روبيو يحذر من أن الحكومة الانتقالية في سوريا على حافة الانهيار    ترامب يعلن عن رؤيته المقترحة لبرنامج القبة الذهبية للدفاع الصاروخي    موعد نهائي الدوري الأوروبي بين توتنهام ومانشستر يونايتد    جيش الاحتلال يعلن مقتل أحد جنوده في اشتباكات بقطاع غزة    لينك و موعد نتيجة الصف الأول الثانوي الأزهري الترم الثاني 2025 برقم الجلوس    مساعدات عاجلة واستئناف «هدنة غزة».. تفاصيل مكالمة وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الإسرائيلي    أسعار الفراخ اليوم الأربعاء 21-5-2025 بعد الهبوط الجديد.. وبورصة الدواجن الآن    ثلاثي الأهلي يجتاح قائمة الأفضل ب الدوري في تقييم «أبو الدهب».. ومدرب مفاجأة    الخارجية الفلسطينية ترحب بالإجراءات البريطانية ضد ممارسات الاحتلال في الضفة وغزة    مصرع طفلتين غرقا في ترعة بسوهاج    المستشار محمود فوزي: قانون الإجراءات الجنائية اجتهاد وليس كتابا مقدسا.. لا شيء في العالم عليه إجماع    أفضل وصفات طبيعية للتخلص من دهون البطن    آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفى والإعلامى (2)    بسبب المخدرات.. شاب يقتل والده خنقًا ويحرق جثته في بني سويف    الدولار ب49.86 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 21-5-2025    الإيجار القديم.. محمود فوزي: الملاك استردوا استثماراتهم.. الشقة كانت تُباع بألف وتُؤجر ب15 جنيهًا    واقف على باب بيت وبيقرأ قرآن، نجل سليمان عيد يروي قصة حلم شخصين لا يعرفهما عن والده    ملحن آخر أغنيات السندريلا يفجّر مفاجأة عن زواج سعاد حسني وعبدالحليم حافظ سرا    محافظ الدقهلية يشهد حفل تجهيز 100 عروس وعريس (صور)    أسطورة ليفربول: مرموش يمكنه أن يصبح محمد صلاح جديد    «غزل المحلة» يعلن مفاوضات الأهلي مع نجم الفريق    سي إن إن: إسرائيل تستعد لضربة محتملة على المنشآت النووية الإيرانية    طريقة عمل المكرونة بالصلصة، لغداء سريع وخفيف في الحر    ننشر أسماء المصابين في حادث تصادم سيارتين بطريق فايد بالإسماعيلية    هبوط عيار 21 الآن بالمصنعية.. مفاجأة في أسعار الذهب والسبائك اليوم الأربعاء بالصاغة    بعد شهر العسل.. أجواء حافلة بالمشاعر بين أحمد زاهر وابنته ليلى في العرض الخاص ل المشروع X"    عاجل.. الزمالك يرفض تظلم زيزو.. ويوم 4 يونيو سيكون الأخير له داخل النادي    تقدر ب2.5 مليون دولار.. اليوم أولى جلسات الطعن في قضية سرقة مجوهرات زوجة خالد يوسف    رسميًا الآن.. رابط تحميل كراسة شروط حجز شقق الإسكان الاجتماعي الجديدة 2025    ترامب يتهم مساعدي جو بايدن: سرقوا الرئاسة وعرضونا لخطر جسيم    6 إصابات في حريق شقة بالإسكندرية (صور)    52 مليار دولار.. متحدث الحكومة: نسعى للاستفادة من الاستثمارات الصينية الضخمة    الخطيب: سعداء بالشراكة الجديدة والجماهير الداعم الأكبر للأهلي    محافظ الغربية يُجري حركة تغييرات محدودة في قيادات المحليات    مجلس الصحفيين يجتمع اليوم لتشكيل اللجان وهيئة المكتب    تفسير حلم الذهاب للعمرة مع شخص أعرفه    رئيس الجامعة الفرنسية ل"مصراوي": نقدم منحا دراسية للطلاب المصريين تصل إلى 100% (حوار)    المستشار محمود فوزي: لا يمكن تقنين الخلو.. ومقترح ربع قيمة العقار للمستأجر به مشاكل قانونية    حدث في منتصف الليل| الرئيس يتلقى اتصالا من رئيس الوزراء الباكستاني.. ومواجهة ساخنة بين مستريح السيارات وضحاياه    شاب يقتل والده ويشعل النيران في جثته في بني سويف    لميس الحديدي عن أزمة بوسي شلبي وأبناء محمود عبدالعزيز: هناك من عايش الزيجة 20 سنة    اللجنة العربية الإسلامية: نرحب ببيان بريطانيا وفرنسا وكندا لوقف حرب غزة ورفع الحصار    ميكالي يكشف موقفه من تدريب الزمالك    الجمعة 6 يونيو