تحقيق : منال رشوان زمان كانت " الموضة " بعد التخرج في الجامعة ومواجهة صعوبات البحث عن عمل .. هو تطوير المهارات الفردية والعلمية بالحصول علي كورسات في اللغة والكمبيوتر ، لكن حالياً المسألة تغيرت مع انتشار " هوس " كورسات التنمية البشرية والتى لا يتعامل معها البعض باعتبارها وسيلة علمية لتطوير الذات .. بل يعتبرها الشباب فرصة للحصول علي " شهادة " غالباً لا يعترف بها سوى هذه المراكز ، أما القائمون علي تدريس هذه الكورسات فهم غالياً غير مؤهلين والمسألة بالنسبة لهم " سبوبة " مربحة ، وبعيداً عن التعميم .. " الشباب " تؤكد أن هناك استثناءات لمراكز محترمة ومدربين معتمدين بالفعل ، لكن تظل للآسف .. مجرد استثناءات . عدد كبير من الخريجين يعتبرون " التنمية البشرية " وسيلة للتخطيط للمستقبل بشكلأفضل واكتشاف الطاقات الكامنة في شخصيته ، إلي جانب اكتشاب مهارات تزيد من الثقة في النفس وتكسب سلوكيات ايجابية مثل التخطيط السليم والاستفادة من الوقت وغير ذلك ، وهناك أجيال استفادت من خبرة علماء كبار في هذا المجال اشهرهم د. إبراهيم الفقي رحمه الله ، لكن للآسف المسألة حالياً تحولت إلي " مولد وصاحبه غايب " وانتشرت مراكز التدريب بلا أى رقيب ، كما اصبح كل متدرب سابق حضر عدة كورسات بإمكانه عن طريق عدة شهادات يحصل عليها في وقت بسيط بالمراسلة غالباً أن يصبح " استاذاً " وخبيراً في التنمية البشرية ، وهم في الحقيقة يبيعونالوهمللشبابويتاجرونبالكلامالمعسولبهدف الربحفقطتحت ستار مايسمى ب "علمالتنميةالبشرية"، فهل أصبح هذا العلم مجرد " سلعة " تخضع لسوق العرض والطلب ؟ ثم ما هي مؤهلات المدرب يستحق ان يقوم بتدريس هذا العلم ؟ . علم .. بالدورات التدريبية في البداية يقول الدكتور " طارق ابو الوفا " استاذ التاريخ وخبير التنمية البشرية إنه لا توجد حاليا كلية معينة ينسب اليها هذا العلم، فيمكن ان تكون شهادة هذا المدرب هي الإعدادية فقط أو الثانوية ، ، لذلك يجب ان يحصلمدرب التنمية البشرية على دورات تدريبية وعدة شهادات مثل شهادة CCT ، وكان يوجد قديما شهادةTOT أو training of trainer وهي خاصة بإعدادالمدربين ووضعهاالدكتورابراهيمالفقىرحمهاللهرائدهذاالمجال،لكن لا يوجد الكثيرمن الحاصلين على هذه الشهادة حاليا ،وهناك مراكز خارج مصر فى مجال اعداد المدربين للحصول على شهادات مثل الماجستير والدكتوراه لكنها بمقابل مادى كبير جداً ،بينما لا يوجد مكان اكاديمى فى مصر يساعد مدربي التنمية البشرية بشكل علمي ، والفيصل فى مدربي التنمية البشرية هو المادة العلمية التى يمتلكها هذا المدرب بالاضافة الى قدرته وموهبته على المسرح التى تمكنه منتوظيف هذا العلم ، فلا فائدة من علم غير قادر على الانتشار،فصاحبه لا يملك موهبة توصيله إلى عقلأخر . صائدو الأحلام ويشير د. طارق إلي خطورة بعض المدربين الذين يعلنون عن " بضاعتهم " عبر فيس بوك وتويتر ويكون هدفهم " النصب " للاسف، واطلق عليهم "صائدى الاحلام" وذلك لاستغلالهم