ما يحدث الآن فى المشهد السياسى بعد فوز التيارات الاسلامية فى الثلاث مراحل من انتخابات مجلس الشعب ، يذكرنى بمشهد آخر من المسرحية الكوميدية الساخرة " وجهة نظر " للفنان محمد صبحى ، كان المشهد يضم مجموعة من المكفوفين ، أخذوا يجرون هنا و هناك و يتخبطون هنا وهناك ، وعندما سألهم زميلهم " عرفة الشواف " أعمى البصر قوى البصيرة قائلا : فى اية؟ ، رد " الشيخ عبد البارى " بكل ثقة و سخرية: بيتخانقوا ع الكرسى ياسيدى ، وهو جالس عليه ، بينما لم يجد "عرفة الشواف " سوى كرسيا واحدا مفروشا بالمسامير . المسرحية كانت مليئة بالمواقف الغريبة " للشيخ عبد البارى "، التى تصدى لها " عرفة الشواف " . لا أحد يعلم حتى الآن أوجه الشبه و الاختلاف بين فكر " الشيخ عبد البارى " وفكر بعض هؤلاء الاسلاميين ، لكن هذا ما ستكشفه الأيام القادمة ، لا أحد يعلم الى أين ستسير مصر ؟ هل سنصعد الى الدور الثانى حقا ، أم سنظل ماكثين فى الدور الأول واهمين أننا وصلنا للدور الثانى كما فعل " عرفة الشواف " وزملائه ، عندما أراد أن ينتقل من الدور الأول الفقير و الكئيب الى الدور الثانى حيث الحياة الكريمة و الرفاهية . و السؤال الأهم : هل " سنية " ستجرى العملية و ترى النور أم ستظل كفيفة لعدم توافر الامكانات ؟ هل نحن الآن فى يد " مخلص أمين " أم أنه اسم على غير مسمى ؟ و ربما تتحقق مقولة " مسعود " الذى ظل يرددها " مفيش فايدة " و ربما نمد أيدينا لنتسول كما يفعل " خيشة " . و ماذا ستفعل " أبلة نظيرة " هل ستظل كما هى " لا أرى ، لا أسمع ، لا أتكلم " ، أم أنها ستخرج عن صمتها و تثور ؟ وماذا عن الست " بؤس " ، ماذا ستقدم لنا ، هل سترسل لنا المنح و المساعدات و القروض ، أم ستعطينا درسا فى الديمقراطية التى لا تعلم شيئا عنها ؟ كل هذه التساؤلات تشغل عقول الكثيرين ، فبعد أن أطحنا ب " سيد بيه السيد " رئيس مؤسسة الفساد ، هو ومن معه " السبعاوى بيه " الفاسد الذى أخرب المؤسسة ، و " عشماوى " الباطش " الذى يشبه أمن الدولة سابقا ، لا نعلم الى أين تصير الأمور ؟ فى زمن كثر فيه أمثال " الشيخ عبد البارى " و قل فيه أمثال " عرفة الشواف " .................... فتش عن " عرفة الشواف " .