات الإعلان . فقالت ميرنا : ماذا ؟.. من ؟.. نادر ؟! . سأعود للبيت .. عقلي شتت .. إلي اللقاء . إنصرفت تاركه أصدقاءها مشتاتين ، أما أنا إنصرفت حامل علي كاهلي ثقل لا نهاية له . أيام لم تعرف عيني طعم النوم ، لم أعرف سوي الفكر والكوابيس . أسبوع انقطعت عن الذهاب للجامعة ، محاولة مني آلا أثر عليها ، لذا قررت الذهاب لمعرفة الأخبار.