رائع أن تصدر دار الإفتاء المصرية فتوى استحباب الصلاة في المساجد ذات الأضرحة .. فمصر والأمة في حاجة إلى إظهار الصحيح الذي يزيل الظلام ويمحو الباطل .. ولأن ظهور الصحيح خراب على الوهابية شامل .. فقد جاء رأى من دولة قطر ظن أنه للفتوى رد زائل .. وأراه رأى خاذل أتى بصوت شيخهم الحويني القائل: المفتى بتاعنا بيقول الصلاة في المساجد التي بها قبور مستحبة إنت عارف يعني إيه مستحبة يعني أعطىي لها فضلا أكثر من المساجد التي لا تشتمل على القبور.. ثم قدم الشيخ أبو إسحاق الحويني تضعيفه لحديث بناء المسجد على قبر الصحابي أبو بصير وقت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. ولأن المساجد تشرفت بقبور السادة آل البيت وأقامت عليها الأضرحة .. فأعداء أهل البيت الخوارج ابتدعوا من قرون بدعة تحريم الصلاة في المساجد التي بها قبور أو بطلانها .. وبات هذا الباطل يقوم مقام الصحيح .. وبفضل الله اجتهدت في رد ومحو أقوالهم موضحا أفضلية الصلاة في المساجد التي بها قبور .. وبقدر الله جائت فتوى الاستحباب .. وبإذن الله أرد رأي الشيخ الحويني وأمحو قوله وأظهر الصحيح بأقوال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. وأبدا بالمسجد الحرام: والذي فيه قبور كثير من الأنبياء عليهم السلام كما في النصوص الشريفة والتي منها نص أخرجه الأزرقي وابن جرير وابن أبي حاتم قال فيه النبي: ( كان النبي من بني الأنبياء إذا هلكت أمته لحق بمكة فيتعبد فيها النبي، ومن معه حتى يموت فيها، فمات بها نوح، وهود، وصالح، وشعيب، وقبورهم بين زمزم والحجر ) .. وكذلك نص أخرجه الأرزقي وللبيهقي عن إمام حديث أهل السنة والجماعة الإمام أحمد: ( ما بين المقام إلى الركن إلى بئر زمزم إلى الحجر قبر سبعة وسبعين نبيا ، جاؤوا حاجين فماتوا فقبروا هنالك ) .. ولا يفوتنا ما ذكره أبو بكر الفقية عن النبي: ( ما من نبي هرب من قومه إلى الكعبة يعبد الله فيها حتى يموت وإن قبر هود وشعيب وصالح فيما بين زمزم والمقام، وإن في الكعبة قبر ثلاثمائة نبي، وما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود قبر سبعين نبيا ) .. و ننتبه إلى قول أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها: ( إن قبر إسماعيل في الحجر) .. والحجر هو جزء من الكعبة به قبر سيدنا إسماعيل عليه السلام و قبر أمه السيدة هاجر وقبور العذارى بنات سيدنا إسماعيل .. ولا نغفل ما سجله ابن كثير: ( ودفن إسماعيل نبي الله بالحجر مع أمه هاجر ) ولا نترك ما أخرج الذهبي عن سيدنا إسماعيل ومنه هذا الجزء: ( مات رحمة الله وبركاته عليه ودفن في الحجر مع أمه هاجر ) .. أما المسجد النبوي الشريف ففيه القبر الشريف للنبي وعليه الضريح .. وكذا بالمسجد قبر أبو بكر وقبر عمر رضى الله عنهما .. ولا نغفل موطأ الإمام مالك فبه رأي الصحابة دفن النبي عند المنبر بالمسجد .. ولأن أبو بكر رضي الله عنه وقت الدفن ذكر قول النبي: ( ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه ) فقد حفر الصحابة القبر الشريف مكان وفاة النبي في حجرته بالمسجد وهذا معروف .. أما غير المعروف للخوارج أنه أصبح القبر داخل مساحة الروضة بالمسجد .. أي باتت مساحة قبره الشريف إلى منبره الشريف روضه من رياض الجنة بالنص المتفق عليه وفيه قال النبي: ( ما بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة ) .. ولا نتغافل عن صلاة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها تمام عمرها بحجرتها التي بها قبر النبي ولاعن صلاة الصحابيات بحجرتها جوار القبر الشريف كما أخرج الحاكم في نص صحيح: ( أن امرأة دخلت بيت عائشة فصلت عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهى صحيحة فسجدت فلم ترفع رأسها حتى ماتت فقالت عائشة : الحمد لله الذي يحيى ويميت ... الحديث ) .. وعن المسجد الأقصى والقبور الموجودة فيه اكتفي بهذا الجزء من النص الذي أخرجه الأرزقي: ( قبر آدم وإبراهيم واسحق ويعقوب ويوسف في بيت المقدس ) .. وقد أقر ابن تيمية بوجود قبر سيدنا إبراهيم عليه السلام بالمسجد الأقصى .. وهذه المساجد الثلاث الجامعة بها قبور ولها الأفضلية بالنص الصحيح الذى قال فيه النبي: ( فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي هذا ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة ) .. وكما ثبت أن المساجد الثلاث الجامعة بها قبور ولها الأفضلية .. فكل المساجد الجامعة التي بها قبور السادة آل البيت لها فضلا أكثر من المساجد التى لا تشتمل على القبور بالنص الذي قال فيه النبي: ( الصلاة في المسجد الجامع تعدل الفريضة حجة مبرورة، والنافلة كحجة متقبلة، وفضلت الصلاة في المسجد الجامع على ما سواه من المساجد بخمسمائة صلاة ) .. بالإضافة إلى أن المساجد غير الجامعة التي بها قبور السادة آل البيت لها فضلا أكثر من المساجد التى لا تشتمل على القبور لصلة رحم رسول الله بالنص الذي قال فيه النبي: ( تزعمون أن قرابتي لا تنفع قومي، والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة ... الحديث ) مصر عادت إلى برها .. وقد ظهر بالبر فضل الصلاة في المساجد ذات الأضرحة.. باحث إسلامي علاء أبوحقه