إعادة تعيين قائد شرطة جامعة كاليفورنيا بعد هجوم على طلاب مناصرين للفلسطينيين    من حضر مراسم تأبين الرئيس الإيراني في طهران من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية؟    رحيل نجم الزمالك عن الفريق: يتقاضى 900 ألف دولار سنويا    اللعب للزمالك.. تريزيجيه يحسم الجدل: لن ألعب في مصر إلا للأهلي (فيديو)    نشرة «المصري اليوم» الصباحية..قلق في الأهلي بسبب إصابة نجم الفريق قبل مواجهة الترجي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم قبل ساعات من اجتماع البنك المركزي.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم الخميس 23 مايو 2024    شاب يطعن شقيقته بخنجر خلال بث مباشر على "الانستجرام"    ناقد رياضي: الأهلي قادر على تجاوز الترجي لهذا السبب    أول دولة أوروبية تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو.. ما هي؟    موعد مباراة الزمالك وفيوتشر اليوم في الدوري المصري والقنوات الناقلة    سيارة الشعب.. انخفاض أسعار بي واي دي F3 حتى 80 ألف جنيها    برقم الجلوس والاسم، نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة بورسعيد    والد إحدى ضحايا «معدية أبو غالب»: «روان كانت أحن قلب وعمرها ما قالت لي لأ» (فيديو)    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    وأذن في الناس بالحج، رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادا للركن الأعظم (صور)    أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الخميس 23 مايو 2024    إحدى الناجيات من حادث «معدية أبو غالب» تروي تفاصيل جديدة عن المتسبب في الكارثة (فيديو)    ارتفاع عدد الشهداء في جنين إلى 11 بعد استشهاد طفل فلسطيني    رئيس الزمالك: شيكابالا قائد وأسطورة ونحضر لما بعد اعتزاله    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    الإعلان الأوروبى الثلاثى.. ضربة جديدة للأوهام الصهيونية    محافظ بورسعيد يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 85.1%    ضبط دقيق بلدي مدعم "بماكينة طحين" قبل تدويرها في كفر الشيخ    والدة سائق سيارة حادث غرق معدية أبو غالب: ابني دافع عن شرف البنات    بالأسم فقط.. نتيجة الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2024 (الرابط والموعد والخطوات)    قبل ساعات من اجتماع «المركزي».. سعر الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    المطرب اللبناني ريان يعلن إصابته بالسرطان (فيديو)    الزمالك يُعلن بشرى سارة لجماهيره بشأن مصير جوميز (فيديو)    4 أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة.. بينها بر الوالدين وجلسة الضحى    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    سي إن إن: تغيير مصر شروط وقف إطلاق النار في غزة فاجأ المفاوضين    بالأرقام.. ننشر أسماء الفائزين بعضوية اتحاد الغرف السياحية | صور    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23 مايو في محافظات مصر    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    الداخلية السعودية تمنع دخول مكة المكرمة لمن يحمل تأشيرة زيارة بأنواعها    محمد الغباري: مصر فرضت إرادتها على إسرائيل في حرب أكتوبر    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    محمد