طيرا الحنفي كاتب مغربي ومحام خلال مقالة الهوية السياسية وتطوريتها ,عرجت سريعا على الفصائلية والطائفية كحقيقة للهوية الاسيوية عموما, والشرق اوسطية خصوصا اليوم ساتوقف على التاصيل الجيني للهوية الطائفية ,كحقيقة انسية عرفها التاريخ السياسي البشري ,حيث برزت خلال مرحلة امارات الطوائف الاندلسية اما مرحلة ملوك الطوائف لاحقا فسوف نبسطها كمااوردها لسان الدين ابن الخطيب في نفاضة الجراب ,وربما منذ تلك المرحلة التي ارخ لها لسان الدين تغيرت علاقة المنطقة المغاربية بالمشرق العربي وولت وجهها تجاه اوروبا الايبيرية اولا وبعد ذلك الافروانجلوفونية ثانيا ,اعض على هذا لان الدراسات الاندلسية اصبحت محط اهتمام العديد من المجلات المتخصصة وبالاخص المنير الرائع شباب مصر الطائفية السياسية اوالامركزية الجهوية بتعبير دستورانيي العصر الراهن ,هي معطى سياسي ارغم علم السياسة المعاصر كعلم السلطةاو واخير وعلم الدولة واليبروقراطية ثانيا ,قلت ارغمته على التعاطي معها كتعاطي الدستوراني مع الامركزية والجهوية والاتمركز الاداري واقع استقلال الامارات السياسية عن مركزية الخلافة, سواء كانت عباسية او فاطمية, هو واقع سياسي فرض نفسه على البحث السياسي ,صحيح ان امارات الاندلس طويت بعد تكريس دولة مركزية مرابطية تابعة لخلافة بغداد,والكيان الدولتي بالنسبة لعلم السياسة محض عارض لان واقع مجتمعات السلطة نما ونضج منذ سبا وصنهاج وغيرهم بالمنطقة ,وكل ما في الامر مع المرابطين انهم ضبطوا قواعد التصاهر والزواج لان الناس اطلقت الحبل على الغارب ,ومع الاصلاحات الياسينية لعبدالله ابن ياسين ,فهو ايضا كان فقيه التزوج بالنية والتطليق بالنية ايضا في الكثير من اسفاره وفق مرونة الشرع الرحيب خلال الدولة المرابطية ارتبطت الخلافة ببغداد ,وعند الدولة الموحدية كانت خلافية بامارة مؤمنين مستقلة عن حاضرة المشرق ,لاننا راينا في مقالة المعتمد ان الصراع بين العبوديين التشفينيين والعباديين النعمانيين , ستتجلى مظاهره لاحقا ابان عهد الملك الناصر بمصر حيث اقام خلافة دمجت الكنانة والشام ,اما العراق فقد كانت شاهنشاهية عرفت الاندلس في القرن الخامس الهجري عدة طوائف ,حيث هناك في اشبيلية بنوعباد ,وفي قرطبة بني جهور ,وفي مالقة بني حمود ,وفي غرناطة بنو زيري ,وفي قرمونة بني برزال,وفي سرقسطة بني هود ,وفي طليطلة بني ذي النون ,وفي السهلة بني رزين ,وفي الفنت بني قاسم ,وبلنسية لها امرائها ,وفي الميرية بني صمادح ,وفي بطليوس بني الافطس ,وفي شلب بنومرين واقوام اندلس المرحلة الاسلامي هي مزيج فرق عرب الشرق, وامازيغ شمال افريقيا المهاجرين الكثروالذين مكثوا هناك مع العرب ثمانية قرون مرحلة الطوائف هذه شكلت لحظة عميقة في تاريخ البحث السياسي ,واشعار مرحلتها اشبه ماتكون بكتابات مدرسة فرانكفورت ابان مرحلة الاضطهاد النازي ,فاذا حظيت كتابات مدرسة فرانكفورت ا والمعهد الاجتماعي الالماني باهمية بالغة ,لانها ارخت لمرحلة مابين الحربين العالميتين ,حيث عرفت تلك المرحلة بافول الدول المركزية الاستعمارية, فانتعشت الانتماءات الهوياتية المتنوعة جغرافيا ,و انسيا حتى اطلق الادباء على تلك المرحلة ,مرحلة