تطور جديد بشأن حماية المسنين والقومي لحقوق الإنسان يعلق    خطيب الجمعة الأخيرة من شوال: يكفي الأمين شرفًا أن شهد له الرسول بكمال الإيمان    تراجع ملحوظ في أسعار السلع الغذائية بالأسواق اليوم    وزير التنمية المحلية: بدء تلقي طلبات التصالح على مخالفات البناء 7 مايو    المجتمعات العمرانية: تكثيف العمل للانتهاء من تطوير المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان    توريد 107 آلاف و849 طن قمح لصوامع وشون كفر الشيخ    نائب وزيرة التخطيط يفتتح أعمال الدورة الثالثة للجنة تمويل التنمية في الدول الأعضاء بالإسكوا    استلام 90 ألف طن قمح من المزارعين في المنيا    الشرطة الفرنسية تقتحم جامعة سيانس بو في باريس لتفريق داعمي فلسطين    تركيا: تعليق التجارة مع الاحتلال حتى وقف إطلاق نار دائم في غزة    نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: 140 صحفيا فلسطينيا استشهدوا منذ 7 أكتوبر    كلوب يفتح النار قبل رحيله: بإمكان الناس البقاء على قيد الحياة بدون مباريات من وقت لآخر    علام يكشف الخطوة المقبلة في أزمة الشحات والشيبي.. موقف شرط فيتوريا الجزائي وهل يترشح للانتخابات مجددا؟    ضبط سيدة في بني سويف بتهمة النصب على مواطنين    تحرير 2582 محضراً في حملات تفتيشية ورقابية على الأنشطة التجارية بالشرقية    3.8 مليون جنيه إيرادات 4 أفلام بالسينما في يوم واحد    اليوم.. الإعلامي جابر القرموطي يقدم حلقة خاصة من معرض أبوظبي للكتاب على cbc    نقيب المهندسين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية في    أحمد السقا: التاريخ والدين مينفعش نهزر فيهم    التضامن تكرم إياد نصار عن مسلسل صلة رحم    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    هيئة الدواء تكشف طرق علاج قصور القلب، وهذه أهم أسبابه    المطران شامي يترأس خدمة الآلام الخلاصية ورتبة الصلب وقراءة الأناجيل الاثنى عشر بالإسكندرية    الوزراء: 2679 شكوى من التلاعب في وزن الخبز وتفعيل 3129 كارت تكافل وكرامة    وزير الرياضة يطلق شارة بدء ماراثون دهب بجنوب سيناء    برشلونة يستهدف التعاقد مع الجوهرة الإفريقية    صحف إيطاليا تبرز قتل ذئاب روما على يد ليفركوزن    زيادة جديدة ب عيار 21 الآن.. ارتفاع سعر الذهب اليوم الجمعة 3-5-2024 في مصر    أسعار الأسماك اليوم الجمعة 3-5-2024 في الدقهلية    "مضوني وسرقوا العربية".. تفاصيل اختطاف شاب في القاهرة    ضبط 101 مخالفة تموينية في حملة على المخابز ببني سويف    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا وإصابة 6 أشخاص    البابا تواضروس يترأس صلاة الجمعة العظيمة    مصر أكتوبر: اتحاد القبائل العربية يعمل على تعزيز أمن واستقرار سيناء    خطوات التقديم على 3408 فرص عمل جديدة في 55 شركة    رئيس البرلمان العربي: الصحافة لعبت دورا مهما في كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    مدير مكتبة الإسكندرية: العالم يعيش أزمة أخلاق والدليل أحداث غزة (صور)    الليلة.. تامر حسني يحيي حفلا غنائيا بالعين السخنة    قصور الثقافة: إقبال كبير على فيلم السرب في سينما الشعب.. ونشكر «المتحدة»    البنتاجون: نراقب الروس الموجودين في قاعدة يتواجد فيها الجيش الأمريكي في النيجر    «اللهم احفظنا من عذاب القبر وحلول الفقر