الغباري ل"الشاهد": اليهود زاحموا العرب في أرضهم    بسبب التجاعيد.. هيفاء وهبي تتصدر التريند بعد صورها في "كان" (صور)    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    أستاذ طب نفسي: لو عندك اضطراب في النوم لا تشرب حاجة بني    هيئة الدواء: نراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين عند رفع أسعار الأدوية    عمرو سليمان: الأسرة كان لها تأثير عميق في تكويني الشخصي    "وطنية للبيع".. خبير اقتصادي: الشركة تمتلك 275 محطة وقيمتها ضخمة    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    حظك اليوم| برج الحوت الخميس 23 مايو.. «كن جدياً في علاقاتك»    محمد الغباري: العقيدة الإسرائيلية مبنية على إقامة دولة من العريش إلى الفرات    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى مستهل التعاملات الصباحية الاربعاء 23 مايو 2024    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بلاش نرش على الموت سكر
نشر في شباب مصر يوم 22 - 10 - 2018

أنا فلسطيني إذن أنا متشائم ، وأنا متشائم إذن يجب أن أتوقع الأسوأ حتى لا يفاجئني الأسوأ ، ولكن ليس معنى التشاؤم أن يرى الإنسان صورة ظل الحياة ، ولكن أن يرى صورة الحياة وصور ظل الحياة في نفس الوقت ، وأنا أرى الصورة والظل ، أرى الظلم والظلام ، والعزلة الوطنية والإقليمية والدولية ، وفصائل ترى أن كل ما هو في خارجها انحراف في التفكير، وتاريخ يكرر أشخاصه ومأساته ، ومثقفين يصبغون وجوههم بالألوان الفصائلية ويتوارثون جينات الولاء الوظيفي بدافع الرفاهية ، ومنظمات مجتمع مدني ليس فيها من المجتمع المدني إلا الاسم ، ولكنها في الأصل والنهاية مكملة للسلطة ، والأصل أن تكون نقيض للسلطة أو معارضة للسلطة أو موازية للسلطة ، وسلطة لا سلطة لها في ظل أوسلو ، وفي ظل إدارة مدنية صهيونية تتحكم من مستوطنة بيت ايل بالقرب من مدينة رام الله في أكثر من 60 % من مساحة الضفة الغربية بشكل كامل ، وهي منطقة خاضعة للسيطرة المدنية والأمنية الإسرائيلية بشكل كامل ، وتشكل المساحة الكبرى في الضفة الغربية . وتتدخل أحيانا في بقية مناطق الضفة الغربية حسب الحاجة الأمنية للكيان الصهيوني . ومنظمة تحرير ليس فيها من التحرير إلا الاسم ، وخاصة بعد أن اعترفت بحق إسرائيل في الوجود على 78 % من مساحة فلسطين ، وشطبت ميثاقها بيدها ، والميثاق هو الحقيبة الجينية التي تشكل البطاقة الشخصية للمنظمة ، وشعب كان دائما يستسهل ألقاء تبعية ما يحل به من نكبات على الآخرين دون أن يعترف هو نفسه عن فشل سياسته في مواجهة سياسات الآخرين ، وذلك بالإضافة إلى تحديات أخرى كالاستيطان والحصار والجدار والانقسام ( الانقسام لا يعني الاختلاف في الرأي ولكنه يعني محاولة فرض الإجماع على رأي ) ، والبطالة والعنوسة والكهرباء والمياه ، واتفاقية باريس والمعابر ، وهي في الأصل والنهاية نتائج لاتفاقية هي نفسها كانت نتيجة لخلل في الفكر والفعل . ولكن الكوارث لا تأتي بلا مقدمات ، والمقدمات كانت وما زالت هي الخلل في فكر وفعل القيادة الفلسطينية ، وفي فكر وفعل القيادات الفصائلية الفلسطينية ، وفي فكر وفعل المثقفين الفلسطينيين المزيفين والمستنسخين والسطحيين ، والمثقفين الموظفين في الجهاز البيروقراطي للسلطة والمنظمة والفصائل الفلسطينية . ولكن ورغم ذلك لا بد أن تستمر الحياة ، وحتى