أول أيام العيد فلكيًا.. والإجازة تمتد حتى الاثنين    رابطة الأندية: بيراميدز فرط في فرصة تأجيل مباراته أمام سيراميكا كليوباترا    تحول في الحياة المهنية والمالية.. حظ برج الدلو اليوم 21 مايو    إرهاق مزمن وجوع مستمر.. علامات مقاومة الأنسولين عند النساء    بمكونات سهلة وسريعة.. طريقة عمل الباستا فلورا للشيف نادية السيد    نائبة تطالب بتوصيل الغاز الطبيعي لمنطقة «بحري البلد» بأسيوط    عضو مجلس يتقدم بطلب لتفعيل مكتب الاتصال الخدمي بنقابة الصحفيين (تفاصيل)    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    نص محضر أبناء شريف الدجوي ضد بنات عمتهم منى بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة    «منصة موحدة وكوتا شبابية».. ندوة حزبية تبحث تمكين الشباب وسط تحديات إقليمية ملتهبة    المدرسة الرسمية الدولية بكفر الشيخ تحتفل بتخريج الدفعة الرابعة    هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل؟.. أمين الفتوى يُجيب    تعرف علي موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    وفد صيني يزور مستشفى قصر العيني للتعاون في مشروعات طبية.. صور    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوض المورود .. والتكفير الضمنى .. !
نشر في شباب مصر يوم 12 - 06 - 2017


دكتور / عبد العزيز أبو مندور
هذا هو المقال الثاني للرد على صاحب التكفير الضمنى لنه كفر الأمة كلها عن بكرة أبيها كما زعم تكفيرنا ضمنيا واستثنى نفسه فلم يدخلها معنا لأنه نجى بسبب إنكاره للسنة المطهرة !
وقد سبق لى أن قلت أننى لا أعرف علة ما ، .. ولا سببا ما لهؤلاء الذين ينصحون الناس ظنا منهم أنه منقذهم من ويلات الجحيم وهو أحوج إلى النصح ممن ظن أنهم هالكون .. !
إن تجرؤ أمثال هؤلاء ممن يتمسحون بالقرآن تحت زعم أنهم ( قرآنيون ) وهم من منكرى السنة المطهرة فيتجرؤون على الفتيا دون سلطان آتاهم فيكفر قائلهم كما زعم نصا كل ( من يتصور بأنه سيشرب من حوض مزعوم للرسول فهذا معناه أن كل الأمم السابقة سيصيبها العطش مهما كانوا مؤمنين لأن أنبيائهم ليست لهم أحواض.....)
انظر سوء أدبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنكاره لسنته المطهرة بادعائه أن حوضه صلى الله عليه وسلم حوض مزعوم !
وحجته التافهة أنه طالما ثمة حوض للرسول فإن كل الأمم السابقة سيصيبها العطش ظنا منه أن الأنبياء عليهم السلام لا حوض لهم مورود !
والقرآن يكذبه والأحاديث تسفهه .
قال الله تعالى " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ " ( الكوثر : 1- 3 )
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مالك فى ( الموطأ ) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي ".
وقال صلى الله عليه وسلم فيما خرجه البخاري فى صحيحة من حديث عقبة بن عامر : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال: " إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها "
وفى حديث طويل جاء وصف الحوض فى ( مسند أحمد ) فمما جاء فيه : " ألا إن لي حوضا ما بين ناحيتيه كما بين أيلة إلى مكة ، أو قال صنعاء إلى المدينة ، وإن فيه من الأباريق مثل الكواكب هو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا "
ومن هنا يعلم المسلمون أصل الدعاء .
فهل مازال العمش يطمس بصر وبصيرة العارضحالجي صاحب التكفير الضمني ؟!
هذا عن الكوثر وحوضه صلى الله عليه وسلم .
أما أقوام الأنبياء فلن يموتوا عطشا كما زعم منكر السنة لأن لكل نبي من الأنبياء عليهم السلام له حوضا .
جاء ذلك فى ( جامع السنن ) للترمذي من حديث سمرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لكل نبي حوضا وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة ".
