مصر ترحب باتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين فى اليمن    براءة 7 طالبات فى واقعة التعدى على ولية أمر داخل مدرسة بالإسكندرية    ضبط 12 طن دقيق فى حملات مكبرة ضد المخالفين فى المخابز السياحية والمدعمة    وفاة محمد فهمي طلبة عضو مجمع اللغة العربية عن عمر 78 عام    انتهاء مشروع تطوير مبنى وزارة الداخلية ب «لاظوغلي» خلال النصف الأول 2027    وزيرة التخطيط تلتقى المدير التنفيذى للأكاديمية الوطنية للتدريب    24 ديسمبر 2025.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    وزير التعليم: تراجع «بيزنس» مراكز الدروس الخصوصية 60% مع عودة الطلاب للمدارس    كيف واجهت المدارس تحديات كثافات الفصول؟.. وزير التعليم يجيب    استشهاد فلسطيني وإصابة 5 برصاص الاحتلال في جباليا وشرق خان يونس    الدفاع الجوي الروسي يدمر درون حلقت باتجاه موسكو    الهلال الأحمر المصري يطلق قافلة زاد العزة 101 لدعم غزة    ضياء السيد: إمام عاشور غير جاهز فنيا ومهند لاشين الأفضل أمام جنوب إفريقيا    كأس أمم أفريقيا 2025، موعد مباراة بوركينا فاسو ضد غينيا الاستوائية والقناة الناقلة    محمد السيد يترقب وصول عرض أوروبي للزمالك فى يناير قبل الرحيل المجاني    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 24 ديسمبر والقنوات الناقلة    أمم إفريقيا - لاعب الجزائر: لا نريد الحديث عن النسختين الماضيتين.. ومحرز سيتجاوز الانتقادات    منتخب كوت ديفوار يفتتح مشوار الدفاع عن لقب كأس أمم إفريقيا 2025 أمام موزمبيق    براءة 7 طالبات من تهمة التعدي على ولية أمر زميلتهن بالإسكندرية    ارتفاع سعر اليورو اليوم الأربعاء 24 ديسمبر 2025 أمام الجنيه بالبنوك المصرية    الصغرى بالقاهرة 11 درجة.. الأرصاد تكشف درجات الحرارة المتوقعة لمدة أسبوع    السكة الحديد: إتاحة حجز المقاعد المكيفة بالدرجتين الأولى والثانية قبل موعد السفر ب15 يوما    بسبب خلافات على الميراث.. ضبط زوجين ونجليهما بتهمة التعدي على طالبة جامعية في الشرقية    "تعليم العاصمة" تعلن جدول البث المباشر لمراجعات الشهادة الإعدادية بنظام البوكليت للفصل الدراسي الأول 2025 / 2026    الركود وقلة الإقبال على الشراء يضربان أسعار الدواجن في البحيرة    احتفاء بشخصية دورته ال37، مؤتمر أدباء مصر يصدر كتاب "محمد جبريل.. مشروع حياة"    بعد تعرضه لموقف خطر أثناء تصوير مسلسل الكينج.. محمد إمام: ربنا ستر    ميدو عادل يعود ب«نور في عالم البحور» على خشبة المسرح القومي للأطفال.. الخميس    تشييع جثمان طارق الأمير من مسجد الرحمن الرحيم.. اليوم    الأوقاف: عناية الإسلام بالطفولة موضوع خطبة الجمعة    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    الرعاية الصحية: مستشفى السلام ببورسعيد يوفر 3.5 ملايين خدمة طبية وعلاجية    تدشين البوابة الرقمية الجديدة لهيئة الشراء الموحد لتطوير البنية التحتية الصحية    أمم أفريقيا 2025| صراع بين الكاميرون والجابون بصافرة مصرية    رغم تحالفه مع عيال زايد وحفتر…لماذا يُعادي السيسي قوات الدعم السريع ؟    وزير التعليم العالي يترأس اجتماع الاتحاد الرياضي للجامعات بحضور صبحي    سعر الدولار اليوم الأربعاء 24 ديسمبر 2025    رئيس دولة التلاوة    دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة    نموذج لشراكة الدولة والمجتمع المدنى    نقيب العلوم الصحية: خبراء الأشعة المصريون فى ألمانيا «أون لاين»    السفارات المصرية في 18 دولة تفتح أبوابها لاستقبال الناخبين في انتخابات مجلس النواب    طريقة عمل شوربة العدس الأحمر بجوز الهند والزنجبيل    حماية بكرامة    بدون أدوية| كيف تقلل مدة نزلات البرد؟    