تستمر الحياة لا بد من تآكل الحياة ، وتآكل الحياة شرط لتشكل الحياة ، وتشكل الحياة يعني وجود صورة ثابتة للحياة ، والإنسان هو الصورة الثابتة للحياة ، ولكن لا يمكن أن يكون الإنسان نفسه هو نفسه سبب وجوده ، ولا يمكن أن يكون الإنسان نفسه هو نفسه مجرد شيء يقيم في جسده . لأن الإنسان هو المخلوق الثنائي الوحيد من الكائنات الحية ( ازدواجية الجسد والعقل ) ( الجسد الفيزيائي والجسد الأثيري - الروح ) ولذلك يجب أن نعترف بأن الإنسان هو الذي يصنع نفسه بنفسه ، وأنه لا صحة لما يقال من أن الحياة هي التي تصنع الإنسان وتسيره ، وهو لا يستطيع ردها أو مقاومتها ، وانه لا صحة لما يقال من أن الإنسان في بدايته الأولى كان طيبا ، ولكن الحياة هي التي حولته إلى إنسان شرير . ولكن يجب أن نعترف أن ما يدفع الإنسان إلى هكذا اعتقاد هو إعفاء نفسه من تحمل المسؤولية في كل ما يحل به من نكبات أو أزمات ، لأنها كما يريد هو أن يعتقد تأتي على غير إرادته ، وان الخلاص منها يجب أن يأتي على غير إرادته . وهكذا اعتقاد لا شك انه يلغي إنسانية الإنسان ، ويحوله من الحالة الإنسانية إلى الحالة الشيئية ، ومن مخلوق ثنائي ( الجسد والعقل ) إلى مخلوق أحادي ( الجسد ) ، وخطورة هكذا نظرة تأتي من كونها تلغي أهمية الجهد البشري في الفكر والفعل . ومن الاعتقاد بأن الحياة تسير على نحو عبثي دون قانون يحكمها ، وحين يعتقد الإنسان أن الحياة تسير بلا قانون ، وان العبثية هي التي تحكم حركة الإنسان لن يكون هناك أي داع للعمل والقانون ، لأن العبثية تلغي جدوى وجود العمل وجدوي وجود القانون في نقس الوقت . كما انه لا صحة للمقولة التي تقول أن الإنسان في بدايته الأولى كان طيبا ، وكيف يكون طيبا وهو ٍابن الشرير قابيل أول مجرم في التاريخ ، واكبر مجرم في التاريخ ، أول مجرم في التاريخ ، لأنه ارتكب أول جريمة قتل في التاريخ عندما قتل آخيه الطيب هابيل في مغارة الدم في جبل قاسيون في دمشق ، واكبر مجرم في التاريخ لأنه قتل ربع الإنسانية ، لأن الطيب هابيل كان يساوي ربع الإنسانية في ذلك الوقت ، وكيف يكون طيبا وهو ابن الشرير قابيل ، والشرير قابيل ملعون من الأرض التي جفت بكل ما عليها سبعة أيام ، وشربت دم الطيب هابيل كما يشرب الماء ، ولكنها وبعد أن شربت دم الطيب هابيل توقفت عن شرب الدم ، وملعون من قاسيون الجبل الذي ما زال يبكي على قتل الطيب هابيل ، والذي فتح فمه ليستقبل دم هابيل الذي سفكته أيادي الشرير قابيل . وهكذا نرى أن الإنسان شرير وملعون في نفس الوقت ، وان الشر هو القاعدة والخير هو الاستثناء ، والاستثناء يحفظ ولا يقاس عليه . وإذا كان هناك استثناء فهو استثناء يؤكد القاعدة ، والتاريخ في كينونته وسيرورته وصيرورته سجل حروب ، والعقل أداة الإرادة ، والحقيقة أداة السلطة ، ولا وجود للحقيقة إلا تلك التي تملك قوة الحجة أو قوة السلطة أو قوة الحجة والسلطة معا ، والعفن مصنع الحياة ، والحياة حرب بين الموت الذي يحاول أن يقضي على الحياة والأحياء ، والإرادة الكلية التي تدافع عن الحياة والأحياء وتدفعهم إلى الزواج حتى تعوض عن طريق النسل ما يأخذه منها الموت ، والعلاقات كل العلاقات الشخصية والطائفية والدينية والمذهبية والاثتية والمجتمعية والوطنية والقومية والإقليمية والدولية علاقات قوة ، والسياسة هي الوجه الآخر للنفاق ، والسياسي هو الرجل المنافق