«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حول جابوتننسكي وجدار الحديد
نشر في شباب مصر يوم 18 - 11 - 2010

هناك قرابة ستين شارعا في مدن البلاد تحمل اسم مَن يُعرف عادة بزعيم اليمين اليهودي الحديث، حزب الليكود، زئيڤ (ڤلاديمير) جابوتننسكي (1880-1940)، المرشد الروحي لكل من مناحيم بيچن ويتسحاك شامير وأريئيل شارون وبنيامين نتنياهو. إنه زعيم صهيوني، مؤسِّس الحركة التعديلية/التصحيحية/التنقيحية (revisionism) وحلف يوسف طرومپيلدور (בֵּיתָ‘‘ר = ברית יוסף טרומפלדור)، شاعر وكاتب وصحفي ومترجم . أضف إلى ذلك أنه كان خطيبا يُشار إليه بالبنان كونستون تشرتشل وبينيتو موسوليني. ولد جابوتنسكي في أوديسا بأوكرانيا وتوفي في نيويورك ونقل رفاته وفق وصيته إلى جبل هرتصل في القدس في عهد ليڤي إشكول، رئيس الحكومة الإسرائيلية الثالث، عام 1964. تلقى ثقافة روسية ليبرالية عامة وقليلا من أصول العبرية على يد يهوشع رڤينسكي واليهودية وفي الثامنة عشرة من عمره بدأ بدراسة المحاماة في إيطاليا وسويسرا وحصل أخيرا على الماجستير فيها عام 1912.
في عام 1905 كان أحد مؤسسي “جمعية لحصول يهود روسيا على الحقوق القانونية” وترشّح للبرلمان الروسي في تلك السنة وفي مرتين أخريين إلا أنه لم ينجح في الانتخابات. عمل مراسلا لصحف روسية هامة ووقّع أحيانا باسم مستعار “ألطلينا” (معناها بالإيطالية أرجوحة). وكان قد وصف روما بأنها مسقط رأسه الروحي. في أعقاب قتل اليهود في كيشينيڤ الأوكرانية عام 1903 ومجازر لاحقة، انبرى الشاب جابوتنسكي للدفاع عن أبناء جلدته في روسيا والانخراط في الحركة الصهيونية وانتخب عضوا في الكونغرس الصهيوني السادس في بازل حيث قابل للمرة الأولى كلا من ּبنيامين زئيڤ هرتصل (وكانت الأخيرة أيضا) وحاييم (عزريئيل) ڤايتسمان والتقى بحاييم نحمان بيالك وزعماء صهيونيين مثل مناحم مندل أوسيشكن وزئيڤ ڤلاديمير طيومكين وداڤيد بن غوريون (هذا الأخير كان خصما سياسيا لجابوتنسكي وأطلق عليه “ڤلاديمير هتلر”).
كما وعمل جابوتنسكي من أجل إحياء اللغة العبرية التي أحبّها والثقافة اليهودية في روسيا. ويُذكر أنه ألقى خطابه بالعبرية عام 1910 في لقاء جمَع مثقفين وزعماء يهودا تكلموا بالإيدش. كما وعمل على نشر كتب تدريسية عبرية مثل “613 كلمة” (תרי‘‘ג מלים على منوال عدد الأوامر والنواهي في الشريعة (الهالاخاه) اليهودية، 248 إعمل و365 لا تعمل ) بحروف لاتينية. في ذلك الكونغرس طُرحت أوغندا كوطن لليهود وجابوتنسكي صوّت ضد ذلك بالرغم من تقديره الشديد لهرتصل. وقد كرّس السنوات 1910-1913 للعمل من أجل اللغة العبرية، اقترح مثلا أن تكون العبرية لغة التدريس في المدارس اليهودية في المهجر وساهم في تأسيس الجامعة العبرية. وذهب جابوتنسكي إلى أن اللغة العبرية عامل ضروري لنهضة الشعب اليهودي وكان قد اقترح استبدال الأبجدية العبرية بالحروف اللاتينية سعيا وراء تسهيل نشر العبرية. أسس دار نشر باسم “قديمه” أي “إلى الأمام”، ونشرت عشرات الكتب ونشرات صهيونية بالروسية. وفي العام 1919 أُسست جمعية “لغتنا” (שׂפתנו) في القدس وكان جابوتنسكي أحد أعضائها وكذلك المعروف بمحيي اللغة العبرية الحديثة المحكية، إليعزر بن يهودا (1858-1922).
