قام كثير من التجار في جميع محافظات مصر أيام عيد الفطر المبارك الماضي بعرض كميات كبيرة من أطنان البمب والديناميت والصواريخ والمفرقعات النارية والتي تم بيعها بملايين من الجنيهات للأطفال والشباب والفتيات والكبار ليستخدموها في نشر الضوضاء والعبث واللعب واللهو وأذية الناس في كل مكان وإفساد البيئة وكل ذلك بحجة الفرحة والابتهاج بأيام العيد ولم يعلم أولئك البشر سواء التجار أو المحتفلين بالعيد إن هذه الألعاب والمفرقعات النارية قد أفسدت جو الأعياد منذ لا يقل عن50 سنة ماضية وحتى الآن فهي تقلق المرضي والأصحاء وتزعج النائمين في منازلهم وتسبب الفزع للكبار وللأطفال وتتسبب في انفجار المصابيح الكهربائية التي تضئ الشوارع والطرق في الليل فكثير من الشباب والفتيات والأطفال يقومون بقذف البمب والمفرقعات الاخري علي هذه المصابيح مما يجعلها تسقط علي الأرض فتافيت مما يحول هذه الطرق والشوارع إلي مخلفات من الزجاج المتناثر مما يتسبب في أذية الناس بالإصابات وانفجار إطارات السيارات التي تسير فيها كل هذا وغيره بسبب لعب وعبث الأطفال والشباب والكبار بهذه المفرقعات المؤذية في أحياء وقري متكدسة بالسكان وهؤلاء العابثين لم يفكروا ولو في دقائق مراعاة حقوق الناس والتي لا تحب الإزعاج والضوضاء والقلق والإيذاء أو التي تسير في هذه الشوارع وتضرر من هذه الأشياء المؤذية لها هذا بجانب حدوث المشاجرات والمعارك بين بعض الناس نتيجة معاتبة أولئك اللاعبين والعابثين بهذه الأشياء أيام العيد والنتيجة سقوط ضحايا ومصابين من الجانبين ومحاضر البوليس مسجل بها محاضر وبلاغات وجرائم من هذه المشاكل ورغم كل ذلك لأحد من وسائل إعلامنا المختلفة سواء كانت من صحف ورقية أو قنوات تليفزيونية أو إذاعية أو مساجد أو كنائس أو مجلس شعب قد قامت بالتنبيه علي المواطنين والمشاهدين عن خطورة هذه الألعاب والمفرقعات النارية علي البيئة والصحة العامة وكذلك لا نجد احد من أولياء أمور هؤلاء الأطفال والشباب ينبهم بخطورة هذه الألعاب علي صحتهم وعلي جيرانهم وكذلك علي البيئة التي يعيش غيرهما فيها. وعندما يقوم احد من الناس الناصحين متطوعا بتوجيه النصيحة لبعض أولياء أمور أولئك العابثين واللاعبين ويبين خطورة ذلك الألعاب الضارة والتي تنشر الضوضاء والإزعاج وتسبب الاذي للناس وعلي صحة أولئك الأطفال والشباب العابث ويبين لهم أن الرسول صلي الله عليه وسلم يقول لا ضرر ولا ضرار وان هذه الألعاب تفسد البيئة والهواء وهي نوع من الإسراف والتبذير التي نهي عنها الله تعالي في كتابه الكريم عندما قال ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) سورة الأعراف الآية 31 فالله سبحانه وتعالى يكره المسرفين فقد وصفهم في القرآن الكريم بصفةٍ سيئةٍ جداً؛ حيث قال عنهم بأنّهم إخوان الشياطين قال تعالي ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) سورة الإسراء الآية26و27 وهذا دليل على بشاعة الإسراف، ومن الآثار الاجتماعية السيئة للإسراف أنه يعتبر من الأمور المنافية للأخلاق الكريمة، ويُشكل قدوةً سيئةً للأجيال القادمة، فلا يحافظون على مقدراتهم الشخصية ومقدرات الوطن والعائلة، وهذا كله سبب في تأخر الأمة في التطور والتقدم هذا النهي جاء في حق الإسراف في الطعام والشراب والملبس وغيره فما بالك من يقوم برمي مئات الآلاف من الجنيهات علي الأرض في صور مفرقعات والعاب