مئات من القنوات الفضائية بعضها ممول من مصادر مجهولة وبعضها يموله فلول مبارك، يطل من خلالها محللون وسياسيون طوال الليل والنهار فلا تحليل مثمر حصدنا ولا قراءة مستنيرة قرأنا، فتارة يسبحون مع التيار خوفا من الهجوم وتارة يعاكسوه طلبا للشهرة، ويختلفون ويتفقون كثيرا حول علاجات لأمراض فى الغالب لا نعانى منها، ويتركون أمراض المجتمع الحقيقية كالفقر والبطالة والأمية والتدخلات الخارجية بلا دواء. ويزداد الوضع سؤااً حينما نبحث وسط هذا الجمع عن أصحاب القامات العالية والمشهود لهم بالوطنية وقول الحق على مدار الأربعين عاما الماضية فلا نجدهم وحينما نستفهم عن السبب نعرف أن الظهور أصبح مقترنا بما تثيره من زوبعات ترفع نسبة المشاهدة فتزداد الإعلانات التجارية. وفى ظل كل هذا الصخب يظل التعتيم الإعلامى والإفتقار إلى المهنية كما هما وتعجز الفضائيات على كثرتها عن نقل صورة حية عما يحدث على أرض الواقع بعيدا عن التهويل او التسطيح وتترك الباحثين عن الخبر عرضة للتضليل والقيل والقال، وتترك المجال سانحا لمواقع التواصل الإجتماعى التى يسهل فيها نشر الشائعات وإن كان سيظل لتلك المواقع الفضل فى شق قنوات التواصل وإتاحة الفرصة للتعبير عن الرأى بحرية كاملة .