بني سويف.. مصرع شخصين وإصابة 6 آخرين إثر تصادم تروسيكل مع سيارة نقل بطريق جرزا الواسطى    نظر طعن مضيفة طيران تونسية على حكم حبسها 15 عامًا بتهمة إنهاء حياة ابنتها    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 24ديسمبر 2025 فى المنيا....اعرف مواقيت صلاتك بدقه    وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها بالهيئة العامة لدار الكتب    شقيقة ميسي تتعرض لحادث سير خطير في الولايات المتحدة    بوتين يرفض أى خطط لتقسيم سوريا والانتهاكات الإسرائيلية    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأربعاء 24 ديسمبر    إيران تنتقد الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة لعدم التزامهم بالاتفاق النووي    فيديو | «ربنا كتبلي عمر جديد».. ناجية من عقار إمبابة المنهار تروي لحظات الرعب    فنزويلا: مشروع قانون يجرم مصادرة ناقلات النفط    رئيس شعبة المصورين: ما حدث في جنازة سمية الألفي إساءة إنسانية    ما هو مقام المراقبة؟.. خالد الجندي يشرح طريق السالكين إلى الله    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 23ديسمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حول جابوتننسكي وجدار الحديد
نشر في شباب مصر يوم 29 - 08 - 2010

هناك قرابة ستين شارعا في مدن البلاد تحمل اسم مَن يُعرف عادة بزعيم اليمين اليهودي الحديث، حزب الليكود، زئيڤ (ڤلاديمير) جابوتننسكي (1880-1940)، المرشد الروحي لكل من مناحيم بيچن ويتسحاك شامير وأريئيل شارون وبنيامين نتنياهو. إنه زعيم صهيوني، مؤسِّس الحركة التعديلية/التصحيحية/التنقيحية (revisionism) وحلف يوسف طرومپيلدور (בֵּיתָ‘‘ר = ברית יוסף טרומפלדור)، شاعر وكاتب وصحفي ومترجم . أضف إلى ذلك أنه كان خطيبا يُشار إليه بالبنان كونستون تشرتشل وبينيتو موسوليني. ولد جابوتنسكي في أوديسا بأوكرانيا وتوفي في نيويورك ونقل رفاته وفق وصيته إلى جبل هرتصل في القدس في عهد ليڤي إشكول، رئيس الحكومة الإسرائيلية الثالث، عام 1964. تلقى ثقافة روسية ليبرالية عامة وقليلا من أصول العبرية على يد يهوشع رڤينسكي واليهودية وفي الثامنة عشرة من عمره بدأ بدراسة المحاماة في إيطاليا وسويسرا وحصل أخيرا على الماجستير فيها عام 1912.
في عام 1905 كان أحد مؤسسي “جمعية لحصول يهود روسيا على الحقوق القانونية” وترشّح للبرلمان الروسي في تلك السنة وفي مرتين أخريين إلا أنه لم ينجح في الانتخابات. عمل مراسلا لصحف روسية هامة ووقّع أحيانا باسم مستعار “ألطلينا” (معناها بالإيطالية أرجوحة). وكان قد وصف روما بأنها مسقط رأسه الروحي. في أعقاب قتل اليهود في كيشينيڤ الأوكرانية عام 1903 ومجازر لاحقة، انبرى الشاب جابوتنسكي للدفاع عن أبناء جلدته في روسيا والانخراط في الحركة الصهيونية وانتخب عضوا في الكونغرس الصهيوني السادس في بازل حيث قابل للمرة الأولى كلا من ּبنيامين زئيڤ هرتصل (وكانت الأخيرة أيضا) وحاييم (عزريئيل) ڤايتسمان والتقى بحاييم نحمان بيالك وزعماء صهيونيين مثل مناحم مندل أوسيشكن وزئيڤ ڤلاديمير طيومكين وداڤيد بن غوريون (هذا الأخير كان خصما سياسيا لجابوتنسكي وأطلق عليه “ڤلاديمير هتلر”).
