ارفض كل الآراء التي تحمل العسكري منفردا مسؤولية احداث مجلس الوزراء كما ارفض الآراء التي تتهم المتظاهرون بالمسؤولية الكاملة عن هذه الاحداث . فكلا الفريقين مسؤول عما يجري من احداث مؤسفة يندي لها الجبين وصمت مصر بوصمة العار واساءة لسمعة الثورة كلا الفريقين شركاء في ضياع هيبة الدولة واسقاطها في هوه سحيقة من العنف قد تدخلنا لا قدر الله في حرب اهلية بين مؤيدي ومعارضي كل من الفريقين! كما لم يدخر اعلام المصاطب جهدا بالتعاون مع ابواق الخراب ومحاور الشر (( النشطاء السياسيين سابقا)) في سكب البنزين علي النيران لتزداد اشتعالا . كلا الفريقين يتعامل مع الاخر وكأنهم في مباراة كرة قدم ببطولة للكؤوس كل منهم يريد ان يخرج فائزا حتي وان كان الثمن كرامة وطن ومستقبل شعب متخذين من مصر كرة يلعبون بها و يتقذفونها ويركلونها بأقدامهم ؟!! يريد كل منهم تسجل هدف في شباك الاخر ولا يهم ان كان هدف صحيح جاء بعد محاولات شريفة او هدف جاء من تسلل واضح المهم ان يطلق الحكم صافرته محتسبا للهدف ويتم تتويج الفائز ويهلل له الاعلام والجماهير! ولكن عكس قوانين لعبة كرة القدم يخرج الفريقين مهزومين يجرون أذيال الخيبة وكل فريق يلقي التهم علي الاخر ويبحث عن شماعة لتعليق اخطائه فنجد العسكري والحكومة عقب كل حدث يخرجون بنفس التصريحات ونفس التبريرات و المتظاهرون يحملون العسكري المسؤولية ثم تتحفنا الفضائيات بنفس الوجوه التي اصابتنا بالملل من اصحاب التحليلات المكررة والمعادة و لا يجرؤ اي منهم قول الحقيقة حتي لا يتهم انه ضد الثورة و منحاز للعسكري او مع الثورة وضد العسكري !! فهؤلاء المحللين والصحافيين الذين يأتون خمسا علي مدار اليوم كمواعيد الصلاة فمنهم من تحول من نفاق النظام الي نفاق الثورة والمتظاهرين فيحمل العسكري كامل المسؤولية وفريق اخر يسعي لكسب رضا العسكري فيحمل المتظاهرون المسؤولية .لم نري الا محللين منهجهم اعور وتحليلاتهم تفتقد الي المصدقية والصراحة . كنا نأمل ان يخرج علينا من يحمل الفريقين المسؤولية ويطالب بمحاسبتهم. فكلا الفريقين مخطئ..ولابد ان يتحملا مسؤوليتهما فتبادل الاتهامات والهروب من تحمل المسؤولية لن يزيد الامر الا تعقيدا. العسكري والمتظاهرين شركاء في سلسلة العنف والخراب و إراقة الدماء في الاحداث المفتعلة و المدبره التي اعقبت ثورة يناير والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء ومئات الجرحى. فلولا تباطؤ العسكري في تحقيق مطالب الثورة وتحقيق العدالة لما خرج المتظاهرين . ولولا استفزازات بعض المتظاهرين وسلوكهم الغير لائق اتجاه قوات الامن لما وقعت هذه الاحداث المؤسفة التي اخرجت عناصر الامن عن ضبط النفس وتعاملوا بهذا الاسلوب الهمجي مع المتظاهرين . العسكري يصم اذنه عن المطالب والنداءات و الرغبة في التغير بشكل جذري . والمتظاهرون لا يستوعبون ان التغير لن يأتي فجاءة ولن يحدث بين يوم وليلة ولا يريدون اعطاء الفرصة لمن يريد ان يعمل . ويعدها يتم الرفض او الاعتراض والمطالبة