كان عوف الأصيل أحد الصور الغنائية فى الإذاعة المصرية التى أسعدتنا وأسعدت أسماعنا حقبة طويلة من الزمن، وباتت ملتصقة فى وجداننا ، كتبها للإذاعة عبد الفتاح مصطفى ولحنها أحمد صدقى وغناها كارم محمود، وقصة عوف الأصيل بإيجاز تحكى قصة رجل فقير لا يملك قوت يومة، يخرج كل صباح باحثا عن الرزق قانعا بحياتة محبا لكل البشر لا يضمر فى نفسة حقدا أو إنتقاما لأحد متصالحا مع نفسة ومع الدنيا، وركب مركبا علة يجد فى البحر رزقة وتعرض المركب لهيجان البحر وراح فى غيبوبة كاملة إستفاق بعدها ليجد نفسة بين عالم آخر وعلى أرض جزيرة أخرى واصطحبة حرس الجزيرة إلى ملك الجزبرة ولم يكن معة من شيئ سوى سُلطنية يُحضّر فيها طعامة، من أنت ومن أين جئت ، فحكى لة حكايتة منذ مولدة وحتى لحظتة وسألة الملك ماهذا الشيئ الذى معك ، فقال لة سُلطنية وأُعجب الملك إعجاباً شديدا بالسُلطنية وأشار إلية معاونوة أن السُلطنية تصلح تاجاً عظيما لرأس الملك والحكم، فطلب الملك من عوف الأصيل أن يشتريها منة ولكن عوفا رفض وقال فلتكن هدية لجلالتكم وفرح الملك فرحاً شديدا وأمر بتكريم عوف الأصيل تكريما يناسب السلطنية التى أصبحت تاج الجزيرة، فأغدقوا علية بالهدايا الثمينة والأموال والكثير من كنوز الذهب والفضة وعاد عوف الأصيل إلى موطنة وظهرت علامات الثراء الهائلة مما إستدعى أن يأتية شيخ البلد ، هذا الرجل الذى دوما كان يحتقر عوف الأصيل ، ودائما كان يحتقر إنسانيتة وأساء إلية بكثير من الإساءات، وسأل عوف عن حقيقة ماجرى ، وحكى عوف الأصيل حكايتة بكل صدق وصراحة عما جرى لة، وتركة شيخ البلد الرجل الثرى وفكر مع نفسة إذا كان هذا هو الحال بأن ملك الجزيرة قد أغدق على عوف بكل هذة الثروة فى مقابل سُلطنية، فمذا يكون الحال إذا هو قد جهز من الهدايا أعظمها وأغلاها وأكثرها وقدمها إلى ملك الجزيرة ، وخرجت الإجابة من نفسة بأن المقابل سوف يكون عظيماً عظيما، فأعد حملتة الثمينة وتوجة إلى الجزيرة وقابل ملك الجزيرة وقدم لة ما أعدة من هدايا، وذُهل ملك الجزيرة من الهديا الغالية والثمينة، وفرح فرحاً شديدا واحتار ملك الجزيرة كيف يُقابل هذا ؟، ولم يجد الملك تكريما أكثر من أن يخلع علية تاج الجزيرة وهنا تقطعت أوصال شيخ البلد وقال بصوتٍ مملوء بالألم والحسرة (السٌلطنية) فكان هذا أعلى تكريم لدى الملك ولكنة كان خيبة أمل لهذا الطماع والفاجر والظالم لا أدرى كيف قفزت هذة الصورة الغنائبة إلى ذاكرتى ولا أدرى ما هو الأرتباط بينها وبين مايجرى من أحداث فى واقعنا الآن، فالذى يجرى فى التحرير أمر فى غاية الغرابة ويصيب كل عاقل بالدهشة والأستغراب سواء كان ذلك مما يطلبون أو مما بة يرفعون شعاراتهم ، من تسليم السُلطة وهدم للقوانين والأعراف الدستورية والشعارات الأنتقامية بدعوى الثورة مستمرة، و:انهم فى جزيرة معزولة عن عالمنا ويجهلون ما جرى فى بلادنا من تطورات وأن هناك رئيسا جديدا للبلاد، ومما يزيد الطين بلة أن ارئيس الجديد المنتخب والمشكوك فى طريقة إنتخابة أن يُعلن إنة سيهبط إلى التحرير ليقف مع هؤلاء المتظاهرين تارة يقولون إنة سيحلف اليمين وتارة يقولون إنة سيطلب نقل السلطة بكل الصلاحيات، وتارة يقولون إنى سيطلب إعادة المجلس ولا أقول المنحل لأنهم رغم صدق البيان إلا إنهم يحزنون فأقول المجلس المنكوب بأفعالة ومقدماتة الجاهلة والمتخلفة بأفكار الهدم والتحطيم لكل شيئ قويم فهل جاءت اللحظة التى يخلع فيها متظاهرى التحرير تاج الجزيرة على رأس الرئيس( السُلطنية) أم ماذا بعد [email protected]