كما وعمل جابوتنسكي من أجل إحياء اللغة العبرية التي أحبّها والثقافة اليهودية في روسيا. ويُذكر أنه ألقى خطابه بالعبرية عام 1910 في لقاء جمَع مثقفين وزعماء يهودا تكلموا بالإيدش. كما وعمل على نشر كتب تدريسية عبرية مثل “613 كلمة” (תרי‘‘ג מלים على منوال عدد الأوامر والنواهي في الشريعة (الهالاخاه) اليهودية، 248 إعمل و365 لا تعمل ) بحروف لاتينية. في ذلك الكونغرس طُرحت أوغندا كوطن لليهود وجابوتنسكي صوّت ضد ذلك بالرغم من تقديره الشديد لهرتصل. وقد كرّس السنوات 1910-1913 للعمل من أجل اللغة العبرية، اقترح مثلا أن تكون العبرية لغة التدريس في المدارس اليهودية في المهجر وساهم في تأسيس الجامعة العبرية. وذهب جابوتنسكي إلى أن اللغة العبرية عامل ضروري لنهضة الشعب اليهودي وكان قد اقترح استبدال الأبجدية العبرية بالحروف اللاتينية سعيا وراء تسهيل نشر العبرية. أسس دار نشر باسم “قديمه” أي “إلى الأمام”، ونشرت عشرات الكتب ونشرات صهيونية بالروسية. وفي العام 1919 أُسست جمعية “لغتنا” (שׂפתנו) في القدس وكان جابوتنسكي أحد أعضائها وكذلك المعروف بمحيي اللغة العبرية الحديثة المحكية، إليعزر بن يهودا (1858-1922).
وفي الإسكندرية التقى عام 1914 بيوسف ترومپيلدور وبدأ في إنشاء كتائب عبرية في إطارالجيش البريطاني وفي العام 1917 أُسِّست الكتيبة العبرية الأولى وخدم فيها جابوتننسكي برتبة ملازم أول. وفي عام 1920 ترأس قوة الدفاع عن القدس ضد العرب الفلسطينيين. أعتقلته قوات الانتداب البريطاني بتهمة حمل سلاح غير مرخّص وحُكم عليه بالسجن خمسة عشر عاما مع أعمال شاقة في عكا، إلا أن الضجة العارمة التي قامت في البلاد وخارجها إثر هذا الحكم أدّت إلى العفو عنه وتسريحه بعد السجن بمدة وجيزة.
وفي العام 1923 أسّس في ريچا، عاصمة لاتڤيا، بيتار لتنشئة الشباب اليهودي قوميا وعسكريا، شباب يهودي جديد، عبقري ومعطاء وقاس (גאון ונדיב ואכזר). ومن أسسه: أكثرية يهودية في أرض إسرائيل في كلتا ضفتي نهر الأردن وعلَم واحد (חד נס) واللغة العبرية لغة اليهود الأزلية وأي يهودي لا يعرفها لن يكون كاملا وعلى كل بيتاري أن يكون مستعدا لخدمة الشعب وأن يكون مطيعا بإرادته الذاتية (ينظر في روايته: شمشون، 1927). في عام 1928 قدم إلى فلسطين وتابع عمله السياسي وحرّر صحفا يومية عديدة بالروسية والعبرية والإيدش منها “دوئر هيوم” (بريد اليوم) وفي أواخر 1929 غادر البلاد لإلقاء محاضرات في جنوب إفريقيا ولم تسمح له القوات البريطانية بالرجوع إلى فلسطين بعدها. وفي سنة 1931 رفض الكونغرس الصهيوني برئاسة ڤايتسمان اقتراح جابوتنسكي الذي نص على أن هدف الصهيونية هو تحقيق أكثرية يهودية في أرض إسرائيل. وكان رد فعل جابوتنسكي لهذا الرفض أن مزّق بطاقة عضويته قائلا “هذا ليس كونغرسا صهيونيا”. وفي 1935 أقام جابوتنسكي الهستدروت (النقابة) الصهيونية الجديدة. وفي العام 1937 ترأس قيادة “إتصل، אצ‘‘ל” (ארגון צבאי לאומי, منظمة عسكرية وطنية) العليا وعارض خطّة تقسيم فلسطين كانت “لجنة پيل” قد اقترحتها. ويُذكر أن قائد “اتصل” عند قيام إسرائيل، مناحيم بيچن، كان قد أسّس من هذه المنظمة حركة “حيروت” (الحرية) وهي “الليكود” (التجمع) اليوم.
