للكلمة أهميتها في الإسلام, فهي سلاح خطير, وهي سلاح ذو حدين, فإما أن تؤدي إلي البناء والإعمار, وإما أن تؤدي إلي الهدم والخراب, فإن كانت الكلمة طيبة صادقة أمينة صالحة أدت إلي الخير والبناء, وإن كانت خبيثة كاذبة باطله فاسدة قادت إلي الشر والدمار, ولما كانت الكلمة بهذه الأهمية أرشدنا الإسلام إلي الطريق الصحيح لاستعمالها فيما يعود علينا بالخير في الدنيا والآخرة, فدعانا إلي النطق بالكلمة الطيبة وانتقاء الألفاظ الحسنة التي تدخل السرور علي الناس, فقال الله تعالي:( وقولوا للناس حسنا), البقرة/83]. ولم يكتف الإسلام بالحض علي الالتزام بالكلمة الطيبة, بل نفر ونهي عن الكلمة الخبيثة, وبين أنها تقدح في الإيمان, فعن عبد الله بن عمرو قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده, والمهاجر من هجر ما نهي الله عنه رواه البخاري ومسلم فالكلمة الطيبة انتصار علي الشيطان, قال تعالي:, وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا], الإسراء/53]. أي: وقل لعبادي المؤمنين يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم مع بعضهم البعض الكلام الحسن الطيب, فإنهم إن لم يفعلوا ذلك ألقي الشيطان بينهم العداوة والفساد والخصام, فالشيطان حريص علي إفساد العلاقة فيما بيننا كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب, ولكن في التحريش بينهم رواه مسلم والتحريش: الإفساد بينهم, فمن رد علي أخيه بالكلمة الطيبة فقد أخزي الشيطان. والكلمة الطيبة أسهل الطرق لجني الحسنات, ورفع الدرجات قال صلي الله عليه وسلم: والكلمة الطيبة صدقة متفق عليه فالواجب علي المسلم أن يصون لسانه فلا يخرج منه إلا القول الحسن الطيب للناس جميعا, فكم من كلمة طيبة قربت بين المتباعدين وأصلحت ما بين المتخاصمين وجمعت شمل المتفرقين! وكم من كلمة خبيثة لا يأبه الإنسان بها تؤدي به إلي الذل والتهلكة والشحناء والبغضاء وزيادة العداء! فما أحوجنا إلي التسابق علي القول الحسن والكلمة الطيبة ومراعاة كل منا للآخر, وأن تكون كلماتنا دافئة لا تجرح من يسمعها وأن نعود ألستنا الجميل من القول.