بالرغم من التعديلات التي أجراها المجلس العسكري بخصوص صلاحيات الرئيس القادم وبالرغم من حملات التشويه التي قامت بها بعض وسائل الإعلام وعلى رأسها قناة (الفراعين) والمجهود الكبير الذي قام به الدكتور توفيق عكاشة وبالرغم من أن الفارق كان بسيطاً بين شفيق ومرسي على عكس ما حصده حزب الحرية والعدالة في الانتخابات التشريعية إلا أن جماعة الإخوان المُسلمين أخيراً استطاعت أن تعتلي سدة الحُكم في أهم واكبر دولة عربية، لقد كان فوز مرسي فوزاً للتيارات الإسلامية ليس في مصر وحدها بل في جميع دول العالمين العربي والإسلامي، اليوم نستطيع القول أن الثورة المصرية قد انتصرت وان إرادة الشعب المصري أتت برئيس مُنتخب لأول مرة في تاريخ مصر، فجماعة الإخوان المُسلمين والتي عانت من استبداد الأنظمة المصرية المُتعاقبة لها والتي لم تحصل على الصفة القانونية باعتبارها حزباً سياسياً منذ تأسيسها على يد الشيخ حسن البنا عام 1928 وحتى ثورة 25 يناير 2011 استطاعت اليوم أن تقدم لمصر أول رئيس يتم انتخابه بطريقة ديمقراطية لتبدأ رحلتها السياسية والإصلاحية من أوسع أبوابها. اليوم انتهى زمن الشعارات التي كانت الجماعة ترفعها وكانت تستهوي بها أفئدة الفقراء والضعفاء من أبناء الشعب المصري وبدأ زمن الأفعال لا الأقوال، وإذا كان من ابرز ما أتت به الثورة أن الشارع المصري بدا حقا هو صاحب القرار الأول والأخير فان على مرسي اليوم أن يحول تلك الشعارات إلى واقع كما عليه اليوم أن يبدأ بترجمة خُططه الإصلاحية إلى تنمية حقيقية حتى يكون الشارع دائماً إلى صفه. على مرسي أن يُدرك تماماً أن الحِمل ثقيل والأمانة كبيرة جداً بحيث لا يمكن للجماعة حملها لوحدها وعليه أن يُدرك أيضاً أن الكثيرون في الداخل والخارج سيقفون موقف المُعاداة له ولسياسته وبالتالي عليه أن يسعى إلى إشراك اكبر عدد ممكن من الأحزاب الأخرى في حمل الأمانة كما عليه أن يُركز على السياسة الداخلية وخاصة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعلاقة مع الأقباط وان يكون الرئيس المصري الذي يحمي المشروع الديمقراطي ويحافظ على مُنجزات الثورة ويحافظ على الحريات العامة للمواطن المصري . اعتقد أن الإخوان اليوم على مِحك حقيقي وان السنوات الأربعة القادمة ستكون أهم السنوات في تاريخ الجماعة التي أصبحت اليوم في موقع القرار والسلطة بعد أكثر من ثمانين عاماً أمضتها في المُعارضة، فعلى مرسي أن يعلم انه ليست ارض الكنانة وحدها أمانة في عنقه بل الإسلام ديناً ونظاماً، وليضع مرسي مخافة الله دائماً نُصب عينيه وليكن دائماً مع الفقراء .