والعجيب أن الخارق فى تطرفه من منكرى السنة المطهرة لا يكتفى بإنكاره بل يصر إصرارا لا مثيل له بين أدعياء العلم على فضح أنفسهم فيلجأ إلى حجة هى لنا لا له لأنها تدعم ما قلناه وتحض مزاعمه .
فقد زعم أن معتقد الناس فى الحوض أيضا به كفرًا ضمنيا لأنه فى زعمه يتعارض مع قول الله تعالى عن حال المؤمنين يوم القيامة قبل دخول الجنة .
ويأت بالآيات فى ذلك دون فهم لما يستشهد به لأنها دليل لنا عليه لا له.
قال عز من قائل : " إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ* لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ* لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ " (الأنبياء : 101- 103 )
واقرأ الآيات مرة أخرى فتعلم إن كنت من أهل الفطرة السليمة والعقل الرشيد فتعلم أن الآيات تحمل البشرى للذين سبقت لهم من الله الحسنى بأنهم مبعدون من النار لا يسمعون حسيسها وهم فى نعيم فى الجنة لهم فيها ما يشتهون .
وأطالبك بأن تقرأ وصف حبيب الرحمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للحوض المورود تجد عجبا لأنه وصف يزيدك وسرورا وبشرى فهو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا .
ولكن – إصراره صاحب التكفير الضمني على التلبيس والتدليس والكذب - ربما جهالة منه - أوقعه فيما لا يقع فيه العميان من العصيان.
ويبدو أن أمثال هؤلاء من المتطرفون فكريا لا يسمعون لغير أنفسهم ، ولا يقرأ ون ، فقد سبق أن رددت عليه بمقال فى ذات السياق بسبب مزاعمه وإنكاره لدعاء المسلمين المشهور وطلبهم من الله تعالى بأن يسقينا جميعا من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم شربة لا نظمأ بعدها أبدا .
والمقال نشرته جريدة شباب مصر وغيرها من الواقع المحترمة ؛ فهو بعنوان ( الشراب الطهور .. وقوله تعالى : " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " ( القلم : 4 )
-----------------------------------
قلت فيه :
من ذاق عرف.
لا يصح توحيد موحد ولا طاعة طائع ولا عبادة عابد ولا نسك حاج أو زاهد ولا صلاة قائم أو راكع وساجد ما لم يحظ بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم فيمتلئ بها قلبه .
وإلا فقل لنا لم قال الحبيب صلى الله عليه وسلم لصاحبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " الآن يا عمر" ؟!
واعلم إن كنت من أرباب القلوب أنه لا يقبل من أحد عملا صالحا ولا فعلا من أفعال البر والخير والاحسان ما لم يدخل صاحبها من باب المحبة المحمدية ؛ وهو ما كشفنا عن بعض أنواره نوره كتاباتنا المتعددة فى سلسلة ( الحقيقة المحمدية ) مثل ( نشأة العالم وأول خلق الله ) و( الاصطفاء والاجتباء وأنوار الأنبياء ) و( الكون كله خريطة محمدية ) و( شارة المحبة المحمدية ).
وليعلم الغافلون لو كانوا يسمعون أو يعقلون أنه ليس كل من أمسك قلما ، أو جلس للوحة الكيبورد كتب وأفصح .
وليس كل من قرأ كتابا أو مقالا علم وعلم .
ولا كل من قرأ فى كتاب الله الكريم فهم وعرف.
ولكن - أعجب العجب أن البعض ممن ينتسبون إلى مهنة المحاماة مازال سادرا فى غيه فينكر السنة المطهرة وينكر على من يؤمن بها لأنها فى زعمه مرويات مكذوبة ؛ مع أن المهنة التى يزعم انتماؤه لها هى مهنة المفروض فيها أنها مهنة شريفة تهدف فى النهاية إلى غاية شريفة وهى الدفاع عن الحق ضد الباطل ؛ إلا أن أمثال هؤلاء ممن يمتهنون مهنة المحاماة خالفوا شرف المهنة فقد انحازوا إلى الباطل وتزيينه فأنكروا السنة المطهرة بحجة واهية بأنهم قرآنيين وهم فى الحقيقة دجالين وجهاليين لا يملون من التهجم على المسلمين عامتهم وخاصتهم من أحباب النبي صلى الله عليه وسلم ، فيتهمونهم بأنهم يعبدون النبي صلى الله عليه وسلم كما يتهمونهم بالشرك لأنهم يؤمنون على دعاء مشايخ المنابر وقلهم : اللهم اسقنا من حوض نبينا محمد شربة لا نظمأ بعدها أبدا .
