أصادف مؤخّرا على صفحات الفيسبوك تحدّي الأصدقاء بعضهم لبعض على نشر الكتب التي قاموا بقرائتها . لا أعلم الجدوى من هذا التحدّي بالتحديد ،، فإن كان قائما لغرض تبادل الكتب و مشاركة الاصدقاء في هذه الثروة القيّمة فأنا أوّل من سيقبل بهذا التحدّي .. هنا استحضر كتاب هنري ميللر " الكتب في حياتي" و هو عبارة عن سيرة ذاتية يدوّن فيها الروائي الشهير حصيلة الخمسة الاف كتاب التي قرأها خلال أربعين عاما ..يقول ميللر :" إنَّ الكتب هي أحد الأشياء التي يُدلّلها البشر بعمق, وكلما كان الإنسان راقياً يتشارك بشكلٍ أسهل بمقتنياته العزيزة. وكتابٌ يتمدد بتكاسُل على رفٍ هو ذخيرة ضائعة سُدى. وكالمال، يجب جعل الكتب في حالة تداوُل مستمر. استعِر وأعِر إلى أقصى مدى – كتباً ومالاً معاً ! ولكن خاصة الكتب، لأنَّ قيمة الكتبَ أعلى بما لا يٌقاس من قيمة المال. فالكتاب ليس فقط صديقاً، بل يصنع لكَ أصدقاء. وعندما تمتلك كتاباً ذا عقلٍ وروح، تغتني, ولكن عندما تعطيه لشخصٍ آخر تغتني ثلاثة أضعاف." ... أمّا اذا كانت الغاية من هذا التحدّي التباهي فقط بعدد الكتب التي تمّت قراءتها دون الاستفادة من مقاصدها سأسدي لكم نصيحة قدّمها صاحب «مدار السرطان» منذ أكثر من خمسين عاما :" . اسأل نفسك بجدّية إذا كان ضرورياً أن تضيف هذا العمل إلى مخزونك من المعرفة أو إلى ذخيرتك من المتعة. حاول أن تتخيَّل ماذا يعني لك أنْ تُضيِّع هذه المتعة أو الفائدة الإضافية. حينئذٍ، إذا وجدتَ أنه لابد لك من أنْ تقرأ الكتاب، فانتبه بأي فطنة استثنائية تتعامل معه...!!!"