ما تعلمنا شيئا فى مدارسنا ، وما جربنا شيئا فى معاملنا ،وما استفدنا شيئا غير أننا بأوراق تم تستيفها قد نجحنا ،نعم نجحنا فى تستيف أوراق وإعداد ملفات تماما كملفات الجودة فى مدارسنا وما تخرجنا لكنهم خرجونا لتخلو أماكننا لغيرنا وتدور الدائرة . تخرجنا من الجامعة لكننا لم نلتحق بمدرسة الحياة بعد. علمونا ونحن صغار كيف نجمع و نطرح ونقسم ونضرب ،لكنهم لم يعلمونا كيف نحسب للدنيا ألف ألف حساب . علمونا اللغة العربية لكنهم لم يعلمونا الإحساس بالآخرين لم يعلمونا لغة المشاعر الرقيقة التى ما خلقت إلا لتصان ، ليتهم علمونا أن نكرم من أكرمونا وأن نحفظ لمن لهم فضل علينا جميل صنيعهم وجزيل عطائهم . ليتهم علمونا أن نرحم كى نرحم ليتهم علمونا أننا مهما ابتلينا فبلاؤنا لايقارن بابتلاءات أصحاب البلاء الحقيقى . والآن ومدارس الصبر تفتح أمامنا أبوابها وطلابها كثر وأساتذتها من الصابرين بحق صبرا جميلا قد حصلوا على أعلى مراتب الصبر والرضا بعطاء هو من عند الله، ابتلاءاتهم كبيرة وصبرهم أكبر ، فكانوا من الله أقرب حتى إذا علم أصحاب ذرات الألم و فتات الأرق وسحابات الهموم المارة من فوق رؤوسهم مرور الكرام أن ما يسمونه هما أو غما ليس بشىء أمام أصحاب البلاء الحقيقى . رحم الله أهل البلاء