مستشار/أحمد عبده ماهر إلى أي مدى يقودنا الفقهاء كالأغنام؟......هيا اقرأ بحيادية وكن مع الذين قال الله عنهم: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر18. 1. يختلف المسلمون بشأن يوم عاشوراء فالسني يحتفل لنجاة نبي الله موسى وبنو إسرائيل بمثل ذلك اليوم من فرعون وجنده، .....بينما تجد المسلم الشيعي يحزن لمقتل الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة بمثل ذلك اليوم. 2. وإذا ما كانت الاحتفالات يتم نصبها لنجاة أحد الأنبياء....ألم يكن من الأولى أن نحتفل بنجاة أبو الأنبياء إبراهيم من النار!!!. فكيف يحتفل الرسول بعاشوراء مع اليهود لنجاة موسى بينما يحذرنا دوما من اتباعهم. 3. هل كان اليهود يعيشون بالتقويم الهجري حتى يحتفلوا بنجاة موسى بالعاشر من شهر محرم عاشوراء...فأين التقويم العبري وهل يستوي التقويم العبري والتقويم العربي حتى نحتفل سنويا بعاشوراء بشهر المحرم وفقا للتقويم العربي. بعضا من التفكر لتعلموا أنكم على باطل. 4. وتعرض السنة النبوية علينا غفران ذنوب سنة إن صمنا يوم عاشوراء بينما يعرض القرءان غفران ذنوب كل السنين بلا صيام ...فقط بالتوبة والاستغفار. 5. وهل ممكن أن نفكر قليلا؟. لو كان صيام عاشوراء يمحو ذنوب السَّنَة الماضية ما قال النبي فيه [من شاء فليصمه ومن شاء فليفطر]...فهل يمكن أن تختار ان يغفر الله ذنبك أو لا يغفر بينما أنزل الله قررءانا يقول : {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }آل عمران133.... ويقول تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ ...... }الحديد21. 6. وهل يمكن أن يكون صيام يوم عاشوراء سُنّة نبوية بينما يقول البخاري في صحيحه بالأحاديث أرقام 1898 كتاب الصوم باب صوم عاشوراء و 4233 و 4234 كتاب تفسير القرءان و 1793 كتاب الصوم..... أن النبي ترك صيام عاشوراء حينما نزلت فريضة صيام رمضان بالسنة الثانية من الهجرة....وإليك اثنتين من تلك الأحاديث على سبيل المثال:- * عن بن عمر رضي الله تعالى عليهما قال صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه صومه( يعنى يوافق يوم من أيام صيامه تطوعا ) حديث رقم1793 كتاب الصوم. * وعن عائشة رضي الله عنها ( كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه.حديث رقم1898 كتاب الصوم وبذات المعنى حديث رقم4234. 7. بينما يروي الإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى فقال إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله رواه مسلم وأبو داوود، .....وهناك حديث آخر بذات المعنى ولكن بألفاظ أخرى لذات الرواة(مسلم وأبو داوود). 8. فهل يا ترى أقلع رسول الله عن صيام عاشوراء بالسنة الثانية من الهجرة كما يحكي البخاري....ام ظل يصومه حتى توفاه الله كما يحكي الإمام مسلم وأبو داوود؟. 9. *ومن عجيب ما أتت به كتب الشيخان مسلم والبخاري من تناقض في شأن صيام عاشوراء ،أن مسلم روى في الحديثين 1905و1906 أن رسول الله ترك صيام عاشوراء حين فرض عليه صيا م رمضان....بينما روى البخاري أحاديث عن صيام عاشوراء واستحبابه وقال بحرية من شاء الصوم أو الفطر . .....وهكذا تجدهما وقد تبادلا المراكز في صيام لعاشوراء وترك صيامه فتجد الشيء ونقيضه في كل الصحاح!!! بل وذكر الإمام مالك أيضا في موطّئه حديثا عن ترك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لصيام عاشوراء. 10. وهناك تناقض آخر عن سبب استحباب رسول الله صيام يوم عاشوراء فبعض الأحاديث تذكر أن رسول الله كان يصومه في الجاهلية في مكّة وأنه لما قدم المدينة أمر الناس بصيامه (صحيح البخارى4234). 11. بينما تجد أحاديث تقول بأنه صامه حين قدم إلى المدينة وسأل عن سبب صيام اليهود ذلك اليوم ....فلما أخبروه بأنه اليوم الذي أنجى الله فيه نبيه موسى وأصحابه من فرعون...قال النبي [نحن أحق بموسى منهم] ثم صامه... 12. ومن عجيب أمر الجماعات السلفية بانها دوما ترفع عقيرتها بأن الأعياد في الإسلام هما عيدان فقط وهما الفطر والأضحى فقط......ويمنعوننا أن نحتفل بعيد الأم وأعياد الميلاد وما شابه ذلك من أحوالنا الاجتماعية...لكن لا يمنعهم ذلك من الاحتفال بنجاة اليهود في شهر المحرم من كل عام...فذلك نوع آخر من أمراض التناقض نحمله لك عسى ان نفكر قليلا. 13 كما أن العناد وتزكية روح الخلاف والاختلاف بين المسلمين تقتضي من الفقهاء استمرار إشعال الاختلاف وبخاصة إن خالفوا القرءان...ففي الوقت الذي يحزن فيه الشيعة لمقتل الحسين بن علي وقطع راسه وجعلها تطوف البلدان فرحا بانتصار يزيد بن معاوية فتجدنا نحن أهل السنة نقوم بامتداد تلك الاحتفالات بعلّة الاحتفال بنجاة اليهود....أرأيتم كيف يستخدمنا الفقهاء كالنعاج...وكيف يخالفون القرءان القائل [...قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23. لكن السادة الفقهاء من أهل السنة لا يحفلون بالقرءان ولا يهتمون حتى بالسنة لكنهم يهتمون باحتفالات يزيد بن معاوية ولا ينقصهم في احتفالاتهم بيوم عاشوراء إلا رأس الحسين وتزكية انقسام الأمة. فهل رأيتم... مصيبة السنن المتضاربة والمتخبطة التي تتبعونها بلا ضابط ولا رابط؟. إن صيام يوم عاشوراء والاحتفال به باكل الحلوى إنما هو نوع من استمرار حرب علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان....ومن أراد المغفرة من الله فعليه بالتوبة أو الاستغفار أو كليهما معا وليس هناك طريق غيرهما لرضوان الله ....وجزاكم الله خيرا. ==== مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض وباحث إسلامي