«التضامن الاجتماعي» تشارك في احتفالية «جهود الدولة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة» بالنيابة الإدارية    الرئيس السيسى: الدولة تبذل جهود ضخمة لتحويل الأراضى الصحراوية إلى زراعية    متحدث الإسكان يكشف شروط وتفاصيل طرح 15 ألف وحدة سكنية    إي اف چي القابضة تحقق أداء تشغيليا قويا بدعم النمو المستمر لكافة قطاعات الأعمال    إيران تدرس المشاركة في جولة مفاوضات جديدة: مطالب أمريكا غير منطقية    استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين إثر قصف الاحتلال في مدينة غزة    مقتل 6 في انفجار حافلة مدرسية ب باكستان.. وإسلام آباد تحمل الهند المسؤولية    وزير الخارجية التركي: لدينا فرصة تاريخية لضمان الاستقرار في سوريا    الكرملين: بوتين زار محطة كورسك للطاقة النووية    بوتين في كورسك.. رمزية استعادة الأرض ودور كوريا الشمالية    «ماردش جميل الزمالك عليه».. نجم الأهلي السابق ينتقد عبدالله السعيد    جلسة مرتقبة من مسؤولي الأهلي للتعاقد مع ثنائي البنك.. إعلامي يكشف    «بنسبة 100%».. شوبير يكشف مفاوضات الأهلي مع مدافع سوبر    أجواء ربيعية.. تفاصيل حالة الطقس وأعلى درجات حرارة متوقعة    ضبط 35 قضية أمن عام خلال 24 ساعة    بقيمة 6 ملايين جنيه.. الأموال العامة تضبط قضايا اتجار في العملات الأجنبية    قوات الحماية المدنية بالفيوم تنجح فى إنقاذ "قطتين" محتجزتين بأحد العقارات    ميدفست مصر يمدد موعد التقديم للمسابقة الرسمية للأفلام القصيرة حتى 30 مايو    «30 مليار جنيه في السنة».. السيسي يتحدث عن «الفرص الضائعة» في مجال الزراعة    لمواليد برج الحمل.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من مايو 2025    فيلم فار ب7 أرواح يحقق 5 آلاف جنيه أمس في شباك التذاكر    رئيس "التأمين الصحي" يعقد اجتماعًا موسعًا لبحث الاستعدادات لعيد الأضحى    «حبة الكرز».. كيف علق جوارديولا على إهدار دي بروين لأسيست مرموش أمام بورنموث؟    صحيفة برازيلية: الأهلي ريال مدريد أفريقيا    محافظ بني سويف يستقبل رئيسة القومي للمرأة لافتتاح وحدة تكافؤ الفرص بالجامعة التكنولوجية    "هندسة بني سويف الأهلية" تنظم زيارة لمركز تدريب محطة إنتاج الكهرباء بالكريمات    تراجع سعر الجنيه الاسترلينى بمنتصف تعاملات اليوم الأربعاء 21-5-2025    أسعار الحديد والأسمنت في السوق المصرية اليوم الأربعاء 21 مايو 2025    مقتل 3 عناصر شديدة الخطورة في تبادل إطلاق النيران مع الشرطة بالدقهلية وقنا    خلال 24 ساعة.. ضبط 49941 مخالفة مرورية متنوعة    قبل أيام من حلوله.. تعرف على أبرز استعدادات السكة الحديد ل عيد الأضحى 2025    شراكة بين "بي تك" و"WE" لتقديم تجربة تسوق ذكية ومتكاملة    رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في الاحتفال السنوي لمدارس السلام ببنها    لقاء موسع ب«القومى للمرأة» حول استراتيجية تمكين المرأة 2030    دوري أبطال إفريقيا.. بعثة بيراميدز تطير إلى جوهانسبرج لمواجهة صن داونز    بعد زواج 26 عاماً.. أحمد السقا يعلن انفصاله عن مها الصغير    وزير الثقافة يستقبل ولي عهد الفجيرة لبحث آليات التعاون الثقافي وصون التراث ويصطحبه في جولة بدار الكتب بباب الخلق    رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: أيام الحج فرصة عظيمة لتجديد أرواح المسلمين.. فيديو    فتاوى الحج.. دليلك في حالة المرض    «خناقة» فى الأهلى؟!    