علت أصوات المفرقعات والألعاب النارية معلنة لأهل الحي قدوم العيد.. وهاهي محلات بيع الحلوى والألعاب قد ازدحمت بالأطفال وذويهم لشراء مستلزمات العيد من كعك وحلويات وما يوزع على الصغار.. استعد الصغار والكبار بتجهيز الثياب الجديدة والأحذية أعزكم الله، وغيرها مما هو جديد ليظهر المرء بأبهى حلة.. وبدأ الجميع يقترحون ويخططون لقضاء يوم العيد وما يليه من أيام بكل أنس وبهجة.. الصغير يقترح ويلح على أبويه لحضور المهرجانات والعروض المسرحية.. والآخر فيرى أنه من الضروري الذهاب للمنتزهات التي يتسنى له فيها ركوب الدراجات النارية.. أما الفتيات فقد اتفقن مع الصديقات للذهاب لمدينة الملاهي والتزلج على الجليد.. هذا هو العيد في مفهوم صغارنا.. وربما الكبار أيضا..متعة وأكل وشرب وترويح عن النفس... وهو أمر طبيعي لا خلاف عليه.. ومن حقهم أيضا الاستمتاع بما احل الله يوم العيد..ولكن ماذا عن المفهوم الحقيقي للعيد؟؟.. ماذا عن شكر الله والثناء عليه على إتمام العبادة؟؟.. وماذا عن زيارة الأقارب وصلة الرحم؟.. وماذا عن تفقد الفقراء والمساكين ومشاركتهم الفرحة؟؟. يجب علينا توعية الأطفال وتعليمهم أهمية وفضل صلاة العيد..وتشجيعهم على أدائها مع التنبيه بآداب الصلاة في المسجد وعدم اللعب وإيذاء المصلين..وتذكيرهم بالاستغفار والتهليل والتكبير والمداومة على شكر الله وحمده. ومن المهم أيضا أن نعلم صغارنا صلة الرحم وزيارة الأقارب والوالدين والسلام عليهما وتهنئتهم بالعيد، ولا بأس من حمل بعض الهدايا التي تؤكد على المحبة وتدخل الفرح في قلوب الآخرين. كما يجب أن يدرك الصغار من خلال تعليمنا لهم أهمية الزكاة والصدقة لما لها من أجر عظيم ودفع للبلاء فنطلب من الأبناء أن يتعاونوا في جمع الصدقات من خلال ما يحصلوا عليه من عيديات فنشارك الفقير فرحته يوم العيد.. كما ينبغي أن ننبه الأطفال على ما يحصل من أمور تخالف السنة وفيها إهدار للمال وإيذاء للآخرين كالألعاب النارية.. فهي متعة لحظية ضررها أكثر من متعتها.. وهناك من اللهو المباح ما يفرح النفس ولا يؤذي الناس..حتى لا نغضب الله عز وجل بأمور نحن في غنى عنها. ومن الجميل أن يتفرغ الآباء ليستمتعوا مع أبنائهم ويتبادلون الفرحة بعمل البرامج والخطط التي تناسبهم من أنشطة ثقافية ورياضية وزيارات وغير ذلك.. وأن يذكروهم دوما بشكر الله وما يستحب فعله من سنن بعد العيد كصيام ستة أيام من شوال .. والمداومة على العبادات كما كان يفعل في رمضان.. تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وكل عام وأنتم بخير.