د. علي زين العابدين الحسيني الأزهري جعلَ الله للمسلمين عيدين في السنة، وكلٌ منهما بعد إكمال عبادةٍ، فيحمدُ المسلمون ربهم على نعمةِ التوفيق على أداء الصيام والقيام في عيد الفطر، وعلى إكمالِ الحج واجتماعِ المسلمين عند البيت الحرام في عيد الأضحى، وتُشرع في العيدين الجماعةُ لعقد الألفة، وزيادة المحبة، والتآلف، والتعارف، والتعاهد على البر والتقوى، وإيجادِ رابطة دينية جامعة، والعيدُ مأخوذٌ من العود؛ لعودِ الله فيه على عبادِه بالخير والسرور؛ خصوصاً بغفران الذنوب، وشُرعَا في السنة الثانية من الهجرة، وأول عيدٍ صلاه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: عيد الفطر، وتُشرَع فُرادَى وجَماعَة. ووقت صلاتهما: ما بين طلوع الشمس وزوالها، لكن يسن تأخيرها حتى ترتفع كرمح. وهي: ركعتان يُحرِمُ بهما، ويأتي بدعاء الاستفتاح، ويُكَبِّر بعده في الركعة الأولى سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام، ثم يتعوذ، ويقرأ الفاتحة، ثم يقرأ بعدها سورة (ق)، أو (الأعلى)، أو (الكافرون) جهراً، ويكبر في الركعة الثانية خمساً سوى تكبيرة القيام، ثم يتعوذ، ويقرأ الفاتحة، ثم يقرأ بعدها سورة (القمر)، أو (الغاشية)، أو (الإخلاص) جهراً. ويسن فيهما: جعلُ كل تكبيرة في نفس، ووضعُ يمناه على يسراه تحت صدره، ورفعُ يديه عند كل تكبيرة، والفصلُ بين كل تكبيرتين بقدر قراءة (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، وأن يخطبَ الإمامُ خطبتين بعد صلاة العيدين لجماعة الرجال ولو مسافرين، مفتتحاً الخطبة الأولى بتسع تكبيرات والثانية بسبع تكبيرات ولاءً، ويعلمهم الخطيب في خطبة عيد الفطر: أحكام زكاة الفطر، وفي الأضحى: أحكام الأضحية. ويسن: الغسلُ يوم العيدين، واستعمالُ الطيب، والجهرُ بالتكبير، والتزينُ بأحسن الثياب، والذهابُ ماشياً بسكينة للصلاة في طريقٍ طويل، والرجوعُ في آخر قصير، والأكلُ قبلها في عيد الفطر، والإمساكُ في عيد الأضحى حتى يصلي. وتُسن التهنئة بالعيد ونحوه من العام والشهر مع المصافحة إن اتحد الجنس، وتُسن الإجابة بنحو: تقبل اللهُ منكم، أحياكم اللهُ لأمثاله، كلُ عام وأنتم بخير، ويدخلُ وقتُ التهنئة في عيد الفطر بغروبِ الشمس، وفي عيد الأضحى بصبحِ عرفة، ويسن الدعاءُ بالمغفرة. وأحسن صيغ التكبير ما اعتاده الناس الآن في مصر: الله أكبرُ الله أكبرُ الله أكبرُ، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبرُ كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بُكرَةً وأصِيلًا، لا إله إلا الله وحده، صَدَقَ وعدَه، ونَصَرَ عبدَهُ، وأعزَّ جُندَهُ، وهزَمَ الأحزابَ وحدَهُ، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، ثم الصلاة والسلام علي النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وأنصاره وَأَزواجه وَذُرِّيَّتِهِ، فتقول: اللهم صَل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وسلم تسليمًا كثيرًا، ولا تتعين صيغة الصلاة والسلام بهذه، بل تجوز بأي صيغة كانت. وأخيراً: كلُ عامٍ وأنتم بخيرٍ جميعاً، وحفظَ الله مصرَ وشعبَها وقادتَها وجيشَها العظيم، وأوْجعُ مَا في العيدِ أنّه يُذكّرنا بمَن غَابُوا عنّا. فإلى والدتي: رحمكِ اللهُ، وأسألُ اللهَ لَكِ مزيدَ إحسانٍ وفيوضَ رضوانٍ. وإلى القراء الأعزاء: إذا مَررتُم علَى مقالي فكُونوا كالغيثِ يَروي قبرَ والدتي بدُعَائكم. بقلم: الشريف د. علي زين العابدين الحسيني الأزهري باحث وكاتب أزهري وعضو نقابة السادة الأشراف بمصر