اليوم العالمي للشاي.. قصة اكتشافه وأساطير متعلقة به في الثقافة الصينية    استخراج جسم معدني خطير من جمجمة طفل دون مضاعفات بمستشفى الفيوم الجامعي    محافظ أسيوط يتفقد مدرسة النيل الإعدادية ويكرم المتفوقين رياضيًا – صور    بالصور- محافظ أسيوط ينقل مريضة بسيارته الخاصة لاستكمال علاجها    سعر الفراخ البيضاء يواصل انخفاضه.. أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 21-5-2025 للمستهلك صباحًا    هل يجوز سفر المرأة للحج بدون مَحْرَم؟..الأزهر للفتوى يجيب    تقرير: إسرائيل في أدنى مكانة دولية.. وتسونامي اقتصادي خطير    محمود الخطيب يرد على تساؤلات من أين يأتي الأهلي بأمواله؟    البيدوفيليا؟!    وزير الخارجية الأمريكي: لم نناقش ترحيل الفلسطينيين إلى ليبيا    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    المستشار محمود فوزي: قانون الإجراءات الجنائية اجتهاد وليس كتابا مقدسا.. لا شيء في العالم عليه إجماع    الإيجار القديم.. محمود فوزي: الملاك استردوا استثماراتهم.. الشقة كانت تُباع بألف وتُؤجر ب15 جنيهًا    ملحن آخر أغنيات السندريلا يفجّر مفاجأة عن زواج سعاد حسني وعبدالحليم حافظ سرا    ننشر أسماء المصابين في حادث تصادم سيارتين بطريق فايد بالإسماعيلية    محافظ الغربية يُجري حركة تغييرات محدودة في قيادات المحليات    رئيس الجامعة الفرنسية ل"مصراوي": نقدم منحا دراسية للطلاب المصريين تصل إلى 100% (حوار)    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دكتور / عبد العزيز أبو مندور : الشراب الطهور وقوله تعالى : " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ "
نشر في شباب مصر يوم 12 - 03 - 2017


دكتور / عبد العزيز أبو مندور
من ذاق عرف.
لا يصح توحيد موحد ولا طاعة طائع ولا عبادة عابد ولا نسك حاج أو زاهد ولا صلاة قائم أو راكع وساجد ما لم يحظ بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم فيمتلئ بها قلبه .
وإلا فقل لنا لم قال الحبيب صلى الله عليه وسلم لصاحبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " الآن يا عمر" ؟!
واعلم إن كنت من أرباب القلوب أنه لا يقبل من أحد عملا صالحا ولا فعلا من أفعال البر والخيروالاحسان ما لم يدخل صاحبها من باب المحبة المحمدية ؛ وهو ما كشفنا عن بعض أنواره نوره كتاباتنا المتعددة فى ( الحقيقة المحمدية 00 ) مثل ( نشأة العالم وأول خلق الله ) و( الاصطفاء والاجتباء وأنوار الأنبياء ) و( الكون كله خريطة محمدية ) و( شارة المحبة المحمدية ).
وليعلم الغافلون لو كانوا يسمعون أو يعقلون أنه ليس كل من أمسك قلما ، أو جلس للوحة الكيبورد كتب وأفصح .
وليس كل من قرأ كتابا أو مقالا علم وعلم .
ولا كل من قرأ فى كتاب الله الكريم فهم وعرف.
