هذا القانون كارثة بكل المقاييس ، وكارثة غير مقبولة على مستوى التلاقى الفطري لمجتمع مصر المتعارف عليه تاريخيا وثقافيا واجتماعيا بأنها محضن الرسالات وأرض الأنبياء ومهد الحضارات ، وهى التلاقى السببي الذي تكتمل فيه علاقة الدين والعلم حيث أن بلد الحرمين فيها كعبة البيت الحرام فهى مهوى قلوب المسلمين ، وإن مصر فيها الأزهر الشريف قبلة العلم والشريعة فهى مهوى عقول المسلمين. من هذا البعد القدري تتجانس الجغرافيا او تكاد لتصنع تكاملا عميق الأفق والإدراك بأن مصر هى عاصمة الإسلام ! وبالتالى تكون مصر هى الحاضنة والحاضرة لتعاليم ومبادئ وشعائر وأصول هذا الدين الحنيف لتصبح بدورها الطبيعى هى الوطن الآمن الذي يكفل كل حقوق وواجبات هذا الدين حكومة وشعبا ... ويصبح الدين هو الدستور الأعظم والقانون الأقوم الذي ليس فوقه سلطان من عقل او كرسي ، وعلى الناس جميعا ان تستسلم لهذه الحقيقة وتتشبع بواقعه القوي حتى لا تناقض توزانا وتكاملا هو من صنع الشرع والقدر ، فأى قانون هذا الذي يعبث فى دين الأمة ويعمل ضد مصلحتها ومكانتها الأممية العظيمة فضلا عن التناقض الخاسر الذي يضيق الحريات ويغرس لعنصرية وتمييز ؟! وأيهما أولى بالحرب المحجبة أم المتبرجة ؟! المنتقبة أم السافرة ؟! كيف لنواب يصنعون حضارة لشعب بعد أن انغمس فى أوحال عدة من الإضمحلال السياسي والاقتصادى والأخلاقى لعقود عدة وهو لا يستطيع أن يبنى فيهم قيمة ؟! أو أن يجمع بين طوائفة فى اصطفاف ووئام مجتمعى متجانس وهو يصنع عنصرية بغيضة ؟ وأين حماية الحريات المكفولة فى الدستور للاعتقاد حتى يحجر على المنتقبة من نقابها ؟! وعليه فإن الحرب على النقاب هى أحد أوجه الحرب على الإسلام العظيم ، وذلك فى إطار جملة المؤامرة والمخططات الغربية التى تلعب على هدم السمة الأساسية فى بناء المجتمع عموما وهى المرأة ، إذ حاولوا على كل الصعد لهذا ولازالوا ، فتارة يصطلحون الجندرة فى مؤتمر السكان بالقاهرة كمصطلح غريب استخدم اكثر من 230 مرة وكان يرمز للمثلية الجنسية لهتك كينونة المرأة عموما ، وتارة يحتلون بلادها فيسجنونها ويهتكون سترها ويغتالون حياءها ثم دائما وابدا يصبون جام غضبهم عليها فى الاعلام والتعليم ويشعلون حولها المفاهيم المحرقة ليصوروا لها الحياء والعفة كأنها سجون الجيتون ويحاربونها بكل برامج التدمير الفكرية والأخلاقية ... كل ذلك لان هدم المرأة طريق مختصر لهدم المجتمع وكسرا لشوكته وانهيارا حقيقيا للبنية الأساسية له ، إذ أنها المصنع الذي يتم فيه تكوين النشأ وتتم فيه عملية التنشئة للمستقبل .. فالحرب كانت ولازالت وستظل حربا قدرية لا تنتهى ولن تنتهى لكن العاقبة للمتقين ، فاثبتن فإنكن على إرث من إرث أبيكم إبراهيم ، ورغم هذه الحرب الدائمة والمتكررة فإن المستقبل للإسلام قال الله عز وجل: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ* هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {الصف:8-9}