وتقلُّب الدهر».. دعاء يوم الجمعة لطلب الرزق وفك الكرب    «أمانة العامل والصانع وإتقانهما».. تعرف على نص خطبة الجمعة اليوم    أيمن سلامة ل«الشاهد»: مرافعة مصر أمام العدل الدولية دحضت كافة الأكاذيب الإسرائيلية    لإنقاذ حياة المرضى والمصابين.. أمن بورسعيد ينظم حملة للتبرع بالدم    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    عبد المنصف: "نجاح خالد بيبو جزء منه بسبب مباراة ال6-1"    محظورات امتحانات نهاية العام لطلاب الأول والثاني الثانوي    السنوار يعارض منح إسرائيل الحق في منع المعتقلين الفلسطنيين من العيش بالضفة    هل مسموح للأطفال تناول الرنجة والفسيخ؟ استشاري تغذية علاجية تجيب    حكم لبس النقاب للمرأة المحرمة.. دار الإفتاء تجيب    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعي    تشكيل الهلال المتوقع أمام التعاون| ميتروفيتش يقود الهجوم    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكورونا بين المتصهينين العرب وامبراطورية ابليس سقوط متبادل
نشر في شباب مصر يوم 04 - 05 - 2020


الدكتور عادل رضا

فيروس الكورونا هذا المخلوق الضعيف المتناهي الحجم في صغره والمتناهي القوة في ضعفه هذا المخلوق الذي لا تراه عيون البشر ولا يمكن مشاهدته الا بأقوى اجهزة الميكروسكوب الالكترونية الحديثة كيف تمكن من اخافة وإرعاب البشر كلهم صغيرهم وكبيرهم قويهم وضعيفهم غنيهم وفقيرهم ومن منحه هذه القوة الجبارة ليس في تعطيل حركة وإنتاج الناس فقط وانما في تعطيل كل شيء متحرك على سطح الارض ودفعتهم للبحث عن اي علاج يقيهم ويحميهم من شر هذا المخلوق الذي اصاب وقتل الملايين من البشر هل هي المصادفة البحتة ام ان قوة خارقة هي التي منحته هذه القوة والسلطان على البشر الذي لن تنفع ضده كل أنواع الأسلحة التي توصلت الى صنعها عقول العلماء بما فيها أسلحة الدمار الشامل.
ان فيروس الكورونا جندي من جنود الله حيث سقطت الدول العظمى بواسطة مخلوق شبه حي، هناك فقط 23 مليون مواطن امريكي عاطلين عن العمل، وعشرين مليون امريكي يعيشون من خلال الشحاذة من بنوك الطعام التي تقدم الاكل للجائعين والفقراء.
هذا الفيروس لم يستثني أحد وضرب كل المناطق ودخل بكل الأوطان ليس مع اتباع دين ضد أي دين اخر هو يتحرك وبائيا ضد الكل وضمن قوانين الطبيعة وبأسبابها حيث لا علافة له بعاطفة ولا بدعاية، او بحالة بكائية او بكلام او بأي شيء، هذا الفيروس ليس عنصريا وليس دينيا وليس مناطقي فهو يضرب بالكل ولا يستثني أحد.
هذا الفيروس اوقف كل ما هو عار ومشين على جبين البشرية حيث لا تجارة للمخدرات ولا دعارة ولا نقل أموال غير شرعية وهذه أشياء لم تتوقف منذ بداية البشرية !؟ وكانت كأنها ثابت في حياة الكرة الأرضية وهذه اوقفها فيروس الكورونا وجعلها هباءا منثورا.
هذا الفيروس هو كذلك رسالة لكل القذارة والسقوط الأخلاقي حين تتبني "دول" وهيئات دولية بشكل مقرف الشذوذ الجنسي وزواج الذكر بالذكر والانثى بالأنثى والترويج السياسي والقانوني لذلك بشكل غير مسبوق بتاريخ البشرية ناهيك عن الفرض والغصب الإعلامي بالأفلام والمسلسلات وبرامج الترفيه لهكذا قذارات وسخة يرفضها كل دين وكل اخلاق وكل ما هو حالة إنسانية طبيعية.
مع وباء فيروس الكورونا تم إغلاق ثقب الأوزون وحدثت حالة تغير إيجابي بالطقس وتم تصفية الأجواء الخانقة بالعديد من الدول.
