الدكتور / هيثم سمير الشيخ من أمتع المهن التي يمكن ان تعمل بها على وجه الأرض فما أجمل أن تكون معني بتطوير وتأهيل العنصر البشري في أي مؤسسة من مؤسساتنا العربية وشرفت أن عملت في هذه المهنة منذ تخرجي وتتلمذت علي يد أعظم من عمل في هذا المجال في العالم العربي. فاذا دخلنا إلى عمق أكثر في العملية التدريبة سنجد من المهم جداً البحث عن مدرب يفوق بقدراته العلمية والمهاراية المتدربين وليس العكس، فالحكم وبشكل مؤقت بأفضلية مدرب عن أخر تبدأ بشهادة المدرب العلمية (بكالوريوس - ماجستير - دكتوراه) وعمر المدرب وخبرته العملية وأيضا الحصول على الدورات التخصصية في اعداد المدربين وخبرته في إدارة قاعة التدريب وامتلاكه لزمام الأمور داخل قاعة التدريب. والمتأمل في واقع التدريب عربيا تزامنا مع التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية الذي يشهدها العصر الحالي نجد أنه وبالرغم من المحاولات الكثيرة لتطوير العملية التدريبية وحجم الأموال الكبير المنفق في التدريب الا ان المردود مقارنة بالمنفق علية قليل جدا نظرا لأسباب عدة منها عدم التحديد العلمي السليم للاحتياجات التدريبية والتسكين علي البرامج بشكل عشوائي والتصميم غير الجيد للبرامج التدريبية والتقييم الخاطئ لمراكز التدريب المقدمة للخدمة التدريبية وظهور مفردات جديدة في الآونة الأخيرة اقحمت الكثير للعمل كمدربين لا يمتلكون الخبرة العلمية ولا العملية الكافية واصبح المعيار للحكم علي المدرب حصوله علي شهادة المدرب المحترف من جهة دولية وفي الغالب تكون جهات. علما أنه في العقدين السابقين كان التأهيل بشكل علمي صحيح رغم ضعف الإمكانات فكان الحد الأدنى لحضور برنامج اعداد المدربين أربعة أسابيع يتناول فيها المدرب كل ما يؤهله ليكون مدربا فاعلا في مجال تخصصه مع وضع شروط للقبول في البرنامج فلا يجوز حضور البرنامج بشكل عشوائي اما الان اصبح الامر في منتهي التدني فيكون هناك برامج لمدة ثلاثة أيام لإعداد المدربين بها العديد من الشهادات الدولية كما يزعمون وللأسف لا توجد جهة رقابية تراقب هؤلاء وتضع ألية للقضاء علي هذه الغوغائية التي أدت إلى تدني الخدمات التدريبية في المؤسسات العربية، ومن المؤسف أن نجد مراكز التعليم المستمر في بعض الجامعات حذت نفس الحذو في الآونة الأخيرة واصبحنا نرى أشياء ما انزل الله بها من سلطان. وما زاد الأمور تعقيدا ترويج هؤلاء وإقناع إدارات التدريب داخل الكثير من المؤسسات العربية ان الشرط الأساسي لاختيار المدربين هو حصوله علي شهادة المدرب المعتمد وعلي المستوي الشخصي قابلت كثير من مسؤولي التدريب ويكون المعيار للحكم والاختيار هو الحصول علي شهادة المدرب وبدون هذه الشهادة يتم استبعاد الخبير وحاولت كثيرا توضيع الامر فكان يستجيب البعض والبعض يتهمني بالتقليدية. وقد يكون الامر رائعاً إذا كان هناك جهات معتمدة لاعتماد الخبراء وتأهيلهم على استخدام التكنولوجيا لمواكبة التطور واعداهم بشكل علمي سليم بدلا من الغوغائية والشهادات التي لا يعلم مصدرها ولا مدي جدواها لتطوير المدربين. وهنا وجب على ان أتقدم بخالص الشكر والعرفان لمن تعلمنا منهم التدريب ومن رفقناهم وحققنا معهم نجاحات ومنهم على سبيل المثال استاذنا الدكتور/ سيد الهواري رحمه الله والدكتور/ سمير رمضان الشيخ والدكتور/ محمود جبريل والدكتور/ مختار سلام والأستاذ/ أسامة عبد العال والدكتور/ خليل الشماع والدكتور محمد فتحي المعداوي والدكتور نعيم الزنفلي والدكتور/ ابراهيم الرفاعي والدكتور/ فؤاد عطية والدكتور/ أيمن شبل والدكتور/ رمضان الشيخ وكل من حمل هم هذه المهنة على عاتقة وابدع في اظهارها بشكل حضاري ومهني. أمل في القريب العاجل ان اري جهات التدريب تعمل بشكل مهني وان يكون كل مسؤول تدريب على القدر الكافي من الخبرة في تحقيق طموحات مؤسسته التدريبية والتطورية، ونصيحة لكل من يعمل في هذا المجال اعتني بنفسك وذاتك فأنت معني بتطوير عقول موظفي جهتك. ولا تنسى دائما قبل الدخول في أي دورة تدريبية والوقوع في مصيدة هؤلاء القراصنة أن تسأل عن التغذية الراجعة من المتدربين الذين حصلوا على نفس الدورة ومع نفس المدرب. فإذا كنت تتطلع للاستفادة والنجاح فلا تجعل أولئك القراصنة يدربوك حتى لو كانوا مشاهير إعلامية. خالص تحياتي واطيب الامنيات دكتور / هيثم سمير الشيخ خبير التدريب والموارد البشرية