وفي الإسكندرية التقى عام 1914 بيوسف ترومپيلدور وبدأ في إنشاء كتائب عبرية في إطارالجيش البريطاني وفي العام 1917 أُسِّست الكتيبة العبرية الأولى وخدم فيها جابوتننسكي برتبة ملازم أول. وفي عام 1920 ترأس قوة الدفاع عن القدس ضد العرب الفلسطينيين. أعتقلته قوات الانتداب البريطاني بتهمة حمل سلاح غير مرخّص وحُكم عليه بالسجن خمسة عشر عاما مع أعمال شاقة في عكا، إلا أن الضجة العارمة التي قامت في البلاد وخارجها إثر هذا الحكم أدّت إلى العفو عنه وتسريحه بعد السجن بمدة وجيزة.
وفي العام 1923 أسّس في ريچا، عاصمة لاتڤيا، بيتار لتنشئة الشباب اليهودي قوميا وعسكريا، شباب يهودي جديد، عبقري ومعطاء وقاس (גאון ונדיב ואכזר). ومن أسسه: أكثرية يهودية في أرض إسرائيل في كلتا ضفتي نهر الأردن وعلَم واحد (חד נס) واللغة العبرية لغة اليهود الأزلية وأي يهودي لا يعرفها لن يكون كاملا وعلى كل بيتاري أن يكون مستعدا لخدمة الشعب وأن يكون مطيعا بإرادته الذاتية (ينظر في روايته: شمشون، 1927). في عام 1928 قدم إلى فلسطين وتابع عمله السياسي وحرّر صحفا يومية عديدة بالروسية والعبرية والإيدش منها “دوئر هيوم” (بريد اليوم) وفي أواخر 1929 غادر البلاد لإلقاء محاضرات في جنوب إفريقيا ولم تسمح له القوات البريطانية بالرجوع إلى فلسطين بعدها. وفي سنة 1931 رفض الكونغرس الصهيوني برئاسة ڤايتسمان اقتراح جابوتنسكي الذي نص على أن هدف الصهيونية هو تحقيق أكثرية يهودية في أرض إسرائيل. وكان رد فعل جابوتنسكي لهذا الرفض أن مزّق بطاقة عضويته قائلا “هذا ليس كونغرسا صهيونيا”. وفي 1935 أقام جابوتنسكي الهستدروت (النقابة) الصهيونية الجديدة. وفي العام 1937 ترأس قيادة “إتصل، אצ‘‘ל” (ארגון צבאי לאומי, منظمة عسكرية وطنية) العليا وعارض خطّة تقسيم فلسطين كانت “لجنة پيل” قد اقترحتها. ويُذكر أن قائد “اتصل” عند قيام إسرائيل، مناحيم بيچن، كان قد أسّس من هذه المنظمة حركة “حيروت” (الحرية) وهي “الليكود” (التجمع) اليوم.