لعل كاتب هذه السطور هو اول من قال بكل العالم العبارة التالية:
ان ما قبل فيروس الكورونا ليس كما بعده ومن ثم توالت تكرار العبارة عند الكثيرين من هنا وهناك بكل دول العالم.
من هذه المقدمة ننطلق بالسؤال والاستفسار:
اين هي الصهيونية العالمية واين موقعها بظل فيروس الكورونا؟
اين هي بما قبل وما بعد؟
وكذلك اين موقع واقعنا العربي من فيروس الكورونا بما قبل وما بعد؟
وماذا سيجرى بالعالم وماذا سيحدث؟
نلاحظ هنا الترويج للصهيونية بواقعنا العربي أصبح متواصل بشكل غير مسبوق وبشكل صريح و واضح و "سافل" وهو امر خطير جدا ويتم هذا الترويج المخزي حتى بظل ازمة الوباء القاتل للحياة!؟
وعلينا هنا إعادة التأكيد وتثبيت امر مهم وضروري وهي ان أساس كلمة التطبيع ليست صحيحة فالكيان الصهيوني ليس حالة طبيعية كانت موجودة بل هو واقع استعماري مستحدث على ارض "دولة" فلسطين العربية المحتلة.
فلسطين دولة عربية محتلة كان لها وجود حقيقي قبل العام 1948 بكل ما تمثله الدولة من عملة وعلم وجامعات وتاريخ وشعب عربي فلسطيني موجود والكيان الصهيوني هو شذوذ وانحراف واضح عن كل ما هو حقيقة وهو مشروع استعماري وشذوذ استيطاني مدعوم بواسطة كل ما هو شر في العالم.
وليس الكيان الصهيوني حالة طبيعية في واقعنا العربي وكل الكلام عن تطبيع ووجود دولة صهيونية هو تدليس وتزوير للتاريخ والحق والحقيقة.
علينا ان نعرف ان التطبيع بالتعريف هو إعادة شيء الي وضعه السابق !؟ لذلك فأن استخدام الكلمة بحد ذاته هو تزوير للتاريخ وكذب على الحقيقة ومحاولة للكذب على الذات والناس وخيانة للكلمة المسئولة.
أن الكيان الاستعماري الصهيوني لا يمثل أساسا أي وضع سابق طبيعي كان قائم بل هو وضع مصطنع شاذ على حقائق الجغرافيا المكانية وضد حقائق التاريخ وهو جزء من مشكل متعدد الابعاد والأهداف ليس له علاقة بمنطقتنا العربية، فجزء من هذا المشكل المتعدد الأهداف والأسباب هو نقل لمشكل أوروبي عنصري ديني ضد اليهود كديانة وعناصر بشرية تعيش بأوروبا.
أن هذا مشكل أوروبي عنصري ولم يكون مشكل عربي ولا مشكل أسلامي نحو اليهود.
فليس هناك مشكل عربي أو أسلامي ضد الديانة اليهودية، نعم علينا التأكيد أننا لدينا مشكل حالي مع الحركة الصهيونية كحالة سياسية عنصرية اجرامية أستخدمها الاستعمار الأوروبي ولكن ليس مع الديانة اليهودية كديانة وهناك فرق.
ان الحركة الصهيونية هي حركة استعمارية استيطانية مجرمة تحركت ضمن تناقضات المصالح الاوربية الامريكية الروسية والأنظمة العربية الرسمية واستغلت هذه الحركة الصهيونية مواقع قوتها وحالة العالم لما بعد هزيمة المانيا الهتلرية لتأسيس واقع شيطاني سرطاني شرير على ارض دولة فلسطين الموجودة سياسيا وواقعيا ضمن الانتداب البريطاني.
أذن هناك محاولة لربط ما هو غير طبيعي مع ما هو طبيعي، محاولة لربط ما هو خارج سياق الحقيقة والتاريخ والواقع مع حقائق الواقع والتاريخ أذن هو محاولة لربط الخير مع الشر وربط السالب بالموجب.
