الكلمة الطيبة هي التي تجمع الناس علي خصال الخير وتمنع الفتن بين الناس وتؤلف بين القلوب المتخاصمة وتنشر ثقافة المحبة والسلام بينهم وفي ذلك يقول الله تعالى في كتابه الكريم {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [إبراهيم:24-25]. فربما يستهين بعض الناس بالكلمة ولا يدري ما يمكن أن تفعله هذه الكلمة بالإنسان سواء كانت كلمة طيبه أم كلمة خبيثة، فالكلمة الطيبة تصلح بين المتخاصمين، وبالكلمة الخبيثة تهدم البيوت المعموره ولذلك يقول الله تعالى في كتابه الكريم {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [سورة ق الآية 18]. ولذلك يقول سيدنا محمد في الحديث المتفق مع كتاب الله تعالي [ إنَّ الرجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رِضوانِ اللهِ ما كان يظن أن تبلغَ ما بلغتَ، يكتبُ اللهُ تعالى له بها رضوانَه إلى يومِ يلقاه، وإنَّ الرجلَ لَيتكلّمُ بالكلمةِ من سَخَطِ اللهِ ما كان يظنُّ أن تبلغَ ما بلغَتْ، يكتبُ اللهُ له بها سَخَطَه إلى يومِ يَلقَاه] رواه الترمذي وابن ماجه والطبراني. فالكلمة الطيبة أختفت من كثير من الناس علي صفحات الفيسبوك وفي المعاملات وفي كثير من الاماكن التي يعمل بها الناس في المجالات المختلفة وانتشرت منها الكلمات الخبيثة والالفاظ الفاحشة فتجد السب واللعن والتكفير علي صفحات الفيسبوك وتجد من يشتم الناس ويسب الام والاب بكلمات لا يقولها الشيطان نفسه لمجرد الرد علي بعض الاصدقاء بكلمات علي موضوع ما وتصحيحه لهم لوجه الله تجد من هؤلاء الذين يطلقون علي أنفسهم ألقاب ويزكون أنفسهم مع أن الله تعالي يقول في كتابه [فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ] سورة النجم الاية 32. هؤلاء يقومون بسب الناس بأمهاتهم وآبائهم من علي منابر صفحات الفيسبوك ويقولون لهم انتم لستم وطنيين وخائنين لمجرد الاختلاف علي كلمة أو علي رأي في ارتفاع سلعة من السلع او من يطلب مساعدته في عمل عند المسئولين ولم يجد رد منهم أو في انقاذه في مشكلة من مشاكل الصرف الصحي في البيوت القديمة والتي لم يجدد بناء شبكتها منذ 40 سنة وانشئت العمارات الجديدة المخالفة علي شبكات البيوت القديمة فاغرقت أصحاب البيوت القديمة والتي قاموا بانشاء شبكتها علي حسابهم الخاص ولم يقوم اصحاب العمارات الجديدة بتجديد الشبكة القديمة وقاموا بالبناء بجوارها علي أن يتم وضع الصرف الصحي عليها ومن هنا اغرقت المباني القديمة بمياه الصرف الصحي كل ذلك تم بواسطة المسئولين في المحليات والتي افسدت كل شيء علي الناس ومن هنا ضاع حق المستغيثين من اصحاب البيوت القديمة ولم يجدوا من يقف معهم في انقاذهم من أذي الصرف الصحي الذي رد الي بيوتهم في الادوار الارضية فاغرقهم ولذلك فكل من يكتب كلمة خير لصالح الوطن والناس لانقاذ الناس مما هم فيه يكون خائن عند هؤلاء مع أن هؤلاء لو بحثوا في أنفسهم وتاريخ حياتهم لوجدوا أن هذه الصفات تنطبق علي البعض منهم وليس علي من قاموا بسبهم ولعنهم علي الصفحات هذا بخلاف أن من منهم من نهب الناس في الميراث والاموال وأذي الناس في الجوار وفي العمل وشهد شهادات الزور علي المظلومين وقام بظلم الناس في كثير من مجالات الحياة ووصلوا الي المناصب بالواسطة والمحسوبية وعلي أكتاف الناس البسطاء وعلي حسابهم أيضا والان يتكلمون ويشتمون الناس المحترمة بقاموس الكلمات القبيحة ليخفوا ما فيهم من عيوب وظلم وافتراء وأكل حقوق الناس بالباطل ويتظاهرون بأنهم صالحون مع انهم منافقون وينافقون لكل من يساعدهم للوصول إلي أهدافهم الغير طيبة وبعد الوصول تنكشف حقيقتهم التي كانت مختفية عند بعض الناس التي انخدعت فيهم وكانت تظن فيهم خيرا. ولذلك نقول لهم هل صفحات الفيسبوك أنشئت من اجل ذلك ؟ وهل صفحات الفيسبوك انشئت لنشر الحقد والكراهية وسب ولعن الناس هل الله تعالي امركم بذلك؟ وهل صفحات الفيسبوك أنشئت لهذه الخصال الغير سوية أم لتنوير الناس بالثقافة الحميدة التي تجمعهم علي الحق والخير والبناء والتعمير ونسال أيضا أين الكلمة الطيبة في واقعنا الآن وأين التراحم والتسامح بين الخلائق كل هذا غائب عن ناس كثيرة إلا من رحم ربي تعالي. ولذلك يقول الله تعالي في كتابه الكريم {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء/53]. أي: وقل لعبادي المؤمنين يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب؛ فإنهم إن لم يفعلوا ذلك ألقى الشيطان بينهم العداوة والفساد والخصام. إن الشيطان كان للإنسان عدوًا ظاهر العداوة. فالشيطان حريص على إفساد ذات بيننا، ولذلك قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في الحديث الاتي : [ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمصلون فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» رواه مسلم، ومعناه : أن الشيطان الرجيم أيس أن يعبده أهل جزيرة العرب ، ولكنه سعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والبعضاء والحروب والفتن ونحوها. وقال أيضا صلي الله عليه وسلم [ إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ بَذْلُ السَّلامِ، وَحُسْنُ الْكَلامِ] رواه الطبراني وفي النهاية نقول الكلمة الطيبة تؤلف القلوب وتصلح النفوس وتذهب الحزن وتزيل الغضب وتشعر بالرضا والسعادة وتنشر اتلسامح والحب بين الناس لا سيما إذا رافقتها ابتسامة صادقة وهي كما جاء في الحديث عن سيدنا النبي [[تبسمك في وجه أخيك صدقة] رواه الترمذي والطبراني. فعلينا أن نعود أنفسنا على الكلمة الطيبة في في كل مكان وعند الاختلاف بالآراء مع الغير، نعود أنفسنا على الكلمة الطيبة في برامج التواصل الاجتماعي، فالشيطان حريص دائما على أن يوقع العداوة بين بني آدم ولذلك يجب الحذر منه ولا نجري وراء خطواته يقول تعالي [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ] سورة النور الاية 21 نسأل الله تعالي أن تكون الكلمة الطيبة هي منهاجنا في الحياة وأن تكون لنا عنده امن وأمان وحرز ووقاية من النار. ----------- بقلم/ عبد العزيز فرج عزو كاتب وباحث مصري