صدرت أعماله الفكرية والأدبية في 18 مجلدا في خمسينيات القرن العشرين وهناك مجلدات تضم رسائله (أكثر من سبعة آلاف رسالة مكتوبة بعدة لغات) ويُذكر أن كل إرثه الأدبي وكل ما نُشر عنه في كل اللغات محفوظ في أرشيفه الضخم في معهد جابوتنسكي في تل أبيب. ويشمل هذا النتاج أشعارا وقصصا وروايات وترجمات وسيرة ذاتية، وجلّ ذلك بالروسة والباقي بالعبرية، ومما يجدر ذكره أن جابوتنسكي عرف لغاتٍ كثيرةً جدا وكتب بالروسية والعبرية والإيدش والإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية واليونانية والإسبرنتو. وفي ربيع 2005 سنّت الكنيست قانون جابوتنسكي تخليدا لذكراه ومبادئه وبغية نشرها في صفوف الأجيال القادمة. ذكرنا أن جابوتنسكي عارض خطّة التقسيم واعتبر شرقي الأردن قسما من أرض إسرائيل. نادى باتباع سياسة اقتصادية حرّة وبخلق أكثرية يهودية في البلاد عن طريق موجات الهجرة من شتّى بقاع العالم، ويُذكر أن سكرتيره الشخصي كان والد بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية اليوم.
من أفكاره:
في مقال له “أرض إسرائيل” نُشر عام 1929 تتجلّى هذه الأفكار والمواقف: جابوتنسكي لا يذكر عادة اسم سكان البلاد الأصليين، العرب الفلسطينيين باسمهم بل يسميهم “سكان أرض إسرائيل غير اليهود” (هذا النهج ما زال قائما!). في البداية آمن جابوتنسكي بإمكانية قيام صلات تفاهم ومودّة مع العرب وإقامة علاقات اقتصادية وثقافية معهم ولكن في أوائل عشرينيات القرن العشرين غيّر وجهة نظره وتبنى فكرة “جدار الحديد”. ومن المعروف أن جابوتنسكي عاش في البلاد حوالي سنتين فقط! محتوى الصهيونية ثابت لا يتبدل وهو هجرة اليهود من بلاد المهجر إلى أرض إسرائيل وطالما أن جيراننا لا يوافقون على هذه الفحوى فإنهم لا يريدون السلام وما علينا إلا العمل والنضال من أجل الهجرة دون قيد أو شرط. والهجرة هذه دون حق النقد (الڤيتو) هي روح الصهيونية، والصهيونية مسألة حياة أو موت بالنسبة لليهود. ولا بد من إحراز أغلبية عبرية في البلاد، قرابة 60٪ على الأقلّ. لا داعي ولا فائدة في جدال بين طرفين على وجهي نقيض. وفي مكان آخر نرى أن جابوتنسكي يقول:
- ثقافيا تأخر العرب الفلسطينيون عنّا بخمسمائة عام وروحانيا هم لا يتمتعون لا بقوة صبرنا ولا بإرادتنا.
ليس بمقدورنا تقديم أي تعويض بدل الديار المقدسة لا لعربها ولا لباقي العرب.
إذا كانت الصهيونية أخلاقية أي عادلة فلا بدّ من تحقيق العدل دون الالتفات لمسألة موافقة الغير أو رفضه.
الوسيلة الوحيدة للوصول لاتفاق من أجل الحياة المشتركة مع العرب هو الجدار الحديدي أي تقوية الحكم في البلاد وألا يكون تحت أي تأثير عربي.
الهستدروت ورم سرطاني كبير.
- أرض إسرائيل هي أرض الشعب اليهودي الوحيدة ولا يمكن استبدالها بأية دولة أخرى. مطالبتنا بأرض إسرائيل نابعة من عدة حقوق: حق تاريخي، حق قانوني (وعد بلفور) وحق أخلاقي (للعرب دول كثيرة وليس لنا دولة).
- عملي هو عمل أحد البناة المنكبين على إقامة معبد جديد لإله أوحد اسمه شعب إسرائيل.
إن لفظة “ثورة” تناسب التمرّد من أجل التحرّر فقط.
كل حرب ما هي إلا قتل إخوة لإخوة.
العبرية، العبرية ومرة أخرى العبرية.