هناك لعب على مسألة "تقادم الزمن" ومحاولة الغاء الذاكرة العربية وتقديم قراءات مزيفة لحقيقة صراعنا مع العدو الصهيوني الذي هو صراع "وجود" وليس صراع "حدود"
وحالة ضعف حالية أو سابقة لن تجعلنا نغير حقائق التاريخ من ان فلسطين دولة عربية محتلة وحتى ان وقع من يريد التوقيع على اي صك او وثيقة بالتنازل فأنها ليس لها قيمة او وزن او احترام فهذه الارض المقدسة ليست للبيع او التنازل.
علينا السؤال هنا:
هل ما يحدث من ترويج غير مسبوق للصهيونية بواقعنا العربي هل هو امر جديد؟
ام يأتي ضمن سياقات متصاعدة؟
فلفكر بعقولنا ولنحاول العودة للتاريخ لننطلق الى الإجابة على سؤالنا هذا؟
هناك بالواقع العربي كان هناك اختراق اعلامي سابق بدأ بالتسعينات من خلال ظهور متكرر للشخصيات الصهيونية على أحد القنوات العربية الإخبارية الشهيرة المنطلقة بالبث من دولة عربية!؟ ومن ثم امتد هذا الظهور الإعلامي المتكرر بعدد اخر من القنوات الإخبارية الاخرى , و ضمن هذا الظهور الصهيوني المباشر المتكرر يتم استخدام كلمة "إسرائيل" باستمرار و بتكرار لا يهدأ و لا يمل , وهذا الاستخدام متعمد و مخطط له و ليس اعتباطي و حتى اذا انطلقت الكلمات السلبية الناقدة ضد هذا الكيان الصهيوني العنصري من تلك القنوت الإخبارية العربية فأنها كلمات تسعى لخلق مصداقية اطمئنانيه عند من يتلقى الخبر و التحليل السياسي و ان كان ناقدا و حتى شاتما فالنقد و الكلام السلبي لا يؤثر على واقع وجود الكيان العنصري الصهيوني فالهدف مختلف و هو تثبيت كلمة "إسرائيل" بالا وعي الجمعي للشعوب العربية بمختلف مناطق عالمنا العربي.
بالواقع العربي تم استقبال فرق رياضية تابعة للكيان الصهيوني العنصري.
وبنفس واقعنا العربي تم الدفع بعناصر يتم وصفها بالصحفية؟ وبالإعلامية؟ تقوم بطرح ونشر الدعاية الصهيونية على الواقع العربي وإعادة تكرار الأكاذيب والدعايات الصهيونية بلسان عربي إذا صح التعبير.
ومؤخرا جاء استخدام الدراما التلفزيونية ضمن هذا السياق الزمني الطويل الممتد منذ التسعينات وهو ضمن السياسات الصهيونية المتبعة طويلة النفس لخلق التأثير المطلوب استخباراتيا على الواقع العربي على العكس من العقلية العربية المستعجلة والعاطفية، اذن تم استخدام الدراما التلفزيونية ضمن سياق زمني طويل، اذن المسألة ليست صدفة والواضح ان هناك أمر يجري بانتظام وبصبر وضمن نسق تصاعدي على فترة زمنية ممتدة.
وجاء هذا الاستخدام لهذه الدراما ضمن حملة هجوم اعلامي اخر موجه ضد شعبنا العربي الفلسطيني وهذا الهجوم ناهيك على انه امر معيب، وليس لها مبرر وأساسا الكلام الذي قيل ضد شعبنا العربي في فلسطين غير مقنع وليس ضمن المصلحة العربية العامة.
ولا يتحرك ضمن حالة ناقدة سياسية او ساعية لتصحيح مسار سياسي او تصويب قناعات تنظيمات فلسطينية او نقاش خطط.... الخ
كان الهجوم دعائي ينطلق من تكرار الروايات الصهيونية الكاذبة، ناهيك على انها حملة مغرضة ضد شعبنا العربي بفلسطين وحتى الكلام التافه الذي قيل ليس له معنى او قيمة على مستوى التحليل والقراءة العلمية.