ذو الوجهين ، والأخلاق أخلاق بلا أخلاق ، لأنها نسبية وتختلف باختلاف الزمان والمكان ، ولأنها ولدت من رحم القوة ، ولأنها تعبير عن موازين القوة ، والقانون قانون بلا قانون لأن الحقيقة لم تكتب القانون ولكن القوة هي التي كتبت القانون ، والعلم بلا أخلاق جسم بلا روح . وسوف يؤدي تطور العلم إلى تدمير الأرض بسبب النشاطات الإنسانية كالتلوث ، وقلة الموارد الطبيعية ، والحروب النووية والبيولوجية والكيماوية ، وصناعة الأمراض ، وصناعة الغباء ، والاحتباس الحراري ، والنقص المتواصل في الأكسجين في الهواء ، وموت مادة البلانكتون وهي أحد أهم العضويات على كوكب الأرض وأوفر الموارد الغذائية للكائنات البحرية ، وتحرير كبريتيد الهيدروجين الذي يستخدم في صناعة الأدوية والتحاليل الكيميائية . ولكنه وفي نفس الوقت يعتبر من أهم أسباب الانقراض البريميائي التي سوف يؤدي تحريرها إلى انقراض أكثر من 95 % من الأنواع البحرية و70 % من الأنواع البشرية ، وهكذا نرى أن الإنسان يبني وجوده في هذا الوجود في إطار عوالم الطبيعة وحركة الموجودات ، وهو من خلال بنائه لذاته يقرأ ذاته وشخصيته ، وتقاس ذاته وشخصيته بما ينتجه من أثر وما يتركه من فعل ، وما ينتج عن هذا الأثر وهذا الفعل من أثر وفعل ، وما يلد هذا الأثر وهذا الفعل من نتائج تصنع الحياة ، ولأن الإنسان هو فعله وهو في نفس الوقت يعيش في مجتمع ، لذلك كان من الطبيعي جدا أن يرتد فعل الإنسان على المجتمع ، ولأن الإنسان بالفطرة شرير ، ولأن الإنسان وبما يحمل من أفكار شكلته خبرات وتجارب هي في الأساس خبرات تاريخية ، والتاريخ سجل حروب ، لذلك يمكن القول وبدون الخوف من الوقوع في الخطأ أن الإنسان للإنسان ذئب ، ألانا ذئب والأنا الأخر الذي ليس أنا ذئب كما قال جون بول سارتر . وعندما يكون أنا ذئب والأنا الأخر الذي ليس أنا ذئب ، تغيب القيم والأخلاق التي يمكن أن تجعل من الأنا إنسان ومن الأنا الأخر الذي ليس أنا إنسان ، لأن الذئب حيوان ، وإذا كان الأنا حيوان والأنا الأخر الذي ليس أنا حيوان لا يمكن الحديث عن أي بعد أخلاقي في الأنا والأنا الأخر الذي ليس أنا ، كما أن اختيار الذئب يعني إسقاط صفاته في المكر والخداع والشراسة على الأنا والأنا الأخر الذي ليس أنا ، وهي صفات إذا اجتمعت في الأنا والأنا الأخر الذي ليس أنا تنفي عن الأنا والأنا الأخر الذي ليس أنا صفة الإنسانية ، وتجعل العلاقة بين الأنا والأنا الأخر علاقة صراع . وهكذا يمكن القول وبدون الخوف من الوقوع في الخطأ أن الأنا عدو للأنا الذي ليس أنا ، وكما قال جون بول سارتر ( الجحيم هم الناس الآخرون ) ، وعندما يكون الأنا الأخر هو الجحيم فالعلاقة معه سوف تكون سلبية ، وهكذا تصور نيتشه الواقع عندما قال ( أن معنى أن نعيش هو جوهريا أن ننهب ونجرح ونعتدي على الضعيف والغريب ، وان نفرض عليهما وبكل قسوة مقولاتنا الخاصة ) وهي صورة تتطابق معرفيا مع الواقع ومع حقيقة الأنا الدموي والانا الأخر الدموي ، الأنا الدموي الذي يعشق الحرب والصراع ويرى الأخر وسيلة وليس غاية ، والأنا الأخر الدموي الذي ليس أنا ، والذي في نفس الوقت يعشق الحرب والصراع ويرى الأخر وسيلة وليس غاية . ولذلك يجب أن لا يلام نيتشه عندما اعتزل الناس وقال ( أكثر خطرا وجدت الحياة بين الناس ) ، وألان وبعد أن وصلت في تحليلي إلى هذا الحد أرجو أن اطرح الأسئلة التالية .