إن هذا المهووس من المنكرين للسنة المطهرة من أمثال الدكتور / أحمد منصور ممن يزعمون بأنهم قرآنيين وهم فى الحقيقة جهاليون يعتبر هذا الدعاء من أدعية الخبل الفقهي.
هذا ، فلا يتورع من أن يتهم الناس بالشرك طالما يدعون ربهم سبحانه وتعالى بهذا الدعاء أو يؤمنون على دعاء مشايخ المنابر من الخطباء ممن يدعون بهذا الدعاء. : اللهم اسقنا من حوض نبينا محمد شربة لا نظمأ بعدها أبدا.
ولا يكتفى بذلك بل ينعى عليهم تعظيمهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم لأن ذلك فى زعمه ورأيه الفاسد مخالف لحقيقة الإيمان والإخلاص والتوحيد وحجته الباطلة أنه دعاء اصطنعه بشر ويقومون من خلاله بتعظيم بشر وهو النبي محمد.
وأنا أسأل كل من يقرأ مزاعم هذا المحامى المزعوم :
هل سمعتم أيها المسلمون ويا كل عقلاء العالم أشد من هذا الزعم خبلا وإفكا وتلوثا فكريا وفسادا وإفسادا خلقيا وثقافيا وحضاريا ؟!
إنه بغفلته وجهالته يطالب الناس بتصديق أكاذيبه وفهمه السقيم ، فيريد أن يضل الناس بإنكاره وتكذيبه للسنة المطهرة ، وتكبره واستعلائه بنفيه عظمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع أن الله سبحانه وتعالى هو من عظمه !
إنه ظن أن تذرعه بآيات القرآن الكريم تحميه من سطوة الحق فكان استشهاده بالآيات وبالا عليه ودليلا على عقم فهمه وسفاهة عقله .
وأزيدك معرفة بذلك المكذب أن تقرأ تساؤلاته السقيمة ، فيتساءل مستنكرا : فلماذا لا ندعو أن يسقينا الله شرابا طهورا ؟؟.
وهل شربة حوض النبي أفضل من شربة الله الشراب الطهور الوارد بكتاب الله ؟
ويفترى على الناس ويتهمهم بأنهم يتعلقون بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا يتعلقون بالله تعالى ، فيتساءل : لماذا نتعلق بالنبي ولا نتعلق بالله ؟
لا شك أن مثل تلك التساؤلات لا تصدر إلا ممن فسد فكره ، واختل رأيه ، واهتزت نفسه ، وجزع قلبه وصار خواء.
ووأنا أحيلك إلى كتابنا الجديد ( أصنام فى فكر يوسف زيدان ) ففيه الرد الحاسم وبيان موقفنا من زميلنا القديم الدكتور / يوسف زيدان وأمثاله ممن يطعنون فى تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعترفون له بتقديس وخصوصيات مع أن ربنا جل ذكره أعطاه من الهبات والعطايا الربانية وحباه بأنوار وكرامات خصه بها دون سائر خلقه فمن تلك العطايا والهبات نهر ( الكوثر ) .
وما معنى قوله تعالى : " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ " ( الكوثر : 1 )
والكوثر صيغة من الكثرة.
وهو مطلق غير محدود ، يشير إلى عكس المعنى الذي أطلقه هؤلاء السفهاء.
إنا أعطيناك ما هو كثير فائض غزير غير ممنوع ولا مبتور ، فإذا أراد أحد أن يتتبع هذا الكوثر الذي أعطاه الله لنبيه فهو واجده حيثما نظر أو تصور.
كل من شرب منه يوم الموقف سواء كان الشرب قبل الصراط جازه ، أو بعد الصراط فكان له ريا هنيئا من بعد شدة الموقف ومشقة ورهبة المرور على الصراط فنجى من عذاب النار.
جاء فى ( صحيح البخاري ) عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف قلت : ما هذا يا جبريل ؟
قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر"
فهل سأل نفسه المنكر للحديث والسنة المطهرة لم أنكر على الناس دعائهم وتأمينهم على دعاء المشايخ على المنابر بقولهم : اللهم اسقنا من حوض نبينا محمد شربة لا نظمأ بعدها أبدا.
وما الفرق بين الشراب الطهور وبين الشراب من نهر الكوثر وهو فى الحديث من معانيه أنه الحوض المورود ؟
جاء فى ( صحيح مسلم ) عن أنس قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما ، فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟
قال : " أنزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم " إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر " ، ثم قال : " أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم .
قال : " فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير ؛ هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول : " رب إنه من أمتي ، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك."
ولم لا يكون الشراب من نهر الكوثر هو عين الشراب الطهور ؟
وما هو الشراب الطهور إلا أنه شراب مقدس مبارك طيب وكذلك الشراب من نهر الكوثر وهو الحوض فلا يتغير طعمه ولا يتحول ولا يتبدل فيدوم ولا يفنى لأنه من الجنة .
أم أن اعتراض المنكرين لأنه شراب يناوله الله تعالى للمحبين المخلصين بيد حبيبه صلى الله عليه وسلم ؟!
أليس ذلك من المنكرين إن كان يعد تدخلا فى المشيئة وفيما لا يملك ، فإن الله جل ذكره يعطى من يشاء ويسقى من يشاء من أحباب النبي بيد النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بيد من يشاء سبحانه وتعالى من خلقه ؟!
وما المانع إن شاء الله أن تكون يد حبيب الرحمن أقرب من يد غيره من المقربين فيزداد الشراب طيبا ؟!
لقد غفل المحامى وجهل ؛ بل أساء الأدب مع الحبيب المصطفى سيد ولد آدم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم افتراء على الله ورسوله فلم يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو من جعل محبته فى محبة نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ فكلنا نحبه ونعظمه بمحبة الله تعالى له وتعظيمه ؛ فالمحبة بلا تعظيم ناقصة ؛ فلم تقتصر محبته علينا فكل ما فى الكون الأعلى وما فى الكون الأدنى يحبه ويعظمه بمحبة الله تعالى وتعظيمه - إلا الفسقة من الجن والإنس وأمثالهم من البهائم - وهو بعض ما بيناه فى كتابنا ( الكون كله خريطة محمدية ) ، فمن لا يعرف قدر نبي الله وخاتم أنبيائه لا يعرف للمحبة معنى ولم يذق لها طعما .
وليس تكرارا أن أعلمك إن لم تكن تعلم فإن كنت من أرباب القلوب فقد عرفت أنه لا يقبل من أحد مهما علم علما ولا عمل عملا صالحا ولا فعلا من أفعال البر والخير والإحسان ما لم يدخل صاحبه من باب المحبة المحمدية ؛ وهو ما كشفنا عن بعض أنواره فى كتاباتنا المتعددة كما قلت فى سلسلة ( الحقيقة المحمدية ) مثل ( نشأة العالم وأول خلق الله ) و( الاصطفاء والاجتباء وأنوار الأنبياء ) و( الكون كله خريطة محمدية ) و( شارة المحبة المحمدية ).
ولولا أنى أردت بيان عظمة رسولنا الكريم وكرامته عند ربه سبحانه وتعالى ما كنت لأعلق على خزعبلات من لا يعرف قدر من عظمه ربه سبحانه وتعالى سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد خاتم النبيين صاحب الخلق العظيم والمقام المحمود والحوض المورود المبعوث رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا للناس كافة فى الزمان والمكان .
قال له ربه جل فى علاه فى محكم التنزيل : " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " ( القلم : 4 )
فهل نحن من عظمناه من عند أنفسنا ؟
وهل تعظيم الله سبحانه وتعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم خبرا مجردا ؟
هل يقبل العقلاء أن يكون تعظيم حبيب الله وخاصته من بين خلقه ومصطفاه مجرد خبر فلا يطالبنا بتعظيمه ؟!
أم أن تعظيمنا له راجع لمحبة ربه سبحانه وتعالى وتعظيمه له ؟!
وأنا لن أطيل فى ذلك فقد أشرت لكتبى لمن أراد الزيادة والدليل على أننا مطالبين بنص القرآن الكريم والذكر الحكيم بمحبته سيدنا محمد خاتم النبيين وتعظيمه وإلا ما صح توحيد الموحدين ولا صحت لهم طاعة أو عبادة ولا قبل منهم فعل من أعمال البر والإحسان.
وأقول كما قلت فى كتابى الجديد (أصنام فى فكر يوسف زيدان ) : أقول لك بلا تردد أن تعظيم نبينا صلى الله عليه وسلم ليس من عند أنفسنا بل بتعظيم ربنا جل فى علاه لعبده وحبيبه ورسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم ؛ آمرنا بذلك ، فلا تعجب ؛ فالأدلة على ذلك كثيرة نصا من القرآن الكريم وآيات الذكر الحكيم ، فمن ذلك:
1- أننا نهينا بأن نقدم بين يدى الله ورسوله:
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (الحجرات: 1)
وهذا يعنى كما أفهم فيما يعنى التسليم له صلى الله عليه وسلم بكل ما جاء به من قول وعمل نصا بالقرآن الكريم و نصا من السنة المطهرة.