اين ردة الناس العادية وباقي الشعوب العربية؟ من كل هذا؟
هناك تصدي اعلامي ليس على المستوى المطلوب وهناك غياب لمشروع عربي عام وهناك جمود تحت بركان خامد أذا صح التعبير حيث الخوف هو سيد الموقف ولست الوم أحد هنا فالأجواء ليست اجواء جمال عبد الناصر "المشروع" ولست أقول جمال عبد الناصر "الشخص"؟ وهناك فرق لمن يريد ان يفكر بعقله؟
حيث كان هناك مشروع نهضة عربي يتحرك بالواقع بغض النظر عن سلبياته كتجربة مرت بالتاريخ ولكن نريد القول ان كان هناك إحساس بالانتماء الى مشروع معين او ما يعبر عن الناس العادية وتطلعاتهم وامالهم واحلامهم ورغباتهم وما يريدون.
آنذاك أيام جمال عبد الناصر "المشروع" إذا تحرك الجمهور العربي فهو يحس بأن هناك مشروع "قاعدة" معين يعبر عنهم ويتكلم باسمهم ويساندهم ومعبر عن تطلعات الناس وامالهم كما ذكرنا.
والان مع غياب جمال عبد الناصر "المشروع" وبظل وجود القبضة الأمنية الشديدة حيث لا مجال للمناورة وضمن عقلية الغاء المخالف تنعدم مساحة الحركة للناس العادية.
لكن كل هذا وأكثر لا يلغي حقيقة ان المتصهينين العرب يعيشون بخطأ كبير وسوء تقييم للواقع وعليهم ان يعرفوا ويعووا ان الصهاينة والعلاقة معهم ليست ضمانة لأحد وليست مادة سيستفيدون منها قبل ازمة فيروس الكورونا فما بال عما بعد ازمة فيروس الكورونا وأيضا مع انهيار أسعار النفط والتغير بالاقتصاد العالمي وميزان القوى والسيطرة وكذلك خطوط النقل التجاري البحري الجديدة الصينية والتي ستغير خريطة النفوذ والسيطرة العالمي الى مكان وموقع اخر.
ان من يعتقدون ان الصهيونية والتحالف معها وارتباط بها سيحميهم او هو مفيد لهم، ان من يعتقدون ذلك فهم يعيشون بخطأ كبير وخطيئة عظيمة، لأن الصهيونية ذاتها حاليا هي بحالة تمزق وتخلل وخوف وترقب وللمراقب ان ينظر الى الولايات المتحدة الامريكية وهي شريان الحياة الأساسي للكيان الصهيوني العنصري النازي الشاذ القابع عسكريا وامنيا على ارض "دولة" فلسطين العربية المحتلة.
ان الولايات المتحدة الامريكية وهي منهارة ستحاول انقاذ حياتها
وستعمل على استمرار وجودها
وعلى ضمان بقائها
وليس انقاذ واستمرار وبقاء التوابع او استمرار كيانات وظيفية مصلحية كالكيان الصهيوني وغيره من كيانات إدارية وظيفية مرتبط وجودها وبقائها وحياتها بشريان الحياة الأمريكي الذي سينقطع عنهم لكي يغذي استمرار حياة الولايات المتحدة الامريكية نفسها وليس أحد غيرها وهذا الامر يعرفه النظام الأمريكي كمؤسسات وأيضا كشعوب أمريكية التي تعيش على ارض تلك الإمبراطورية الاتحادية الفدرالية المكونة من أكثر من خمسين مستعمرة متوحدة.
الان الولايات المتحدة الامريكية كالذئب المجروح وتعاني من جرح عميق حيث قدمت خسائر بشرية أكثر مما قدمت بالحرب الفيتنامية ناهيك عن توقعات بانهيار وتدمير شركات وبطالة زائدة الى أكثر من 26 مليون مواطن امريكي خارج قوة العمل، وحجم الاضرار في امريكيا واوروبا أكبر بكثير من المنشور بالأعلام.
ما اريد قوله ان حجم الاضرار في الولايات المتحدة الامريكية وفي أوروبا كذلك كبير وعميق ومؤثر، هذه الامبراطوريات القديمة والجديدة حاليا تعاني وتتألم وهي نفس الامبراطوريات المتوحشة التي صنعت المأساة والالم لكل البشرية وتسلطت على شعوب الأرض ودمرت الآمال وقتلت الشباب وصنعت الكيان الصهيوني الاستعماري.