بالاقالة . العسكري يصدر القرارات ويسعي الي تنفيذها متجاهلا الجميع ورغبة القوي السياسية في المشاركة وصنع القرارات و يتعامل بشيئ من التعالى ويتخذ من مدرسة مبارك اسلوب ل ادارة الازمات فلم يطرأ اي تغير علي سياسة الدولة فبعد الثورة ك قبل الثورة نفس الوجوه مستمره في قيادتها. المتظاهرون اتخذ البعض منهم التظاهر مهنة ومن الثورة وسيلة للتكسب وتحقيق الشهرة ومن الاعتراض متعة ومن الرفض اطار ومن السب والتشكيك اسلوب ومن التحريض وسيلة ومن البلطجة اداة. فأصبح التظاهر ادمان والرفض لمجرد الرفض مرض ! العسكري يفتقد الي المرونة في تغير القرارات ان تطلب الوضع ذلك كما يفتقد القدرة علي التعامل مع رجل الشارع العادي ويجهل فنون اللعبة السياسة ويتعامل مع الشعب وكأن هذا الشعب جنود داخل كتيبة ف علي القائد الامر وعلي الجندي السمع والطاعة وتنفيذ الأوامر بدون مناقشة. المتظاهرون يفتقدون الي الحكمة والوعي الثوري والاسلوب المتحضر للتعبير عن المطالب بدون اسفاف او تجريح بدون سب او قذف في ظل استسلام للشائعات والتحريضات وايادي قذرة تستخدمهم وقود لإحراق الوطن العسكري ليسوا جميعا بالشياطين و ليس المتظاهرون جميعا بالملائكة واصحاب حقوق . فمنهم صاحب الحق بالفعل ومنهم من يفعل ذلك حبا في الوطن ورغبة في التغير ... ولكن هناك ايضا الكثير والكثير من اصحاب الاهداف الخبيثة والخطط المشبوهة والاهداف القذرة ! المتظاهرون واحتجاجاتهم المستمرة واختيارهم التوقيت الغير مناسبة ادخل الوطن في حالة من الفوضي والعنف بعد ان استطاعت عناصر مخربة وفاسدة استغلال هذه الاحتجاجات والاعتصامات وتحويلها الي مصادمات مع قوات الشرطة واخري مع قوات الجيش من خلال استفزاز عناصر الامن واطلاق الشائعات والتحريض. قوات الامن تقتل وتسحل وتفتح النيران وتستخدم وسائل القمع والاستبداد ويتعاملون مع المتظاهرون بشكل عشوائي دون التفريق بين صاحب الحق و البلطجي المندس بينهم للتخريب . والمتظاهرون يشاركون بقصد او بدون قصد في احراق هذا الوطن واسقاط المؤسسة العسكرية ومناصبتهم العداء وكأنهم جنود اسرائيليين علي ارض مصرية. إذن المسؤولية مشتركة بين الطرفين ولابد ان يحاسب كل من تسبب في وقوع هذه الاحداث التي ادت الي إراقة الدماء . فجنود الامن امنوا العقاب فأساءوا الادب وتجبروا . والمتظاهرين امنوا ان اعلام المصاطب يقف بجانبهم ويظهرهم بمظهر الضحايا سواء كانوا علي حق او علي باطل ف تحرشوا بالجنود واستفزوا الامن. يجب ان يخضع كل من يحاول احراق هذا الوطن للعقاب وان يفرض القانون هيبته. قوات الامن (( شرطة \ جيش )) غاب عنهم الضمير والمتظاهرون غاب عنهم العقل والحكمة! فشكر لكل من (( المجلس العسكري \ المتظاهرون \ اعلام المصاطب )) علي حسن تعاونهم وجهودهم المخلصة لإفشال الثورة وتدمير الوطن وضياع هيبة الدولة واسقاط المؤسسة العسكرية!!! ولا عزاء لشرفاء هذا الوطن ....حفظ الله مصر ورد كيد الكائدين الي نحورهم. اوعاد الدسوقي كاتبة واعلامية [email protected]