نارية أيام الأعياد وغيرها من أيام أخري وتسبب الاذي للناس في كل مكان وفي نفس الوقت التي تبذر فيه الأموال علي البمب والألعاب النارية أيام العيد لا يجد الفقير أموال يكمل بها باقي الشهر لقضاء ومطالبه الضرورية من مأكل وشراب ودواء ومواصلات للذهاب لعمله وغيره وكان من الأولي إعطاء هذه الأموال للفقراء المتعففين بدلا من رميها علي الأرض في صور مفرقعات والعاب نارية متناثرة علي الطرق والشوارع بعد استخدامها وكان من الواجب علي ولي أمر أولئك الأطفال أو الشباب عندما يقوم بإعطائهم العيدية أن يوجه لهم النصيحة بعدم شراء هذه الأشياء الضارة علي الصحة والبيئة وتسبب المشاكل بين الناس أيام الأعياد و أن يوجههم علي أن ينفقوها علي شراء المشروبات والمأكولات الطيبة أو علي الألعاب الغير ضارة بهم وعلي الناس وذلك أيضا دون إسراف وتبذير. فيرد ولي الأمر بكلام لا يسمن ولا يغني من جوع وبكل سلبية علي الناصح الأمين بقوله ( يا عم الشيخ أو يا باشا أو يا أستاذ أو يا حاج إحنا في أيام عيد وكل سنة وأنت طيب دع الأطفال والشباب ينفقون العيدية علي البمب والمفرقعات والألعاب النارية وليعلبوا بها وليفرحوا كيفما شاءوا وفر النصيحة لنفسك خالك في حالك وما لكش دعوة بحد ) فيرد الأخ الناصح الأمين علي ولي الأمر الذي لا يحث بمعاناة الناس نتيجة هذه الأفعال العابثة من الأطفال والشباب أيام العيد بالاتي ( أنت سوف تسئل عن أولادك أمام الله يوم القيامة لأنك لم تأمرهم بفعل المعروف وتجنب المنكر الذي يؤذي شعور الناس والبيئة ولو حدثت حوادث نتيجة المشاجرات التي تحدث بين الناس نتيجة الألعاب والمفرقعات النارية التي تؤذي المارة أو سقط موتي فأنت مسئول أمام الله تعالي وأمام القانون الذي لا تخاف منه الآن ولكن عندما تقع المصيبة فلا تبكي إذا مات ابنك في مثل هذه الحوادث والمشاجرات أو سقط ضحايا آخرين في يوم لا ينفع فيه الندم. فيرد ولي الأمر للأخ الناصح المخلص بقوله ( يا عم قول يا باسط ثم يفتح فمه ويضحك هههههه). فيرد الناصح الأمين عليه بقوله ( اللهم يارب قد نصحت هذا لمرضات وجهك الكريم اللهم فاشهد) ثم ينصرف لحال سبيله آسفا علي الناس التي تعيش لنفسها فقط وتعبث في الأرض كيفما شاءت ولا تخاف من خالق البشر ولا من قانون إننا نقول لحكومتنا يجب عليكم منع هذه الألعاب الضارة بالناس في كل أيام السنة وخاصة في أيام الأعياد الخاصة بالمصريين مسلمين ومسيحيين وتمنع من استعملاها في الأفراح بجانب منع استخدام الأسلحة النارية التي تطلق مع الزغاريد ابتهاجا بقدوم العروسين ودخولهم كوشة الفرح فهي قد تسببت هي الأخرى في سقوط كثير من الضحايا في أفراح سابقة سواء كانوا من الجيران أو المدعوين لها وأيضا يجب علي الشرطة منع مشجعي كرة القدم والذين يحضرون معهم مفرقعات نارية أو زجاجات البيرسول ويقومون بإشعالها في المدرجات أثناء اللعب أو أثناء الفرحة بإحراز أهداف المباراة الخاصة بناديهم المتقدم في المباراة أو عند إفساد المباريات ونشر الفزع بين الجماهير في ملعب الكرة أو خارجه فعلي الحكومة والشرطة القبض علي صناعي هذه الأشياء الضارة والتي يقومون بصنعها في مصانع بير السلم ومنع المواد التي يصنعون بها هذا المفرقعات وكذلك محاكمة من يروجها من البائعين في المحلات التجارية أو المتجولين بها في القرى والمدن وتقدميهم للمحاكمة العاجلة وتغليظ القوانين وتطبيقها عليهم