ماذا عسى الإنسان أن يقول في أمة رفعت الشعارات الثلاثة لا صلح لا مفاوضات لا اعتراف بعد هزيمة حزيران 1967 ووقفت عارية تسجدي الصلح والمفاوضات والاعتراف بعد انتصار تشرين 1973 ؟
والاستجداء من طرف سوف يقابله استقواء من الطرف الأخر ، وهذه هي طبيعة العلاقات الوطنية والقومية والإقليمية والدولية ، وقانون العلاقات الوطنية والقومية والإقليمية الدولية . وماذا عسى الإنسان أن يقول في منظمة تحرير شطبت من ميثاقها عبارة التحرير عندما تخلت عن حقيبتها الجينية والحقيبة الجينية هي البطاقة الشخصية للمنظمة ؟
وماذا عسى الإنسان أن يقول في ثورة تخلت عن بندقيتها والبندقية هي البطاقة الشخصية للثورة ؟ وماذا عسى الإنسان أن يقول إذا كان الكل من حوله يقول أن المنظمة أصبحت منظمة بلا بطاقة شخصية ، وان الثورة أصبحت ثورة بلا بطاقة شخصية ؟ .
ولكن لا شيء يبدأ من لا شيء ، والشيء شيء على الشيء ، ولا بد لكل شيء من مقدمات . والمقدمات ترجع إلى تأسيس منظمة التحرير بقرار من النظام الرسمي العربي في مؤتمر القمة العربي الأول في القاهرة في عام 1964 ، وهكذا قرار يعني أن الشعب الفلسطيني لم يكن هو الأب الحقيقي للمنظمة ، ولكنه كان القابلة التي ولدت على يديها منظمة التحرير الفلسطينية ، وإلى الانقلاب على احمد الشقيري الذي كان يناضل من اجل التخلص من التبعية والوصاية العربية ، وعلى أن يكون الشعب الفلسطيني هو الأب الحقيقي للمنظمة ، والى سيطرة الفصائل على المنظمة ، والى انعكاس تناقضات الفصائل الفئوية والإيديولوجية على المنظمة ، والى تغيير اسم الميثاق القومي إلى الميثاق الوطني ، والى احتكار القرار ، والى سيطرت القرار ألفئوي على القرار الوطني ، والى عدم الفصل بين رئاسة المنظمة وقيادة الفصيل ، والى عدم مراجعة التاريخ السياسي للحركة الوطنية الفلسطينية على قاعدة من له فليزاد ومن عليه فليؤخذ منه ، والى عدم وجود وحدة وطنية ، وقيادة موحدة ، وهدف واحد، والى الفشل في إدارة الإنسان والمال والإعلام ، والفشل في كشف زيف الأساطير التي قامت عليها دولة الكيان الصهيوني على ارض مسروقة من الشعب الفلسطيني ، وخاصة أسطورة الوعد ، وأسطورة شعب الله المختار ، وأسطورة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ، وأسطورة الصحراء ، وأسطورة الحق الديني ، وأسطورة الحق التاريخي ، والفشل في تقديم رواية فلسطينية واحدة ، والفشل قي بناء قوة عسكرية واحدة ونظرية عسكرية واحدة لأن العالم لا يفهم إلا منطق القوة وكلما كانت القوة اكبر كان فهمه أعمق ، والى الفشل في معركة تحقيق الوجود لأن معركة تحقيق الوجود تأتي قبل معركة تحرير الوجود ، والى عدم وجود منسوب وعي كامل في مفهوم العلاقة مع الدول العربية ، لأن ليس كل الدول العربية يمكن أن تقف على نفس الأرضية مع القضية الفلسطينية ، ولذلك كان يجب على