الدكتور / رمضان حسين الشيخ المشروعات النهضوية للدول لم تكن أحلاماً بلا طموح ورؤية وعمل مستمر لمواجهة التحديات، حيث يقدم لنا التاريخ نماذج بشرية نجحت في انتشال أوطانها من الفقر والعجز والتخلف، والخروج إلى فضاء جديد من بناء الإنسان، وعمارة الأرض، والانفتاح على العالم المتحضّر لحجز موقعها ومكانتها، وتقديم إمكاناتها في صناعة حقيقية للدولة واستدامة مواردها. لنا في الشرق تحديداً تجارب مذهلة؛ ففي ماليزيا كان مهاتير محمد يقف على حقول المالاي ليخرجهم من تقليدية الإنتاج ويرسم لهم طريق التنمية الجديد، من خلال الانفتاح على اقتصاديات العولمة، ونبذ الخلافات، والحفاظ على الهوية، و(دينج هسياو ينج) الأب الروحي للنهضة الصينية يؤسس لمشروع إصلاحي اقتصادي يعتمد على مبدأ الدولة النظيفة، و(لي كوان يو) باني سنغافورة الحديثة يؤسس لمرحلة محاربة الفقر بالعمل وفق رؤية بعيدة عن التزامات الماضي وبيروقراطيته، و(بارك جونغ هي) العسكري الحازم نجح في مشروع كوريا الجنوبية الصناعية. نحن في مصر نقدّم الرئيس عبد الفتاح السيسي قائداً حقيقياً لمشروع النهضة المصرية الجديدة، وعرّاب رؤيتها، وعمود إصلاحها الاقتصادي، حيث يؤسس لمرحلة مختلفة عن كل التجارب السابقة، ويعزز من حضور دولته، وبناء إنسانها، من خلال ثلاثة مسارات عمل مهمة، هي: 1) محاربة التطرف الذي أعاق نهضة الوطن لعقود طويلة، 2) مواجهة الفساد الذي قضى على موارد الدولة وتعثّر مشروعاتها التنموية، 3) تعزيز فرص الاستثمار الذي يجذب رؤوس الأموال للمشاركة وتعظيم الناتج المحلي. المهمة لم تكن سهلة أن يُقنع الرئيس عبد الفتاح السيسي مجتمعه الذي يعاني من اقتصاد ضعيف بهذه المسارات الثلاث، ويتحوّل معها إلى رؤية طموحة، وينفتح أفقياً على اقتصاديات العولمة، ويحافظ على هوية وطنه، ويتخلى تدريجياً عن المفاهيم السائدة منذ زمن، وينطلق بسرعة فائقة نحو بناء مؤسسات الدولة من الداخل على أسس من كفاءة الإنفاق، وتنويع مصادر الدخل، والتنافسية، ودعم القطاع الخاص ليكون منافساً ليس مع الحكومة، ولكن مع اقتصاديات العالم في استثمارات مشتركة تعكس قيمته، وتبرهن على مكانة دولته اقتصادياً. القائد الطموح دائماً في عجلة من أمره، ويريد أن يرى خططه واقعاً، ويواجه التحديات وهو على ثقة أن القادم أجمل، فلا يوجد وقت يضيّعه ونحن نملك الإمكانات البشرية، والقادرة على صناعة الفرص والمستقبل؛ ليكون الكاسب الأخير هو الوطن. نحن كمصريين يهمنا جدا أن تكون مسيرة التغيير وعملية الإصلاح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية، أن تكون بهذه السرعة، والغالبية العظمى من المصريين التي كانت صامتة لوقت طويل، يفرحها بلا شك أن يكون الرئيس السيسي على عجلة من أمره جداً. إن إنجازات الرئيس السيسي في الاعوام الماضية تتفوق على انجازات أي رئيس آخر في تاريخ مصر من حيث الكم والنوع والتوجه، هذا الابن المخلص لوطنه يقوم يومياً بافتتاح مشروعات، ويحاول أن يقدم كل يوم الجديد، ولديه إصرار كبير على إنجاز المشروعات رغم المصاعب الضخمة التى تعاصره. هذا هو الإنسان المصرى، لذلك كان الرئيس عبدالفتاح السيسى عنوانًا للتحدى الذى يعشقه المصريون، فهو، شاء من شاء وأبى من أبى، ذلك القائد الذى خرج بشكل أسطورى ليقود المصريين فى أكبر تحدٍ مرت به مصر عبر تاريخها الحديث، بل أستطيع القول عبر تاريخها كله، لم يكن التحدى الذى حرَّك المصريين معه هو مواجهة ثلة من الإرهابيين، ولكنه التحدى الأكبر الذى يقود فيه الرئيس شعبه ليواجه أكبر منظومة إجرامية فى العالم تقودها دول وتحالفات وجيوش وأجهزة مخابرات تستهدف كلها القضاء على الدولة الوطنية الحديثة فى مصر، ليسهل لها بعد ذلك التهام المنطقة كلها، عرف الشعب المصرى بعمقه الحضارى إرادة التحدي لدى السيسى، وهو شعب يعشق التحدى، ولكن يبقى لنا سؤال لم نصل إلى إجابته بعد، هو لماذا يبرع المصرى وقت التحدى، وترتفع ملكاته وقدراته وقت المواجهة، ويستحضر فى ضميره عند الأزمات صور الزعماء الذين كانوا رموزاً للتحدى؟ ولماذا اعتبر المصريون الرئيس السيسى بطلًا حقيقياً. أن الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يقود الجهاز التنفيذي للدولة المصرية العظيمة، يريد أن يرى مصر في نسختها المحدثة خلال عقدين أو ثلاثة من الآن، يريد أن يرى الحلم متجسدًا أمامه، وأن تتحول معظم الأحلام والأفكار إلى واقع، لذا هو على عجلة من أمره، وهذا يفرحنا، ويؤكد حجم التفاؤل الكبير في دوره التاريخي لإعادة بناء الدولة ورسم النسخة الأحدث من مصر. أجزم أنه ليس الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو الوحيد الذي في عجلة من أمره، بل معظم المصريين إن لم يكن جميعهم اليوم، على عجلة من الأمر للتعويض عن سنوات الركود والفساد، وسيطرة تيار رجال الاعمال والمطبلين على تحويل اقتصاد مصر لحساباتهم الشخصية، الأمر الذي حرمنا فرصاً للحياة والتفوق على محيطنا الإقليمي والدولي أيضا. ً لذا نحن متفائلون جدًا بالحرب على الفساد،، متفائلون بالأحلام والخيال بوطن ولوطن مختلف.. وتحيا مصر بأبنائها المخلصين المحبين لتراب مصر. الدكتور / رمضان حسين الشيخ باحث وكاتب في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة الخبير الدولي في التطوير المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي مصمم منهج فرسان التميز لتغيير فكر قادة المؤسسات [email protected]