غفا الزمان ساعةً و تاه تذكرت حياتنا اسمها و عادت تدب في أوصالها الحياة و من عِقالِها تحللت و أومأَت في رقةٍ لتزرعَ الخيالَ في رؤوسِنا التي تيبَّست أقضَّها تسابقٌ للاّ نهاية في بحثِها وسْطَ الضياعْ عن قيمةٍ ليست تُباع الخيرُ ألفُ آهٍ . . اغتاله الضباع و الحقُّ صار ذكرَى و الجمالُ لوحةً ، تشوَّهَتْ بمشهدِ العُراةِ و الجِياع و الشعر كالقيان يطل من خلف القناع ----- لكنها قد دبَّت الحياةُ في الحياة فأقبلَت لتنثُرَ الأماني تلقَّفتْها بالحنينِِ كفُّ شيخٍ ، و صبيٍ ، و فتاةْ ... الشيخُ عاد يحلُم . . سأرقبُ القطارَ حين يأتي يجتازُ بي غيبوبتي في عالمٍ صخريّ الليلُ فيه يرفض المُضيّ ، يلفُّ كلَّ عمرِنا الشقيّ و الشمسُ لا يغيبُ حرها ، و ضَوؤها عصيّ فالنورُ مثلَ الروح ِ راح ... و إذ وعدنا أنها قد عادت الحياة للحياة فسوف أرقبُ القطار ----- - أما الفتاة ؛ فقد تألقت عيونُها تورَّدت سماؤُها بلون حلمِها و دندنت : لا تبتئس فؤادي فلن يطول الانتظار فهاهو الظلام في انحسار ليولد النهار و يقبل القطار سألتقي حبيبي و نزرع الحياة َحولنا بالحبِّ و النّضار ----- محلقا على جناح حلمه الفتى أحس نشوة الخلاص من صلافة القيود و سطوة الجمود تفاؤلا بومضة الوعود مقبلات من أفقه البعيد ... سأرقب القطار ستلتقي خُطانا فوق دربِ حبِّنا سننشرُ الحنانَ فوق عُشِّنا و نوقِدُ الغدَ السعيدَ بالأمل و نبعثُ الحياة .. في حُلمِنا الموءود ----- لكنه ؛ لم يلتقِِ الصبيُّ و الفتاةْ و الشيخُ تاهْ تغيَّر المَسارْ لأنهُ ... تخلَّف القطارْ فقد صحا الزمانْ و أنكرت حياتُنا أن اسمها الحياة وأنها ، هي التي ألقت على أعتابنا الآمالْ و ليته ... ما كان قد غفا الزمان