وذلك فى قوله تعالى " فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً " (النساء: 65)
فلا رأى ولا رأى آخر ولا بقبقات ثقافية وإعلامية فارغة ولا هوى إلا ما كان تبعا لما جاء به صلى الله عليه وسلم.
2- ونهينا أن نخاطبه صلى الله عليه وسلم بما نخاطب به بعضنا البعض، فلا ينبغى لنا ولا يجب أن ندعوه باسمه مجردا ؛ بل نتأدب معه فنناديه بما يحب الله له من الأسماء والصفات مثل ( يا أيها النبي ) و ( يا أيها الرسول )؛ فالله جل ذكره وتقدست أسماؤه قال له إذا دعاه "يا أيها النبي"، و " يا أيها الرسول "، فتجد ذلك بمزيد بيان وتفصيل فى كتابنا ( الاصطفاء والاجتباء وأنوار الأنبياء ).
قال تعالى " لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (النور: 63)
3- ونعى الله تعالى موبخا البعض لأنهم تجاوزوا فى تحيتهم لرسول الله بما لم يحيه به الله جل فى علاه.
قال عز وجل " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ " (المجادلة: 8)
وعموما، فمن أراد من الأدلة أوسع من ذلك وأعظم فليقرأ القرآن الكريم والذكر الحكيم .
ألم تقرأ قول ربنا سبحانه وتعالى لعبده وحبيبه ورسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، قال " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
(القلم: 4)
قالت أم المؤمنين عائشة فى معنى الآية لمحدثها : كان خلقه القرآن " .
ولقد تساءلنا:
هل يجوز لنا أو لغيرنا أن نقدس الأشياء من أماكن وأزمان وأشخاص وغير ذلك من خلق الله تعالى من عند أنفسنا ؛ وبلا بينة؟!
وهل صح أن مسلما صادقا قدس شيئا لم يجعله الله سبحانه وتعالى مقدسا ؟
الحق أننا لا نقدس ولا نعظم إلا ما قدسه الله تعالى وعظمه فى كتابه الكريم وما نزل من آيات الذكر الحكيم فى محكم التنزيل ؛ وما صح عن نبينا الكريم رسول الله الصادق الأمين سيدنا وسيد ولد آدم محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
هذا، وما قاله من زعم أن الناس تقدس النبي دون تعظيم الله سبحانه وتعالى إفك افتراه وأعانه عليه مثله آخرون ؛ فقد رددنا ما قاله زميلنا القديم فى محاولاته اليائسة البئيسة لنفي المقدس ورفضه تعظيم المسلمين لنبينا صلى الله عليه وسلم وأنهم يقدسون النبي صلى الله عليه وسلم من عند أنفسهم .
ولا أعرف سببا كما قلت فى كتابى الجديد (أصنام فى فكر يوسف زيدان ) ؛ لا أعرف سببا يدعو إلى قول ما قال ، فليس من بين المسلمين لا من العامة ولا الخاصة من يقدس شيئا سوى الله تعالى فهو جل ذكره وتقدست أسماؤه وحده القدوس كما أنه هو وحده تقدست وتباركت أسماؤه هو من يصطفى من يشاء من خلقه من ملك أو نبي ورسول وما شاء من خلقه، فجعله مقدسا متى شاء فى أى شئ شاء وفى أى وقت شاء.
ولعلك تعلم أن المسلمين ليسوا مثل غيرهم من اليهود والنصارى الذين يقدسون أحبارهم ورهبانهم يعبدونهم؛ فلا تظن أننا نقول أنهم يصلون لهم أو يزكون، ولكنهم - يطيعونهم فى كل شئ؛ لأنهم يحللون لهم ويحرمون مع أن التحليل والتحريم لا يكون إلا لله ورسوله ؛ فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق.
قال عز وجل " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " (التوبة: 31)
أيها الأدعياء المخلطون ما لم تعلموا ارجعوا إلى كتاباتنا ومؤلفاتنا المتعددة متجردين من وساوسكم لعلكم تعلمون.
- وللحديث بقية -
( وعلى الله قصد السبيل )
دكتور / عبد العزيز أبو مندور
كاتب وأديب وباحث فى الفلسفة والتصوف
[email protected]
*****


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.