لا شك فى أن الأمية والجهل تدمران أى مجتمع تدميرا شاملا كاملا .. أذا لم يتم علاجهما فورا و بأستمرار وتكامل لا يعرف التقاعس مطلقا حتى تتمكن الشعوب والحكومات من وقف أنتشار الفساد والظلم والخرافات والشائعات وغير ذلك من الموبقات ... وهذا ما فعلته وتحرص عليه كل الأمم المتقدمة على كوكبنا الأرضى منذ قرون -- والتى كانت قد هدمت مدنها بالكامل وصارت أنقاضا بعد حروب مدمرة نعرفها جميعا وقد عاصرنا بعضها ---- ولم يكن يهمهم الحديث فقط عن حضاراتهم وأمبراطورياتهم التى سادت فى العصور القديمة ثم بادت ... بل وضعوا أمام أعينهم الأمل والتصميم والعمل وكل ما يجعلهم بفضل شعوبهم النهوض من كبوتهم من خلال التعليم والبحث العلمى المستمر والأعتماد على أنفسهم فى كافة المجالات الأجتماعية والأقتصادية والسياسية واضعين الشفافية والواقعية والتخطيط السليم نصب أعينهم – بعيدا عن اليأس والأحباط والفشل ... أن ما تعرضت له شعوبنا فى تاريخها منذ قديم الزمن – كان ولازال من أسباب تأخرنا ووصولنا الى ما نعانى منه حتى الآن بسبب تعدد المعارك وكثرة الحكام من جنسيات مختلفة وأنتشار الفساد والظلم والروتين والجهل والفقر والمرض --- وخاصة من المماليك والعثمانيين والأنجليز لعقود طويلة ... أن أكثر ما كنا نعانى منه كمصريين سادوا العالم بحضارتهم المعروفة لكل البشرية -- هو أن نستقبل البشر من حولنا من كافة دول الجهل والظلام – والذين علمناهم بفضل حضارتنا --- وللأسف لنعرفهم ولنشرح لهم عن آثارنا وحضارتنا --- مقابل بضعة عملات أجنبية -----!! ونحن أصحاب الحضارة أصابتنا عدة فيروسات منها الكسل والتقاعس والخمول واللامبالاة والأستهتار----- و نسينا وتناسينا أن الشىء الوحيد الذى يصنع الشعوب والحضارات هو " العمل " المدعم بالخلق الجيد وبالالتزام وبالصبر وبالتعاليم المتميزة لكافة الأديان والملل ---- وهذا ما نلاحظه الآن من خلال جهود جماعية من الحكومة الرشيدة والمواطنين وكافة المؤسسات والهيئات وبرامج خدمة التعليم والمناهج ومحو الأمية والصحة والبحث العلمى وتشجيع المواهب ... الخ والله الموفق والمستعان نبيل شبكة مستشار ثقافى سابق - المنصورة