هيجل كان محقاً عندما قال أننا نتعلم من التاريخ أن المرء لا يستطيع أن يتعلم أي شئ من التاريخ " ** جورج برنارد شو هكذا ابدا حديثى بهذه الجمله المشهوره فهى من وجهه نظرى البسيطه خير تعليق على ما يحدث امام ساحة العالم من الصراع الايرانى والاميركى . والتاريخ خير شاهد .. فإذا نظرنا الى الماضى وقرأنا فى التاريخ لنجد ان العداء بين ايران واميركا ليس بجديد وتنوعت الصراعات بينهم السجل المتراكم عبر التاريخ في مواجهات الأمم. العداء بين إيران وأميركا له جذور في التاريخ الحديث، منذ تدخل الولاياتالمتحدة لإحباط ثورة مصدق الإيرانية. بعد ثورة الخميني اندلعت ايضا حرب العداء بين البلدين، باقتحام السفارة الأميركية في طهران واحتجاز موظفيها لمدة ليست قليلة . الاستثنئيات كانت من نصيب إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، الذي حقق انجازا كبيراً عندما اتفق مع دول خمس اتفاقاً بشأن الملف النووي الإيراني سنة 2015، وتم رفع العقوبات الأميركية عن ايران، والتي عاشت تحتها سنوات من المعاناة المالية . الان الوضع اختلف تماما بل زاد حدة بين ايران واميركا بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووى . وتوعد الرئيس الاميركى الحال دونالد ترامب بفرض عقوبات اضافيه وهذا كان واضحا وضوح الشمس منذ الحملة الانتخابيه لترمب وقد اعلن من خلالها رفضه التام والقاطع للاتفاق النووى مع ايران . ولكن الذى زاد الامر تعقيدا هو بعد انسحاب اميركا من الاتفاق النووى نجد حلفاؤها واقفين جنبا الى جنب مع ايران ومستمرين ايضا فى استمرارية هذا الاتفاق النووى . المانيا وفرنسا قد اعلنا موقفهما من الاتفاق النووى حيث ان مستشارة ألمانيا ميركل وبشكل صريح، ولأول مرة، تتحدث عن تعزيز سياستها الدفاعية العسكرية بعيداً عن الولاياتالمتحدة، وتقول للرئيس الإيراني هاتفياً إنها ملتزمة بالاتفاق والتعاون مع إيران. أيضاً، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مع ميركل اختارا الانفصال عن واشنطن متعهدين للنظام في طهران بالمتاجرة معه، ومعلنين رغبتهما في الاستقلال بشكل أكبر عن حليفتهما الدائمة الولاياتالمتحدة. ولكن تبقى العديد من الاسئلة حول هذه حلبة المصارعه ... هل ستنجح دول الاتحاد الاوروبى فى الاتفاق النووى بعد انسحاب اهم شريك لهم ( الولاياتالمتحده الاميركيه) ؟ هل ستصمد ايران وهى تعانى منذ سنوات من ازمه اقتصاديه خانقه امام فرض العقوبات الاميركيه الجديده؟ فى النهايه ايران لم تحتج سوى مزيدا من الردع والقمع لوقف اعمالها الارهابيه وبالتالى العقوبات الاميركيه الاضافيه مع ازمتها الماليه الحاليه سيجعلها اكثر تعجيزا عن قبل .