في ذكري ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم تتزين الدنيا لتتلقى نفحة من اعظم النفحات الا وهي ميلاد سيد الخلق وقائدهم ،نبي الهدى الذي جاء رحمة وداعيا للعالمين ، جاء بأعظم واطهر رسالة سماوية ،الا وهي رسالة دين الاسلام الذي ارشد البشريه الي طريق الاخوة والمحبة والسلام ، والذي جاء به رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال عن نفسه بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ، وهو الذي قال فيه ربنا جل وعلا ، "وما ارسلناك الا رحمة للعالمين" اي بشري لكل العالم بما فيه ، وواعظا للناس على اشكالهم والوانهم برسالة الحق والهدى والرحمة والسلام ، رسالة اخرجت الدنيا من منابع الجهل والتمييز والعنصريه بكافة اشكالها الي منابع العلم والعدل والمساواه ، رسالة انارت العالم بعلوم العدل والانسانية والسماحة ،الا وهي رسالة "الاسلام" دين الحق والسلام ، وفي ذكرى مولد امام الخلق نتذكر بعض صفات الرسول الكريم الذي لقب بالصادق الامين وهما صفتين جمعتا بين اهم عناصر الانسانية فالصدق من اشرف الصفات ، والامانة من اعظم القيم والمميزات ، وهو الذي قال فيه الله تعالى "لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى" فأشرقت الدنيا بميلاد رسولنا الكريم ،ولم تقتصر سيرة رسولنا الكريم علينا كمسلمين فقط وانما كل من قرأ عنة وعرف صفاته من غير المسلمين عظمة ووقرة حيث قيل فيه من اعظم الصفات وابهاها، واليكم بعض الذي قيل عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من غير المسلمين *يقول المستشرق الفرنسي كليمان هوار: اتفقت الأخبار على أن محمداً كان في الدرجة العليا من شرف النفس، وكان يُلَقّب بالأمين، أي بالرجل الثقة المعتمد عليه إلى أقصى درجة، إذ كان المثل الأعلى في الاستقامة *يقول المستشرق جرسان دتاسي: إن محمداً ولد في حضن الوثنية، ولكنه منذ نعومة أظفاره أظهربعبقرية فذة انزعاجاً عظيماً من الرذيلة وحباً حاداً للفضيلة، وإخلاصاً ونية حسنة غير عاديين إلى درجة أن أطلق عليه مواطنوه في ذلك العهد اسم الأمين. *يقول المؤرخ والمستشرق الإنكليزي السير موير: أن محمداً نبي المسلمين لُقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه، وحسن سلوكه، ومهما يكن هناك من أمر فإنّ محمداً أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، ولا يعرفه من جهله، وخبير به من أنعم النظر في تاريخه المجيد، وذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم الفيلسوف إدوار مونته الفرنسي يقول: عُرف محمد بخلاص النية والملاطفة وإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفكر والحق، وبالجملة كان محمد أزكى وأدين وأرحم عرب عصره، وأشدهم حفاظاً على الزمام فقد وجههم إلى حياة لم يحلموا بها من قبل، وأسس لهم دولة زمنية ودينية لا تزال إلى اليوم. *يقول الباحث الأرجنتيني دون بايرون: اتفق المؤرخون على أن محمد بن عبد الله كان ممتازاً بين قومه بأخلاق حميدة من صدق الحديث والأمانة والكرم وحسن الشمائل والتواضع حتى سماه أهل بلده الأمين، وكان من شدة ثقتهم به وبأمانته يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم، وكان لا يشرب الأشربة المسكرة، ولا يحضر للأوثان عيداً ولا احتفالاً، وكان يعيش ما يدرّه عليه عمله من خير مهما تحدثوا ومهما قالوا ومدحوا في شخص الرسول الكريم فإنهم لن يعطوه حقه من التقدير والتعظيم ، فهذا هو محمد سيد الخلق أجمعين الذي قال له رب الكون كله(( أنك لعلى خلق عظيم)) فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه وسلم .