صدرت أعماله الفكرية والأدبية في 18 مجلدا في خمسينيات القرن العشرين وهناك مجلدات تضم رسائله (أكثر من سبعة آلاف رسالة مكتوبة بعدة لغات) ويُذكر أن كل إرثه الأدبي وكل ما نُشر عنه في كل اللغات محفوظ في أرشيفه الضخم في معهد جابوتنسكي في تل أبيب. ويشمل هذا النتاج أشعارا وقصصا وروايات وترجمات وسيرة ذاتية، وجلّ ذلك بالروسة والباقي بالعبرية، ومما يجدر ذكره أن جابوتنسكي عرف لغاتٍ كثيرةً جدا وكتب بالروسية والعبرية والإيدش والإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية واليونانية والإسبرنتو. وفي ربيع 2005 سنّت الكنيست قانون جابوتنسكي تخليدا لذكراه ومبادئه وبغية نشرها في صفوف الأجيال القادمة. ذكرنا أن جابوتنسكي عارض خطّة التقسيم واعتبر شرقي الأردن قسما من أرض إسرائيل. نادى باتباع سياسة اقتصادية حرّة وبخلق أكثرية يهودية في البلاد عن طريق موجات الهجرة من شتّى بقاع العالم، ويُذكر أن سكرتيره الشخصي كان والد بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية اليوم.
من أفكاره:
في مقال له “أرض إسرائيل” نُشر عام 1929 تتجلّى هذه الأفكار والمواقف: جابوتنسكي لا يذكر عادة اسم سكان البلاد الأصليين، العرب الفلسطينيين باسمهم بل يسميهم “سكان أرض إسرائيل غير اليهود” (هذا النهج ما زال قائما!). في البداية آمن جابوتنسكي بإمكانية قيام صلات تفاهم ومودّة مع العرب وإقامة علاقات اقتصادية وثقافية معهم ولكن في أوائل عشرينيات القرن العشرين غيّر وجهة نظره وتبنى فكرة “جدار الحديد”. ومن المعروف أن جابوتنسكي عاش في البلاد حوالي سنتين فقط! محتوى الصهيونية ثابت لا يتبدل وهو هجرة اليهود من بلاد المهجر إلى أرض إسرائيل وطالما أن جيراننا لا يوافقون على هذه الفحوى فإنهم لا يريدون السلام وما علينا إلا العمل والنضال من أجل الهجرة دون قيد أو شرط. والهجرة هذه دون حق النقد (الڤيتو) هي روح الصهيونية، والصهيونية مسألة حياة أو موت بالنسبة لليهود. ولا بد من إحراز أغلبية عبرية في البلاد، قرابة 60٪ على الأقلّ. لا داعي ولا فائدة في جدال بين طرفين على وجهي نقيض. وفي مكان آخر نرى أن جابوتنسكي يقول:
- ثقافيا تأخر العرب الفلسطينيون عنّا بخمسمائة عام وروحانيا هم لا يتمتعون لا بقوة صبرنا ولا بإرادتنا.
ليس بمقدورنا تقديم أي تعويض بدل الديار المقدسة لا لعربها ولا لباقي العرب.
إذا كانت الصهيونية أخلاقية أي عادلة فلا بدّ من تحقيق العدل دون الالتفات لمسألة موافقة الغير أو رفضه.
الوسيلة الوحيدة للوصول لاتفاق من أجل الحياة المشتركة مع العرب هو الجدار الحديدي أي تقوية الحكم في البلاد وألا يكون تحت أي تأثير عربي.
الهستدروت ورم سرطاني كبير.
- أرض إسرائيل هي أرض الشعب اليهودي الوحيدة ولا يمكن استبدالها بأية دولة أخرى. مطالبتنا بأرض إسرائيل نابعة من عدة حقوق: حق تاريخي، حق قانوني (وعد بلفور) وحق أخلاقي (للعرب دول كثيرة وليس لنا دولة).
