د.مصطفي راشد اتى الإسلام بفرض الزكاة مقدما على الحج والصيام كحق للفقير من مال الغنى الزائد عن حاجته وحاجة اسرته كنوع من التكافل الإجتماعى اما النذور التى وردت فى الآية 270 من سورة البقرة (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه) ص ق وايضاً قال رسول الله ص في هذا الشأن "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصه فلا يعصه" . من هذه الأيات وغيرها من الأيات التي ذكر فيها النذر نرى أنّ النذر واجب النفاذ إذا كان في طاعة الله فقط وما كان في غير طاعة الله فلا يجب عمله . وهنا نجد من خلال الآيات والأحاديث أنّ النذر ينقسم الى نوعين حيث النوع الأول يكون نذور يلتزم صاحبها بالحصول على طلبه مالاً يخرجه للنذر أو ذبحاً يقوم بذبحه وهذا النوع من النذور مكروه تحريما شرعا حيث قال رسول الله ص (إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل) وتم النهي عنه من الرسول ص لان اخراج المال به بهذه الطريقة هو من باب اضاعة المال وهدره. أمّا النوع الثاني من النذور ما كان من العبادات كالصلاة والصيام والزكاة ومن غيرها من الطاعات مثل ان يقول الشخص لأصومن لله يومين إذا حصل كذا فهذا النوع من النذور غير منهي عنه بل على العكس هو محبب لله ورسوله لأّنه من باب الطاعة لله ورسوله حيث قال الله تعالى (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا) من سورة الأنسان والذين يوفون بالنذور هنا سماهم الله تعالى أبراراً ، لكن مايحدث الآن من استحداث بدعة صناديق النذور فهذا امر لم يكن موجودا فى عهد الرسول ص او فى عهد الصحابة أو التابعين او تابعى التابعين مما يعنى ان هذه الصناديق ماهى إلا بدعة مخالفة لشرع الله ل1ن المال لا يوضع الا فى بيت المال الذى تمثله الضرائب الآن او اخراج المال للفقير مباشرة دون وساطة مع العلم ان صناديق النذور ظهرت منذ حوالى مئتى عام فقط بعد أن انتشرت الوهابية فى ارض الحجاز وبد1ت الجماعات المتطرفة فكريا فى صناعة هذه الصناديق وكانت مفتوحة متحركة مثل استخدام مشنة او جراب او شوال يدور به شخص من هذه الجماعات على المصليين فى المساجد التى تسيطر عليها لجمع الاموال ثم تحولت لصناديق ثابتة حتى اصبحت بالشكل الحالى صندوق عليه قفل يفتحه المسئول عن المسجد دون اى رقابة عليه أو نظام آمن على اموال المتبرعين مما جعل الكثير من هذه الصناديق تكون السبب فى تكوين ر1س مال الجماعات المتطرفة والتى استخدمتها فى اعمالها العنيفة من قتل وتفجير وحرق وبناء المدارس لحشد وتنش1ه اجيال من المتطرفين كما استخدموا هذه ال1موال فى الإنتخابات والصرف بسخاء على من ينضم لجماعتهم ويثبت ايمانه بافكارهم المتطرفة العنيفة المخالفة للشرع بشكل كافر ---- لذا نحن نرى أن هذه الصناديق مخالفة لشرع الله ل1نها بدعة وكل بدعة ضلالة كما قال الرسول ص وهو كان يقصد البدع فى الدين. -- د. مصطفي راشد عالم أزهري مصري