احلام وطموحات الشباب وتخليهمعن اهم مايميز هذا المجال وهى الأخلاقيات ، فعلى سبيل المثالهناك من يستخدم علم مثل " التنويم الايحائى " أو التنويم المغناطيسى بشكل سئ مع الفتيات ، ولذلك هذا العلم لا يدرس لكل من يرغب فى دراستة رغم انه مطلوب وباسعار مرتفعة،والمشابه له علم الطاقة ،ولمدربى التنمية طرق كثيرة لجذب الشباب ، فهوليس مدربا فقطفهو ايضا استشارى نفسى ولذلك قادر على اقناعك باحتياجك لهعن طريقمشكلة ما علمها عنكمنخلالاستشارةشخصيةمثل مشكلة مع زوجك او خطيبك او أنك غير قادرة على تربية ابنكأو أنه لاحظ عيباً فى شخصيتك ، فالتنمية البشرية مجال واسع من أراده فى سوء فعل ..ومن أراده فى خير فعل ، وسيظل الرقيب هو الله. التجربة هي الفصيل أحمد مصطفى معوض حاصل على اعتماد دولى فى مجال التنمية البشرية ، وهو يؤكد أن المدرب لابد ان يكون حاصلاً على ترخيص من النقابة الخاصة بمدربى التنمية البشرية والتى تمنحة كارنيه كتصريح له بممارسة المهنة ، والمسئول عنإخراج اوإعداد مدربى التنمية جميعها هيئات خاصة ، وأعرب عن اسفه لوجود البعض الذين يستغلون المتدربين المقبلين على مجال التنمية البشرية من اجل مطامعهم ، فهناك بعض المدربين الكبار والمرموقين فى هذا المجالاصحابالعلميبيعون علمهممقابل مبالغ باهظة بالدولار وهدفهم جمع المال فقط ، ويضيف : لا توجد وسيلة لاكتشاف المدرب الجيد من النصاب سوي التجربة فقط ، فلا يوجد ما يجعلك تتفادى " النصب " سوى أن تجرب بنفسك ، وأنصح الراغبين فى دراسة هذا العلم او غيرة من العلوم ان يقوموا بقراءة عدد من الكتب الخاصة بهذا العلم تجعلهم على دراية به ، فهذا الوعى سيساعدهم فى معرفة ما إذا كان هذا المدرب يسير بهم فى الطريق الصحيح أم أنه " نصاب " ليس أكثر . تحذير رسمي حذر جهاز حماية المستهلك المواطنين من التعامل مع المراكز التعليمية غير المرخصة، وكذلك مؤسسات التنمية البشرية غير المعتمدة من وزارة التربية والتعليم بسبب خداعهم للبعض بتنظيم دورات تدريبية مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة دون حصول المستهلك على شهادة معتمدة من الجهات المختصة، وقال اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، إن محكمة القاهرة الاقتصادية قضت بتغريم إحدي مؤسسات التنمية البشرية مبلغ خمسين ألف جنيه لعدم التزامها بتقديم الشهادات الدولية المعلن عنها للمتدربين الذين تقدموا بالشكاوى رغم إتمامهم الدورات وسداد الرسوم، وأضاف يعقوب أن الحكم جاء بناءً على تلقى الجهاز عددا من الشكاوى ضد المؤسسة بفرعيها فى الجيزة والإسكندرية بسبب قيامها بالإعلان عن عقد دورات تدريبية فى مجال التنمية البشرية تحت اسم "برنامج تدريب مدربين التفكير المعرفى CORT"، ومنح شهادات للمتقدمين فى نهاية الدورة، معتمدة دولياً من مؤسس البرنامج مقابل سداد مبلغ 4 آلاف جنيه نظير الاشتراك فى الدورة، إلا أن المؤسسة بعد انتهاء الدورة امتنعت عن منح الشاكين الشهادات الدولية المعلن عنها.