- عملي هو عمل أحد البناة المنكبين على إقامة معبد جديد لإله أوحد اسمه شعب إسرائيل.
إن لفظة “ثورة” تناسب التمرّد من أجل التحرّر فقط.
كل حرب ما هي إلا قتل إخوة لإخوة.
العبرية، العبرية ومرة أخرى العبرية.
ينقسم العالم إلى صنفين من الشعوب: هؤلاء الذين يريدون طرد اليهود وأولائك الذين يرفضون استقبالهم. علينا أن نتوقف عن التفكير بأن يهوديتنا عبء ثقيل وعلينا توقيرها. ويشار إلى أن جابوتنسكي احترم الدين جدا رغم ابتعاده عن التدين واعتبر الدين أمرا شخصيا بالنسبة للأشخاص ولكن ليس بالنسبة للأمة فعلى الدولة أن تُبقي النار متّقدة على الدوام.
الطليعي لا يعيش لنفسه بل من أجل من يأتي من بعده.
صعب معناه ممكن.
طالما أن للعرب بصيصا من الأمل للتخلص منّا فإنهم لن يستبدلوا هذا الأمل بأي معسول كلام أو أية وعود سخية.
لنهر الأردن ضفّتان، هذه لنا وتلك لنا أيضا.
ينبغي احترام الفرد والأقلية والوصول معهما لتسوية واتفاق.
إذا كانت القضية عادلة فعلى العدل أن ينتصر دون الالتفات لموافقة الغير أو رفضه. وإذا أراد يوسيف أو شمعون أو إيڤان أو أحمد أن يمنعوا انتصار القضية العادلة لأن ذلك غير مريح لهم فمن الواجب دحض محاولاتهم وإفشالها وإن استخدموا العنف فلا بد من استخدام قوة الدولة والدفاع عن النفس، هذه هي أخلاقيات كل مجتمع نزيه ولا أخلاقيات أخرى.
- حقنا (على أرض إسرائيل) أبدي وكامل ولا تنازل عنها ولا يمكن تقصير الطريق إلى صهيون (القدس، كل الديار المقدسة) وكل صهيون لنا.
في قلبي قسمان، بوابتان، بوابة لشعبي والأخرى للثقافة، للأدب وللقلم.
- إني أحبّ شعبي وأرض إسرائيل: هذا ديدني وعمل حياتي ولا حاجة لي لأي شىء آخر في الدنيا.
- على كل من يود خدمة الصهيونية أن يعمل ويكافح ضد الشيوعية في كل خطوة يخطوها.
- إيماننا بأرض إسرائيل ليس شعورا أعمى أو شبه صوفي، إنه نتيجة بحث موضوعي في ماهية تاريخنا.
- جيدة كانت أم سيئة، سهلة كانت أم صعبة، رخيصة كانت أم غالية، هذه بلادي.
طرد العرب من أرض إسرائيل بأي شكل كان هو في رأيي غير ممكن بالمرة. سيبقى في أرض إسرائيل (الأردن وإسرائيل اليوم) شعبان على الدوام.
بالدم والعرق ينشأ لنا النسل (בדָּם וּבַיֶזַע יוּקָם לָנוּ גֶזַע).
العرب شعب كسائر كل الشعوب ولهم طموحات قومية. طالما يعتقد العرب أن هناك أملا لهم في تحقيق تلك الطموحات فلا يمكن إبرام أية اتقاقية معهم. مثل هذه الاتفاقية تكون ممكنة فقط عندما يفهمون أن لا إمكانية لهم في تحقيق طموحاتهم القومية. وكي يفهموا ذلك يجب إنشاء “جدار حديدي” أمامهم - قوة غير متعلقة بمزاجهم. (ينظر مقاله: حول جدار الحديد).
- من الواجب على اليهود الحفاظ على تميزهم القومي اليهودي وفي رأيه حافظت التوراة طيلة سنوات المهجر على الخاصية اليهودية.
– كل فرد في المجتمع ملك والمجتمع عبارة عن مجموع هؤلاء الملوك متساوي الحقوق وللفرد حق الأسبقية في فلسفة جابوتنسكي اللهم إلا إذا عرّض المجتمع للخطر.