جيل الضياع ,لكن شبابها جد واثقين من تواترية الاشراق الشمسي,فرغم طموح عساكر الغرب اوروبيين وامريكيين ,لكن اثرجبل هوليود الامريكي وجبالته من خلال الانجازات السينيماتوغرافية فاقت كل التوقعات ,لحد ان شارلي المدعي العام في شهرزاد عند توفيق الحكيم ,هاجر من لندن الى امريكا ,على غرار هجرة روائيين كثرا اخرين بفرنسا كسارتر وغيره ,وباجمال كانت هوليود حياة الناس الثانية بعد حياة الحرب واهتماماتها الترابية والنفوذية الاندلس الاسلامية خلال انحلال دولة الامويين, وقبل بروز الدولة المركزية البديلة اي المرابطية وامتداداتها التاريخية , شهدت لحظة طائفية تفجر فيها التنوع وفق الامارات السالفة الذكر ,وبطبيعة الحال سيتبعها تاريخ من ونوع خاص,هو تاريخ الاحتفاء بالمدن والتعلق بها ,ورثائها كما يرثى الادميين,او توبيخها كما فعل ابن شهيد مع معشوقته قرطبة المهم ان دروس الاندلس فيها مواعظ المركزية في عز جبروتها مع عبدالرحمان الداخل وابنائه, كما الطائفية في عز انحلال المركزية, وابرز نموذج لها هو اشعار وكتابات ابن حزم الوزير في كتابه طوق الحمامة قبل محنة ابن رشد الحفيد مع دولة عبدالمومن المركزية بمراكش ,عرفت الاندلس ماسمي بمحنة ابي المخشى الشاعر مع الدولة المركزية الاموية ,واساسا زمن عبدالرحمان الداخل, حيث صراع السلطة الخفي قائم بين ابنيه سليمان وهشام,وابي المخشى بطيبوبة الشاعر غير الحدق خص بمدحه الامير سليمان دون هشام, فحقد عليه اتباعه وسملوا عيناه على طريقة السلطان قاهر التركي ,وشلوا لسانه ,فانشد في ماساته مع ويلات الحكم المركزي ما يلي خضعت ام بناتي للعدا***اذ قضى الله بامر فمضى ورات ضريرا اعمى انما ***مشيه في الارض لمس بالعصا الى ان يقول واذا نال العمى ذا بصر***كان حيا مثل ميت قد ثوى وقد اورد الدكتور عبدالمجيد عابدين في كتابه نماذج من الشعر الاندلسي ,ان قول الشاعر (مشيه في الارض لمس بالعصا) **توحي بحالة المتحسس للطريق,غير المطمئن الى مواطئ الارض التي يمشي عليها,اما شاعرنا فيعتمد على عصاه لمسا وتحسسا ,وفي قوله (لمس بالعصا)ايحاء بان صحيح البدن يعتمد في مشيه على قدميه ,اما شاعرنا فهو يوحي بان قدميه لاقيمة لهما مع فقد حاسة الارشاد المسيري ,وكان القدر قد سلبه قدميه حينما سلبه نور عينيه,فاللمس بالعصا شانه شان المقعد او مبتور الساقين** حين سقوط نظام بني امية وحلول ما يسمى تاريخيا ببني حمود الامازيغ الطالبيين ,هكذا سماهم ابن حزم , دولة البربر بقرطبة, بالدولة الطالبية كتاب طوق الحمامة لابن حزم, كله تاسي بالعشق وذكر الحب لفقد مجد قرطبة ,وحلول دولة الطالبيين محل بني امية ووزرائهم بني جهور الامويين ,المنتهين لجدهم الاعلى زيد بن معاوية ,لذلك نجد مرحلة الطوائف افرزت خارج الشيعة والسنة والخوارج, المذهب الظاهري لابن حزم الفقيه الشاعر الوزير ,ولولا لحظة انفلات الدولة المركزية ماسمح الظرف بظهور فرقة ظاهرية رابعة ,مع استباحته القياس في الحب كشاعر, وفق ما اورده في مصدره السالف الذكر ابن حزم في طوق الحمامة, يرفض التخفي تحت مستعار ,بل يعلن جهارا ان باب الاذاعة ناسخ لباب السرية فيا اصحابنا قولوا ***فان الراي مشترك الى كم ذا