ولكن - أعجب العجب أن البعض ممن ينتسبون إلى مهنة المحاماة مازال سادرا فى غيه فينكر السنة المطهرة وينكر على من يؤمن بها لأنها فى زعمه مرويات مكذوبة ؛ مع أن المهنة التى يزعم انتماؤه لها هى مهنة المفروض فيها أنها مهنة شريفة تهدف فى النهاية إلى غاية شريفة وهى الدفاع عن الحق ضد الباطل ؛ إلا أن أمثال هؤلاء ممن انحازوا إلى الباطل وتزيينه فأنكروا السنة المطهرة بحجة واهية بأنهم قرآنيين وهم جهاليين لا يملون من التهجم على المسلمين عامتهم وخاصتهم من أحباب النبي صلى الله عليه وسلم ، فيتهمونهم بأنهم يعبدون النبي صلى الله عليه وسلم كما يتهمونهم بالشرك لأنهم يؤمنون على دعاء مشايخ المنابر وقلهم : اللهم اسقنا من حوض نبينا محمد شربة لا نظمأ بعدها أبدا .
إن هذا المهووس من المنكرين للسنة المطهرة من أمثال الدكتور / أحمد منصور ممن يزعمون بأنهم قرآنيين وهم فى الحقيقة جهاليون يعتبر هذا الدعاء من أدعية الخبل الفقهي.
هذا ، فلا يتورع من أن يتهم الناس بالشرك طالما يدعون ربهم سبحانه وتعالى بهذا الدعاء أو يؤمنون على دعاء مشايخ المنابر من الخطباء ممن يدعون بهذا الدعاء. : اللهم اسقنا من حوض نبينا محمد شربة لا نظمأ بعدها أبدا.
ولا يكتفى بذلك بل ينعى عليهم تعظيمهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم لأن ذلك فى زعمه ورأيه الفاسد مخالف لحقيقة الإيمان والاخلاص والتوحيد وحجته الباطلة أنه دعاء اصطنعه بشر ويقومون من خلاله بتعظيم بشر وهو النبي محمد.
وأنا أسأل كل من يقرأ مزاعم هذا المحامى المزعوم :
هل سمعتم أيها المسلمون ويا عقلاء العالم أشد من هذا الزعم خبلا وإفكا وتلوثا فكريا وفسادا وإفسادا خلقيا وثقافيا وحضاريا ؟!
إنه بغفلته وجهالته يطالب الناس بتصديق أكاذيبه وفهمه السقيم ، فيريد أن يضل الناس بانكاره وتكذيبه للسنة المطهرة ، وتكبره واستعلائه بنفيه عظمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع أن الله سبحانه وتعالى هو من عظمه !
إنه ظن أن تذرعه بآيات القرآن الكريم تحميه من سطوة الحق فكان استشهادة بالآيات وبالا عليه ودليلا على عقم فهمه وسفاهة عقله .
وأزيدك معرفة بذلك المكذب أن تقرأ تساؤلاته السقيمة ، فيتساءل مستنكرا : فلماذا لا ندعو أن يسقينا الله شرابا طهورا ؟؟. وهل شربة حوض النبي أفضل من شربة الله الشراب الطهور الوارد بكتاب الله ؟
ويفترى على الناس ويتهمهم بأنهم يتعلقون بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا يتعلقون بالله تعالى ، فيتساءل : لماذا نتعلق بالنبي ولا نتعلق بالله ؟
لا شك أن مثل تلك التساءلات لا تصدر إلا ممن فسد فكره ، واختل رأيه ، واهتزت نفسه ، وجزع قلبه وصار خواء.
وانظر موقفنا ممن يطعنون فى تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعترفون له بتقديس وخصوصيات نورانية أعطاه الله إياها وحباه بها دون سائر خلقه فمن تلك العطايا والهبات نهر ( الكوثر ) .
وما معنى قوله تعالى : " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ " ( الكوثر : 1 )
والكوثر صيغة من الكثرة.
وهو مطلق غير محدود ، يشير إلى عكس المعنى الذي أطلقه هؤلاء السفهاء.