وقّر النساء ونادى بمساواة المرأة في الحقوق مع الرجل وثمّن قدرة المرأة في التنظيم. وفي رسالته للجنة مدينة القدس في 15 آذار عام 1929 كتب “أيها السادة الكرام، وددتُ من كل قلبي المشاركة في نفقات لجنة المدينة ولكن طالما لا مكان ونصيب للنساء في إدارة شؤون الطائفة فلن يظهر اسمي في قائمة دافعي الضرائب لمؤسستكم”.
= المساواة هي أساس كل شيء في الحياة.
في معاملة النساء يمكن التفريق بين الإنسان الحضاري والبربري.
نادى بالديمقراطية والليبريالية، كان ديمقراطيا ليبيراليا من الطراز القديم، القرن التاسع عشر. لم يعتقد أن الديمقراطية هي حكم الأكثرية بل نظلم الاتفاق والتسوية.
سياسة الرفاهية: لديه نظرية كاملة في هذا المجال واعتقد أن القوانين الاجتماعية التوراتية ببعض التعديلات تصلح لإرساء قاعدة اجتماعية حديثة. وهناك في رأيه خمس حاجات لا بد للدولة من توفيرها لمواطنيها وهي تبدأ بالحرف ميم في العبرية ولذلك دعاها باسم “الميمات الخمسة” وهي: مأوى، مأكل، ملبس، معلّم، مُداو (מעון, מזון, מלבוש, מורה, מרפא).
- رفض الاشتراكية وعارض تفضيل طبقة العمال على غيرها من طبقات المجتمع. نادى بالنظام البرجوازي مع بعض التعديلات الاجتماعية عليه. وفي اعتقاده لا مندوحة من تأييد مثل أعلى واحد لا غير وهو الصهيونية إذ من غير الممكن دمجها بالاشتركية. وعليه كان معارضا شرسا للحركات اليسارية إلا أنه لم يعارض الكيبوتسات (القرى التعاونية) بل اعتبرها اشتراكية إيجابية. نادى بالسوق الحرة وعارض كلية حق الإضراب.
على الشعب إنقاذ نفسه بنفسه دون الترفع عن استخدام قوة السلاح.
لا مندوحة من تكبيد الخصوم خسائر فادحة لتحولهم من متطرفين عنيدين إلى معتدلين مستعدين للمساومة.
- لا توجد في العالم مهنة أسمى من عمل الصحفي.
- لسنا بحاجة للكلمات، أعطونا أعمالا، والكلام أيضا هو عمل، ربما الأكثر واقعية.
لا يمكن أن توجد قوانين صالحة إلا حيثما توجد أسلحة قوية. وحينما توجد أسلحة قوية توجد قوانين صالحة.
ختاما نقول إن جدار الحديد والجدار العازل والقبة الحديدية وما قد يشابهها مستقبلا لن تضمن الأمان والسلام الداخليين بل السلام الحقيقي العادل الذي تقبله الشعوب لا الذي يوقع عليه الزعماء.
مراجع مختارة
אבי בראלי ופנחס גינוסר (עורכים), איש בסער – מסות ומחקרים על זאב ז‘בוטינסקי. אוניברסיטת בן–גוריון 2004.
בגין מנחם, מורי, זאב ז‘בוטינסקי. ערך אפרים אבן. ירושלים 2003.
בילסקי ּבן– חור רפאלה, כל יחיד הוא מלך: המחשבה החברתית והמדינית של זאב ז‘בוטינסקי בישראל. תל אביב 1988.
בלע משה, עולמו של ז‘בוטינסקי: מבחר דבריו ועיקרי תורתו. תל אביב 2002.
ז‘בוטינסקי זאב, כתבים (18 כרכים). ירושלים 1947/1959.
ז‘בוטינסקי זאב,
כץ שמואל, ביוגרפיה של זאב ז‘בוטינסקי. תל אביב 1993.
נדבה יוסף (עורך), זאב ז‘בוטינסקי: האיש ומשנתו. תל אביב 1980.
קארפי דניאל ומשה הלוי (עורכים), זאב ז‘בוטינסקי: איגרות, 9 כרכים. ירושלים 1992–2007.
http://www.jabotinsky.org/hebsite/home/default.asp


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.