اكاتمه***وما لي عنه مترك وعن دخول الطالبيين قرطبة يقول ابن حزم ***انا ادركت سعيد بن المنذر بن سعيد ,صاحب الصلاة في جامع قرطبة ايام الحكم المستنصر بالله ,قتله البربر يوم دخولهم قرطبة عنوة ,وانتهابهم اياها ,واخوه حكم راس المعتزلة بالاندلس وكبيرهم,واستاذهم ومتكلمهم وناسكهم,وهو مع ذلك شاعر طيب وفقيه,واخوه عبدالمالك بن المنذر اتهم بالمدهب المعتزلي وصلبه المنصور بن ابي عامر, اتهمه مع مجموعة من الفقهاء والقضاة بقرطبة بانهم يبايعون سرا لعبدالرحمان بن عبيد الله ,فقتل عبدالرحمان وصلب عبدالمالك بن منذر ,وبدد شمل جميع من اتهم** وظل ابن حزم وفيا لروح الخليفة عثمان جامع شمل بني امية,وحين اشتد به الكرب من الدخول والخروج من قرطبة اشاد قائلا كان زماني عبشمي يخالني***اعنت على عثمان اهل التشيع فهنا احالة على محنة بني امية ابان ازمة محاصرة العامة ,بيت الخليفة الراشدي عثمان اربعين يوما, وما تلاها من فتن كبرى وصغرى فتتت شمل ومركزية دولة مضر ,وانتقلت لمركز الكوفة العلوية , وبعدها بغدادالعباسية, فالاندلس الزبيرية الاموية, وفاس وهلم فتقا,الى ان تصل اعماق السان لورون بالكندا ,وهو رمز عالم اليوم ,عالم الفرونكوفون البائسين والانجلوفون الميسورين ,وهذا كان نتاج نفوذ حروب المكسيك والكندا ومحور, وحلفاء ذلك الزمان الحالة السيكولوجية لتقلب احوال وزراء السلطة بعد دهاب دولتهم ,عرضها ابن حزم في طوق الحمامة في قوله = بذلت لي الاعراض والدهر مقبل ***وتبذل لي الاقبال والدهر معرض وتبسطني اذ ليس ينفع بسطكم***فهلا ابحت البسط اذ كنت تقبض|؟ ويحكي ابن حزم ايضا على لسان من استخبرهم عن دورهم ببلاط مغيث قرطبة فاخبروه بما يلي ***قد امحت رسومها,وطمست اعلامها,وخفيت معاهدها,وفيافي موحشة بعد الانس, وخرائب منقطعة بعد الانس,وشعابا مفزعة بعد الامن ,وماوى للذئاب,ومعازف للغيلان,وملاعب للجان,ومكا من للوحوش,بعد رجال كالليوث,وخرائد كالدمى ,تفيض لديهم النعم الفاشية,تبدد شملهم فصاروا في البلاد ايادي سبا,فكان تلك المحاريب المنمقة ,والمقاصير المزينة,التي كانت تشرق اشراق الشمس,وليجلو حسن منظرها,حين شملها الخراب,وعمها الهدم,كافواه السباع فارغة,تؤذن بفناء الدنيا,وتريك عواقب اهلها ,وتخبرك عما يصير اليه كل من تراه قائما فيها***فالايام دول , والدنيا كما قال سامي البارودي دولاب فهاهو ابن حزم يحكي عن عز بذخ بني امية ,وهو يلعب لعبة الاختباء ايام الصبا قائلا =***كان في دارنا لبعض ما يصطنع له في دور الرؤساء,تجمع فيها من يخف موضعه ويلطف محله,اذكر اني انس بالدنو ,حتى علمت ان قيافة النساء فيمن يميل اليهن, انفذ من قيافة مدلج في الاثار,فلايسمع غير التغني بابيات العباس بن الاحنف , الى ان تقول مطربته منها فالوجه جوهرة, والجسم عبهرة***والريح عنبرة, والكل من نور كانها حين تخطو في مجاسدها***تخطو على البيض او حد القوارير فماكان من ابن حزم الا ان غار على عباس ابن الاحنف, فرد قائلا وقد غنيت للعباس شعرا***فهنيئا ذا لعباس هنيا فلو يلقاك عباس لاضحى ***لفوز قاليا, وبكم شجيا يواصل ابن حزم مالات هذه الذكرى بعد عشر سنوات من دهاب دولتهم ,وتعويض الطالبيين لهم,والتقى ناشدة اشعار