أقام نحو مائة من أهالي المعتقلين السياسيين –الذين كانوا معتصمين بنقابة المحامين المصرية - مسيرةً حاشدةً ظهر أمس، بدأت من أمام مصلحةِ السجون رددوا خلالها الهتافات المعادية للطوارئ ولأمن الدولة ومطالبين بالافراج الفوري عن ذويهم . وفي ظل طوق أمنيٍّ مشدد حاول أن يُعرقل المسيرة أو يغيِّر من مسارها إلى أماكن نائية؛ حتى لا تختلط بالجمهور الكثيف الذي التفَّ حول المتظاهرين من أهالي المعتقلين وتضامن معهم، كما حاولت أجهزة الأمن مصادرة المنشورات والبياناتِ التي أصدرها الأهالي عنوةً إلا أنها فشلت أمام الإرادة القوية من المتظاهرين. وقد ردَّد أهالي المعتقلين الهتافات التي تطالب بالإفراج الفوري عن ذويهم، مندِّدين في الوقت ذاته بجهاز مباحث أمن الدولة الذي يَعتقل مَن ليس لهم أي ذنب اقترفوه سوى أنهم يدعون إلى الله، ورفضت أجهزة الدولة الأمنية الإفراج عنهم رغم حصولهم على عدة أحكام قضائية، ومن هذه الهتافات "آدي مفهومهم للتغيير.. سجن صغير يبقى كبير"، "يا حرية فينك فينك... أمن الدولة بينا وبينك"، "أمن الدولة أمن الدولة.. فين الأمن وفين الدولة"، وغيرها من الشعارات. وقد دعا المتظاهرون كل الشرفاء من أبناء الشعب المصري إلى الانضمام إلى اعتصامهم الذي يقيمونه أمام نقابة المحامين، مؤكدين أنه لن يكون الاعتصام الأخير حتى يتم الإفراج عن كل الشرفاء من أبناء مصر. وتقول زوجة محمد علي الشرقاوي (أحد المعتقلين): "لم يفرجوا عن زوجي المعتقل منذ عام 2003م رغم حصوله على حكمٍ قضائي، ولا توجد جريمة منسوبة إليه سوى أنه ملتزم"!! ويضيف شقيق أحد المعتقلين أيضًا (لم يذكر اسمه): "أخي معتقَل منذ عشر سنوات ونريد أن نعرف متى سينتهي هذا الوضع المأساوي لأبناء مصر حيث يزجُّ بالشرفاء داخل السجون، تاركًا اللصوص والمفسدين يرتعون ويتمتعون بأموال الفقراء من أبناء هذا البلد". ويشير منسق هذه المسيرة إلى أنها "لن تكون الأخيرة، وسنستمر في المسيرات والاحتجاجات والاعتصامات حتى يصل صوتنا إلى المسئولين"، وقد أكدت النساء المعتصمات في بيانٍ لهنَّ: "قررنا نحن المعتصمات من أجل تحقيق مطالبنا بالإفراج عن ذوينا المعتقلين اعتقالاً تعسفيًّا- بالرغم من إصدار أكثر من قرارٍ من الهيئات القضائية بالإفراج عنهم- أن نعتصم إلى أن يشاء الله، بالرغم من التهديدات المباشرة وغير المباشرة، وانتهاك حرماتِ منازلنا في عدمِ وجود أربابها"، وأكدَّن في نهاية البيانِ أنهن لا ينتمين لأي حزبٍ أو جماعةٍ أو حركة.