الان الامبراطوريات الأوربية القديمة والإمبراطورية الامريكية الحالية تعاني وتتألم والتقارير الإعلامية تعكس جزء من حقيقة واقع ما يحدث في الولايات المتحدة الامريكية وفي أوروبا.
هل ما يحدث بالإمبراطورية الامريكية الحالية والامبراطوريات الأوربية القديمة يجسد قول الله تعالي من سورة الحج الآية الخامسة والأربعين:
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ﴿45﴾
فهل هذا تجسيد امامنا لمعنى الآية الكريمة؟ فهذه الشعوب الأوروبية وتوابعها من استيطان أوروبي على ارض أمريكا ظلمت وفتكت بشعوب أخرى كثيرة ومنها شعوب مناطقنا العربية والشعوب الأفريقية والاسيوية؟
هل هناك عقوبة ربانية نحن نراها ومتجسدة امامنا نشاهدها ونحسها بحواسنا الخمسة؟ ونحن لا نعرف؟
أي من المشاكل ستزيد وتكثر مع وباء الكورونا والتقارير الأولية مرعبة ومخيفة جدا، اقلها احتمال تعرض أوروبا لمجاعة حقيقية؟ فما بالنا عن البلدان الأخرى وعن من لا يصنع احتياجاته ومن ليس لديه القدرة على اطعام نفسه من باقي المناطق والبلدان المتخلفة حضاريا وان كانت تلك البلدان لديها الأموال الطائلة الرقمية بحسابات البنوك الأوروبية او تم وضعها بسندات ورقية أمريكية او ضمن استثمارات عقارية خارجية، فلنسأل هنا سؤال بسيط:
أي جائع أوروبي وغير أوروبي سيقدم الطعام للأخرين بظل مجاعة عالمية؟
مقابل ارقام رقمية الكترونية بحسابات بنوك متواجدة على اراضيهم او مقابل أوراق سندات هم اصدروها للأخرين ليس لهذه السندات حتى غطاء من ذهب حقيقي، فهي "ورق" سندات يغطيها "ورق" دولار امريكي !؟
انه ورق يغطى ورق أيها السيدات والسادة وليس ذهب، هو "وهم" يغطي "وهم".
أذن بظل الجوع العالمي والمجاعة من سيستبدل الغذاء بالأوهام او بأرقام حسابات رقمية متنقلة او بأوراق؟! بظل عالم يعيش وباء الكورونا الذي ليس به استهلاك او ترفيه او نشاط الا الاختباء والاكل الغذائي ومحاولة استمرار الحياة بعيدا عن الموت، ليس هناك رفاهية او سفر او فخفخة او شيء الا محاولة البقاء احياء بعيدا عن الإصابة بالفيروس وهذا جانب واحد فقط نحن نتحدث به وهو الجوع والمجاعة وليفكر من يريد التفكير بعقله بتلك المسألة فقط ليعرف اين نحن من الواقع والى أي مصير نحن كعالم ...كل العالم متجهين ومتوجهين.
لذلك ان من يدعون الى العلاقة والارتباط مع الكيان الصهيوني من المتصهينين العرب ومن يعيشون القناعة بأن الصهيونية والتعامل معها هي ضمانة لهم فأتصور ان هؤلاء الى الان لم يفهموا الدرس وليسوا مستوعبين ولا مدركين لما يجري ولما يحدث بالعالم.... كل العالم قبل وبعد ازمة الكورونا.
نحن نقول لهؤلاء المتصهينين العرب ان عليهم العودة الى أمتهم العربية والى اوطانهم وإخوانهم وهذا هو السبيل الوحيد لكي نبدأ البحث عن طريق الخلاص وإيجاد وسيلة للعيش كأحرار واسياد بدون خوف وبدون صهيونية وبدون وجود الكيان الصهيوني العنصري الاستعماري النازي من خلال توفير المناخ الصحيح للعودة والسيادة والخلاص.
الدكتور عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء
كاتب بالشئون العربية والإسلامية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.