ينقسم العالم إلى صنفين من الشعوب: هؤلاء الذين يريدون طرد اليهود وأولائك الذين يرفضون استقبالهم. علينا أن نتوقف عن التفكير بأن يهوديتنا عبء ثقيل وعلينا توقيرها. ويشار إلى أن جابوتنسكي احترم الدين جدا رغم ابتعاده عن التدين واعتبر الدين أمرا شخصيا بالنسبة للأشخاص ولكن ليس بالنسبة للأمة فعلى الدولة أن تُبقي النار متّقدة على الدوام.
الطليعي لا يعيش لنفسه بل من أجل من يأتي من بعده.
صعب معناه ممكن.
طالما أن للعرب بصيصا من الأمل للتخلص منّا فإنهم لن يستبدلوا هذا الأمل بأي معسول كلام أو أية وعود سخية.
لنهر الأردن ضفّتان، هذه لنا وتلك لنا أيضا.
ينبغي احترام الفرد والأقلية والوصول معهما لتسوية واتفاق.
إذا كانت القضية عادلة فعلى العدل أن ينتصر دون الالتفات لموافقة الغير أو رفضه. وإذا أراد يوسيف أو شمعون أو إيڤان أو أحمد أن يمنعوا انتصار القضية العادلة لأن ذلك غير مريح لهم فمن الواجب دحض محاولاتهم وإفشالها وإن استخدموا العنف فلا بد من استخدام قوة الدولة والدفاع عن النفس، هذه هي أخلاقيات كل مجتمع نزيه ولا أخلاقيات أخرى.
- حقنا (على أرض إسرائيل) أبدي وكامل ولا تنازل عنها ولا يمكن تقصير الطريق إلى صهيون (القدس، كل الديار المقدسة) وكل صهيون لنا.
في قلبي قسمان، بوابتان، بوابة لشعبي والأخرى للثقافة، للأدب وللقلم.
- إني أحبّ شعبي وأرض إسرائيل: هذا ديدني وعمل حياتي ولا حاجة لي لأي شىء آخر في الدنيا.
- على كل من يود خدمة الصهيونية أن يعمل ويكافح ضد الشيوعية في كل خطوة يخطوها.
- إيماننا بأرض إسرائيل ليس شعورا أعمى أو شبه صوفي، إنه نتيجة بحث موضوعي في ماهية تاريخنا.
- جيدة كانت أم سيئة، سهلة كانت أم صعبة، رخيصة كانت أم غالية، هذه بلادي.
طرد العرب من أرض إسرائيل بأي شكل كان هو في رأيي غير ممكن بالمرة. سيبقى في أرض إسرائيل (الأردن وإسرائيل اليوم) شعبان على الدوام.
بالدم والعرق ينشأ لنا النسل (בדָּם וּבַיֶזַע יוּקָם לָנוּ גֶזַע).
العرب شعب كسائر كل الشعوب ولهم طموحات قومية. طالما يعتقد العرب أن هناك أملا لهم في تحقيق تلك الطموحات فلا يمكن إبرام أية اتقاقية معهم. مثل هذه الاتفاقية تكون ممكنة فقط عندما يفهمون أن لا إمكانية لهم في تحقيق طموحاتهم القومية. وكي يفهموا ذلك يجب إنشاء “جدار حديدي” أمامهم - قوة غير متعلقة بمزاجهم. (ينظر مقاله: حول جدار الحديد).
- من الواجب على اليهود الحفاظ على تميزهم القومي اليهودي وفي رأيه حافظت التوراة طيلة سنوات المهجر على الخاصية اليهودية.
– كل فرد في المجتمع ملك والمجتمع عبارة عن مجموع هؤلاء الملوك متساوي الحقوق وللفرد حق الأسبقية في فلسفة جابوتنسكي اللهم إلا إذا عرّض المجتمع للخطر.
وقّر النساء ونادى بمساواة المرأة في الحقوق مع الرجل وثمّن قدرة المرأة في التنظيم. وفي رسالته للجنة مدينة القدس في 15 آذار عام 1929 كتب “أيها السادة الكرام، وددتُ من كل قلبي المشاركة في نفقات لجنة المدينة ولكن طالما لا مكان ونصيب للنساء في إدارة شؤون الطائفة فلن يظهر اسمي في قائمة دافعي الضرائب لمؤسستكم”.