القيادة الفلسطينية أن تدرك حدود ومساحة كل دور لكل دولة عربية حسب منسوب الوعي لكل دولة في مفهوم القومية العربية ، وفي مفهوم الأمن القومي العربي ، وفي مفهوم العلاقة التاريخية والحضارية في الاتجاهين الايجابي والسلبي مع فلسطين وهل فلسطين وسيلة أم غاية ، والفشل في تقديم نموذج حضاري للمناضل الفلسطيني لأن المناضل معلم يحمل سلاح ، والفشل في مخاطبة الرأي العام العالمي كل باللغة التي تروق له ، والفشل في إعادة هيكلة منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية بنائيا وتنظيميا ، وذلك بالإضافة إلى خروج قوات الثورة الفلسطينية من الأرض الفلسطينية بعد نكسة حزيران إلى الأردن حتى تصبح الثورة ثورة زاحفة من الخارج إلى الداخل ، وحرب أيلول في عمان وحرب جرش في الشمال الأردني ، والبرنامج المرحلي ( برنامج النقاط العشر) والحرب الأهلية اللبنانية ، وحرب الليطاني واحتلال الشريط الحدودي وقيام دولة لبنان الجنوبي ، والاجتياح وخروج قوات الثورة الفلسطينية من بيروت والجنوب اللبناني ، وحرب طرابلس وخروج قوات الثورة الفلسطينية من الشمال اللبناني ، وانتشار قوات الثورة الفلسطينية قي الوطن العربي وعلى بعد ألاف الكيلومترات من حدود فلسطين ، والشهداء والجرحى والأسرى ، والقرار المستقل والممثل الشرعي الوحيد وإعلان الاستقلال ومدريد وأوسلو والسلطة والانقسام . كل ذلك ولم تفكر القيادة الفلسطينية في تشكيل لجنة وطنية لمراجعة التاريخ السياسي للحركة الوطنية الفلسطينية ، ولكن وعلى العكس كانت القيادة وفي كل مرحلة من هذه المراحل تدعى الانتصار ، وتتغني بالصبر والصمود ، وحرب التحرير، والشمعة في نهاية النفق ، ولن يكتمل حلمنا إلا بك يا قدس ، ويا جبل ما يهزك ريح ، وسنغافورة ، والدولة على مرمى حجر ، وشعب الجبارين ، والرقم الصعب ، وأول الرصاص ، وأول الحجارة ، وأطول حرب عربية مع الكيان الصهيوني ، وأطول انتفاضة ، واكبر سدر كنافة في العالم ، واكبر سدر مفتول في العالم ، واكبر صينية قش في العالم ، واكبر سدر تبوله في العالم ، وقيادة تاريخية تمتلك كل الإمكانيات في الانتقال من هزيمة إلى هزيمة ، ولكن دون السقوط في الهزيمة ، والانتقال من فشل إلى فشل ، ولكن دون السقوط في الفشل ، ولكن وفي النهاية وفي كلمة جامعة لمحتواها ومانعة لكل ما سواها ، لن تكون بعد اليوم ملكا لكم ، ولن تكونوا بعد اليوم ستارا على عقولنا ، ولن تكونوا بعد اليوم حجابا على عيوننا ، ولن تكونوا بعد اليوم سدادا من الشمع في أذاننا ، ولن نكون بعد اليوم أدوات لتنفيذ خططكم ، ولن تخدعونا بعد اليوم برش السكر على الموت ، والغرغرينا لا تعالج بالعطر ولكن تعالج بالبتر ، والمهزوم لا يجب ام يكون موجودا حتى يبررهزيمته ، والفاشل لا يجب ان يكون موجودا حتى يبرر فشله .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.