فى الدنيا بشر وفيها أيضا أشياء أخرى، فيها عقول تفكر فى الخير والجمال والسلام والأمن و راحة البال ، وأخرى تفكر فى الشر والقلق والإهانة. ومع التسليم المطلق بتكريم الله تعالى للإنسان " ولقد كرمنا بنى آدم...." غير أننا نجد فى حياتنا أشخاصا يهينون أنفسهم التى كرمها الله تعالى ويهينون ويقهرون غيرهم وهم أيضا مكرمون . والعقول التى تحيا بحب و ود وتملأ الدنيا جمالا هى قلوب رحيمة ودودة لا تحمل بداخلها سوى الحب للبشر كل البشر .والأنفس النقية الطاهرة هى ملائكة الأرض ،كرمهم الله فلما لا نكرمهم تكريما يليق بهم ؟يحبهم الله فلم لا نحبهم؟ قربهم الله منه فلم لا نتقرب منهم ونقربهم؟ هى عقول ونفوس و قلوب وعت وعرفت الله وعاشت بكلامه ،لا ينتظرون من أحد جزاء ولا شكورا . نفوس تتعامل معك بما يرضى الله تعالى لا بما يرضى أهواءهم أو غرورك يظلمون فيغفرون ،يحرمون فيعطون عطاء من لا يخشى الفقر ، يهانون فيصبرون لا عن ضعف ولكن رغبة فى تكريم الله تعالى لهم .ألا تستحق تلك النفوس التى وعت كل هدا الخير وعاشت به وله أن تقبل رؤوسهم وجباههم وأيديهم و أرجلهم صباحا ومساء ؟ أما الرؤوس الحديدية الصلبة التى هى كالحجارة أو أشد قسوة فقد اعتادت الظلم و تطبعت بالقهر فأهانت نفسها وكان من الطبيعى أن تهين غيرها حتى لو كان من رحمها .تلك النفوس القاسية الظالمة آن لها أن تعود إلى الحق والرحمة فلا تظلم ولا تقهر وكفاها ما كان منها ، ولتتق دعوة من ظلموهم وقهروهم وحرموهم حق الكرامة والحياة واغتصبوا حقهم فى ان يكونوا كما أراد الله لهم أعزاء . ألا تستحق تلك الرؤوس العنيدة القاسية القاهرة والعقول الغاشمة والأنفس المتردية الهابطة أن تضرب بالنعال علها تفيق! **************