= المساواة هي أساس كل شيء في الحياة.
في معاملة النساء يمكن التفريق بين الإنسان الحضاري والبربري.
نادى بالديمقراطية والليبريالية، كان ديمقراطيا ليبيراليا من الطراز القديم، القرن التاسع عشر. لم يعتقد أن الديمقراطية هي حكم الأكثرية بل نظلم الاتفاق والتسوية.
سياسة الرفاهية: لديه نظرية كاملة في هذا المجال واعتقد أن القوانين الاجتماعية التوراتية ببعض التعديلات تصلح لإرساء قاعدة اجتماعية حديثة. وهناك في رأيه خمس حاجات لا بد للدولة من توفيرها لمواطنيها وهي تبدأ بالحرف ميم في العبرية ولذلك دعاها باسم “الميمات الخمسة” وهي: مأوى، مأكل، ملبس، معلّم، مُداو (מעון, מזון, מלבוש, מורה, מרפא).
- رفض الاشتراكية وعارض تفضيل طبقة العمال على غيرها من طبقات المجتمع. نادى بالنظام البرجوازي مع بعض التعديلات الاجتماعية عليه. وفي اعتقاده لا مندوحة من تأييد مثل أعلى واحد لا غير وهو الصهيونية إذ من غير الممكن دمجها بالاشتركية. وعليه كان معارضا شرسا للحركات اليسارية إلا أنه لم يعارض الكيبوتسات (القرى التعاونية) بل اعتبرها اشتراكية إيجابية. نادى بالسوق الحرة وعارض كلية حق الإضراب.
على الشعب إنقاذ نفسه بنفسه دون الترفع عن استخدام قوة السلاح.
لا مندوحة من تكبيد الخصوم خسائر فادحة لتحولهم من متطرفين عنيدين إلى معتدلين مستعدين للمساومة.
- لا توجد في العالم مهنة أسمى من عمل الصحفي.
- لسنا بحاجة للكلمات، أعطونا أعمالا، والكلام أيضا هو عمل، ربما الأكثر واقعية.
لا يمكن أن توجد قوانين صالحة إلا حيثما توجد أسلحة قوية. وحينما توجد أسلحة قوية توجد قوانين صالحة.
ختاما نقول إن جدار الحديد والجدار العازل والقبة الحديدية وما قد يشابهها مستقبلا لن تضمن الأمان والسلام الداخليين بل السلام الحقيقي العادل الذي تقبله الشعوب لا الذي يوقع عليه الزعماء.
مراجع مختارة
אבי בראלי ופנחס גינוסר (עורכים), איש בסער – מסות ומחקרים על זאב ז‘בוטינסקי. אוניברסיטת בן–גוריון 2004.
בגין מנחם, מורי, זאב ז‘בוטינסקי. ערך אפרים אבן. ירושלים 2003.
בילסקי ּבן– חור רפאלה, כל יחיד הוא מלך: המחשבה החברתית והמדינית של זאב ז‘בוטינסקי בישראל. תל אביב 1988.
בלע משה, עולמו של ז‘בוטינסקי: מבחר דבריו ועיקרי תורתו. תל אביב 2002.
ז‘בוטינסקי זאב, כתבים (18 כרכים). ירושלים 1947/1959.
ז‘בוטינסקי זאב,
כץ שמואל, ביוגרפיה של זאב ז‘בוטינסקי. תל אביב 1993.
נדבה יוסף (עורך), זאב ז‘בוטינסקי: האיש ומשנתו. תל אביב 1980.
קארפי דניאל ומשה הלוי (עורכים), זאב ז‘בוטינסקי: איגרות, 9 כרכים. ירושלים 1992–2007.
http://www.jabotinsky.org/hebsite/home/default.asp


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.