مبارك في الروضة الشريفة من عشر سنوات ما زالت أذكر عباراتها المختنقة (ادعي لزوجي ان يفرجوا عنه أول ما تكوني في الروضة الشريفة وقد اعتقل دون سبب واضح) كانت زوجة في مقتبل حياتها الزوجية وأخذت في التأكيد علي خشية أن أنسى أثناء العمرة وعندما دخلنا الروضة الشريفة ببهائها وجلالها وجمالها واذ تيسر لنا صلاة ركعتين واذ هممت بأن أدعو لها صدع صوت سيدة بلهجة مصرية صعيدية لا تخطئها الأذن (اللهم أخرج أخي من معتقلات مبارك) كان صوتها مختنق العبارات لكنه واضح جدا كان كافيا لأن أؤمن خلفها ذاكرة من اوصتني وعندما كفكفت دموعها سألتها (ما تهمة أخيك؟) قالت(يصلي في المسجد فروض ربنا شاب صغير يا أختي تسع سنوات في المعتقل بلا محاكمة او قضية هناك مثله آلا ف) اذ هممت بأن أبدي دهشتي غابت وسط الزحام وهي تبتهل الى الله أن يفرج هم أخيها وهم عائلتها لقد كان حظ تلك الزوجة افضل بكثير اذ افرج عن زوجها بعد عدة اشهر اما ذلك المعتقل فلم يتسن لي ان اعرف عنه شيئا حتى الآن لكن كان ذلك فارقا لأن أطلع على ذلك الملف الدامي وتلك القلوب الوالهة آلاف الشباب غيبوا عن عيون العدالة في صحراء مصر من اجل ماذا؟ وما هو أقسى من الاعتقال ما يسمى بالاختفاء القسري هناك أناس تحولوا الى معتقلين او شهداء لكن هناك من تحول الى مصير مجهول اختفاء لا يمكن لأي انسان أن يتخيل هذا او يتحمله إن "ممارسة إخفاء الأفراد الوحشية، مشكلة كبرى تعاني منها مصر "، أين رضا هلال و لماذا صمت الأهرام أين محمد ترك و أين ألف ويزيد من المختفين منذ أيام الثورة ومن قبلهم ومن بعدهم هذا اقسى من الموت ان اهل هؤلاء يتمنون ولو ان يجدوهم جثثا ولن يستسلموا كما لم تستسلم إيزيس وتمكنت من جمع أشلاء زوجها أين المحامون من تلك الملفات واين محاسبة القتلة وعلى رأسهم من كان يلهو في المباراة ولم يشعر بقلوب المصريين وألف منهم يغرقون في عرض البحر ما زال مسلسل البراءة مستمرا وربما ينتهي ببراءة مبارك ليستمر انتحار الشعب البائس الذي أخشى ان يعود هاتفا لجلاديه كما استنكر أمير الشعراء سابقا اسمع الشعب ( ديون) كيف يوحون إليه ملأ الجو هتافا بحياة قاتليه أثر البهتان فيه وانطلى الزور عليه ياله من ببغاء عقله فى أذنيه د.نهى أبوكريشة