لينالوا جزاء ما صانعوه وباعه من تجارة حرام تقلق راحة الناس وتتسبب في سقوط الضحايا والمصابين الأبرياء. ونقول لجميع الناس ولجميع أولياء الأمور في كل مكان أن مئات الآلاف بل والملايين من الجنيهات التي تعطي لكل الأطفال والشباب في الأعياد من كل ولي أمر والذين يختلفون في دفع العيدية أو المصروف لأولادهم فمنهم من يعطي 20 جنيه لابنه كل يوم من أيام العيد ومنهم من يعطي 50 جنيه لابنه أو ابنته ومنهم من يعطي 100 جنيه ومنهم من يعطي 200 أو 300 أو 500 أو 1000 أو 2000أو 5000 وهكذا حسب وضع وميزانية كل ولي أمر أيام الأعياد إن هذه الملايين من الجنيهات التي تعطي للأطفال والشباب في كل أنحاء الجمهورية من الأسر الفقيرة والغنية لشراء البمب والألعاب والمفرقعات النارية وتبذير الأموال بهذا الشكل وغيره من أشكال أخري نقول لكم هذا حرام وتبذير للأموال والله تعالي سوف يسألكم عنها يوم القيامة فالمال أمانة يجب إنفاقه في كل سبل الخير دون تبذير أو إسراف أو يتم جمعه وإنفاقه علي الفقراء المتعففين والذين يعملون ولا يمدون يدهم لأحد ويتقنون في عملهم سواء كانوا موظفين أو عمال شرفاء يحسبهم الناس أغنياء لا يسألون الناس إلحافا وهؤلاء الفقراء المذكورين كثير منهم عليه ديون قد أنفقها علي شراء أدوية لنفسه أو لوالديه المرضي سواء كانت أدوية سكر أو قلب أو كلي أو عمليات جراحية خطيرة وقد كتب علي نفسه شيكات لأصحاب الديون مقابل حق هذه الأدوية والعمليات ومهدد بالسجن والفضيحة أمام الناس لأنه فشل في سداد ما أخذه من ديون من أصحابها أو من عليه دين قد استلفه من الناس لشراء طعام ضروري أو ملبس له أو لأولاده كل ذلك وغيره يجب بحثه والإحساس بأولئك الناس الفقير والشريفة وهؤلاء ليسوا من المتسولين والبلطجية الذين يكنزون الآلاف من الجنيهات والذين أخذوها من الناس بالباطل تحت دعوي أنهم فقراء ومساكين فالمتسولين بلطجية يجب عدم إعطائهم أي صدقة أو مساعدة فهم لا يعملون ولا يريدون أن يعملوا أبدا والتسول عندهم باب للثراء والغني الفاحش. فالخلاصة لو تم جمع هذه الأموال المهدرة علي الألعاب والمفرقعات النارية وغيرها لمن يريد أن يتصدق بها ويتم وضعها في خزينة عند مسئولين أمناء في الدولة ويتم توزيعها بعد ذلك علي الفقراء من الموظفين والعمال المديونين والذين لا تكفهم رواتبهم القليلة عشرة أيام من الشهر التالي هذا بجانب غلاء جميع الأسعار الضرورية في الوقت الحالي وأيضا يجب توزيع بعض هذه الأموال علي الخريجين من المدارس والكليات والذين لا يجدون عمل بعد تخرجهم ويريدون عمل مشروعات تجارية صغيرة تنفعهم وتنشلهم من كابوس البطالة والفقر المدقع لكان خير لهم عند الله تعالي ولأولئك المهدرين لأموالهم فيما لا ينفع فولي أمر كل طفل أو شاب لا ينصح ابنه عند إعطائه هذه العيدية أو المصروف اليومي ولا ينفقها فيما لا يفيد فهم مسئول أمام الله تعالي يوم القيامة . فكثير من أولياء الأمور هم سبب انتشار هذه الألعاب والمفرقعات النارية كل عام وإيذاء الناس ولذلك نقول افعلوا الخير قبل الممات لعلكم تفلحون وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا والله لا يغفل ولا ينام وحافظوا علي أولادكم وذكروهم بالنصيحة الطيبة في كل وقت وحين وحافظوا علي البيئة وصحة الناس فهي أمانة عظمة عليكم في الدنيا والآخرة. ------------- بقلم/ عبد العزيز فرج عزو كاتب وباحث مصري