العباس ابن الاحنف ثانية, فوصف الوضع قائلا = *** ضرب الدهر ضرباته,واجلينا عن منازلنا,وتغلب علينا جند البربرفخرجت عن قرطبة سنة اربع واربعمائة للهجرة ,وغابت عن بصري عدة اعواماي قرطبة ,ثم دخلت قرطبة في شوال اربعمائة وتسعة ,فنزلت على بعض نسائنا فرايتها هناك, وماكدت اميزها حتى قيل لي فلانة,وقد تغيرت اكثر محاسنها,ودهبت نضارتها,وفنيت تلك البهجة,وغاض الماء الذي كان يرى كالسيف الصقيل,والمراة الهندية,وذبل ذلك النوار الذي كان يقصد البصر نحوه متنورا,ويرتاد فيه متخيرا,وينصرف عنه متحيرا,فلم يبق الا البعض المنبا عن الكل,والخبر المخبر عن الجميع,وذلك لقلة اهتمامها بنفسها,وعدمها الصيانة التي كانت غذيت بها ايام دولتنا ,انما النساء رياحين متى لم تتعاهد نقصت,وبنية متى لم يهتبل بها استهدمت** ابن حزم فاستخلص من كل هذا ما يلي = فقد راينا فعل الزمان باهله***كفعل الشواظ في حطبه كما استنتج ان شواظ الحطب لايحمله غير محتطبه,فاتعض بان الله رازق البشر عجما وعربا,والعيش عارية مستردة ,وعن هذا يقول اعارتك دنيا مسترد معارها***غضارة عيش سوف يذوي اخضرارها فبعد ان راى ابن حزم تبدل الدنيا والزمان ,رغم انه يوم واحد فقط يشرق من جهة ليغرب في اخرى مهما اختلف شموس الاشراق والغروب ,فقد اقتنع ان اتقاء عيار هذه الام المسماة الدنيا, يكمن في وفائها بر العقوق,والى ذلك يشير بقوله= هي الام خير البر فيها عقوقها***وليس بغير البذل يحمى ذمارها فما نال منها الحظ الا مهينها***وما الهلك الا قربها واعتمارها تهافت فيها طامع بعد طامع***وقد بان للب الذكي اختبارها تطامن لغمر الحادثات ولاتكن***لها ذا اعتمار يجتنبك غمارها واياك ان تغتر منها بما ترى***فقد صح في العقل الجلي عيارها رثاء لايقل عن رثاء قرطبة الاموية ,كما نعاها ابن حزم بن جهور الوزير بقوله قلت يوما لدار قوم تفانوا ***اين سكانك العزاز علينا فاجابت هنا اقاموا قليلا***ثم ساروا ولست اعلم اينا باختصار شديد كانت الطائفية عنوان التصاعي,اي كيل الصاع صاعين ,كسياسة للحكم الربضي الذي يحكي ذلك في بيته= وهل زدت ان وفيتهم صاع قرضهم***فوافوا منايا قدرت ومصارعا كان لابد اذن من التوقف عند سياسة التصاعي الطائفية ,كحقيقة امتدادات السلطة الاوتوقراطية التيوقراطية الاسلامية- الاقلية الدينية-,حتى نستجلي منها حقيقة الزمان واهله ,لنستنتج حكمة الفصول الاربعة, ومغفل بعدها من لايحتسب الدنيا قوس قزح,لان من يتكل على لون واحد ينخدع كثيرا ,صدق الخطيبي حين قوله ***لوكانت كل الالوان حمراء ماذا سيبقى من قوس قزح؟***,فالدنيا افرشت الزمان وجعلت الخليقة حراسه, حرباء تتلون وتدور مع الشمس حيث دارت كما قال ابن حزم البحث السياسي الحرغير المرهون باجندات الانتفاعيات المصلحية, يقف اجلالا لعطية مدرسة فرانكفورت الغربية, ومدرسة الطوائف الاندلسية ,لانها شكلت انفلات تاريخي من مخلبية المركزية الروتينية,فلو انحلت هذه المركزية اغربية او عربية كانت,فان البحث السياسي يعول مجددا على عطيتها الفكرية, التي نامل ان تكون بطبعها الحياتي الواقعي ,شيئ سيذكره التاريخ المتغير, حين العودة مجددا الى ستاتيكيته الروتينية المركزية وصنيعتها الامركزية