حين التقاء الفكر مع سمو المشاعر تعزف سحب السماء لحنها على أوتار إبداع في عالم فضيلة يشرق به الجود جمال بديع يفتن الوجدان بإكسير حياة يتدفق نقاءه في شرايين النفس الإنسانية .. فتميل بطبيعتها إلى الأقرب .. سموا إلى آفاق حياة فتحت لهما كل سبل الجمال .. والتعبير عن الجمال هو أرقى أنواع الفنون وأكثرها علاء بالأرواح إلى عالم محيطه نقاء أحاط الحس الإنساني مع بكور فكر ارتقى بمشاعر لمست النقاء منثور على ألوان الطبيعة .. متناثر على قطرات ندى ورد أبيض مفروش على ضفاف نهر يجري مَوجه بين صور أسطورة نقاء تموج باحاسيس إنسانية تضوي بالجمال نثرا وشعرا تقدمه وجدان مع باقات الورد الأبيض .. رمز نقاء الجمال .. وحين يفهم الإنسان أن ذلك الجمال وهذا العلاء تراه نفس أخرى دنو قبح يرنو إليها مستتر .. فهنا صدمة قد لا يعى الإنسان حجمها في حينها .. أو لا يدرك أن نازلة من النوازل نزلت بديمومة حيرة ظلت تتأرجح بين قسوة التناكر و بين محاولات الائتلاف حتى يفطن الإنسان أنه قد أصبح نموذج قبح مستنكر مرفوض غير مرغوب فيه قد حظر أمامه جميع طرق التواصل .. ذلك وقت صدمة الإنسان بنازلته الكبرى .. فيولد من مدى الصدمة جسد جديد لعزة النفس .. في عزة النفس الإنسانية تمضي أقدار الحياة بأثارها.. وتبقى الأنفس على ما ألهمت به .. وتدوم الأرواح في اتئلافها .. وتستمر المشاعر تمور بتحركها .. ويظل الجمال جمالا باحاسيس تأتلف مع روح الجمال في صمت صخرة منعزلة وسط ملح يحيطها لطما بمائه .. أو في سكينة حملها سكون غدر البحر .. أو عبر عنه هدير موج غيب مع مغيب شمسه صور أنفس خابت فيها ظنون الائتلاف .. فننظر ونتأمل حكمة ذلك .. لنرى أننا نُنتزع مما هو مباح .. نتجرد حتى من شرعية ميل النفس وأمانيها الإنسانية .. لنعى أن تجردنا له هو .. وندرك أنه هو جمال مطلق لا حد له ولا لحسن إبداعه الحق .. فنتفرد للحق متجردين له من كل شيء.. فإذا ما العقل سها برهة ترى العين أثر الجمال المطلق الحق في قطرات الندى .. ونقاء الورد الأبيض .. باحث إسلامي علاء أبوحقه ..