إنا أعطيناك ما هو كثير فائض غزيرغير ممنوع ولا مبتور ، فإذا أراد أحد أن يتتبع هذا الكوثر الذي أعطاه الله لنبيه فهو واجده حيثما نظر أو تصور.
كل من شرب منه يوم الموقف سواء كان الشرب قبل الصراط جازه ، أو بعد الصراط فكان له ريا هنيئا من بعد شدة الموقف ومشقة ورهبة المرور على الصراط فنجى من عذاب النار.
جاء فى ( صحيح البخاري ) عن أنس بن مالك
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف قلت : ما هذا يا جبريل ؟
قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر"
فهل سأل نفسه المنكر للحديث والسنة المطهرة لم أنكر على الناس دعائهم وتأمينهم على دعاء المشايخ على المنابر بقولهم : اللهم اسقنا من حوض نبينا محمد شربة لا نظمأ بعدها أبدا.
وما الفرق بين الشراب الطهور وبين الشراب من نهر الكوثر وهو فى الحديث من معانيه أنه الحوض المورود ؟
جاء فى ( صحيح مسلم ) عن أنس قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما ، فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟
قال : " أنزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم " إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر " ، ثم قال : " أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم .
قال : " فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير ؛ هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول : " رب إنه من أمتي ، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك."
ولم لا يكون الشراب من نهر الكوثر هو عين الشراب الطهور ؟
وما هو الشراب الطهور إلا أنه شراب مقدس مبارك طيب وكذلك الشراب من نهر الكوثر وهو الحوض فلا يتغير طعمه ولا يتحول ولا يتبدل فيدوم ولا يفنى لأنه من الجنة .
أم أن اعتراضه وانكاره لأنه شراب يناوله الله تعالى للمحبين المخلصين بيد حبيبه صلى الله عليه وسلم ؟!
أليس ذلك منه إن ظنه تدخل فى المشيئة وفيما لا يملك فالله جل ذكره يعطى من يشاء ويسقى من يشاء من أحباب النبي بيد النبي صلى الله عليه وسلم أو بيد من يشاء سبحانه وتعالى من خلقه ؟!
وما المانع إن شاء الله أن تكون يد حبيب الرحمن أقرب من يد غيره من المقربين فيزداد الشراب طيبا ؟!
لقد غفل المحامى وجهل ؛ بل أساء الأدب مع الحبيب المصطفى سيد ولد آدم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم افتراء على الله ورسوله فلم يعلم أن أن الله سبحانه وتعالى هو من جعل محبته فى محبة نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ فكلنا نحبه ونعظمه بمحبة الله تعالى له وتعظيمة ؛ فالمحبة بلا تعظيم ناقصة ؛ فلم تقتصر محبته علينا فكل ما فى الكون الأعلى وما فى الكون الأدنى يحبه ويعظمه بمحبة الله تعالى وتعظيمه - إلا الفسقة من الجن والانس وأمثالهم من البهائم - وهو بعض ما بيناه فى كتابنا ( الكون كله خريطة محمدية ) ، فمن لا يعرف قدر نبي الله وخاتم أنبيائه لا يعرف للمحبة معنى ولم يذق لها طعما .
وليس تكرارا أن أعلمك إن لم تكن تعلم فإن كنت من أرباب القلوب فقد عرفت أنه لا يقبل من أحد مهما علم علما ولا عمل عملا صالحا ولا فعلا من أفعال البر والخيروالاحسان ما لم يدخل صاحبه من باب المحبة المحمدية ؛ وهو ما كشفنا عن بعض أنواره فى كتاباتنا المتعددة فى ( الحقيقة المحمدية 00 ) مثل ( نشأة العالم وأول خلق الله ) و( الاصطفاء والاجتباء وأنوار الأنبياء ) و( الكون كله خريطة محمدية ) و( شارة المحبة المحمدية ).
ولولا أنى أردت بيان عظمة رسولنا الكريم وكرامته عند ربه سبحانه وتعالى ما كنت لأعلق على خزعبلات من لا يعرف قدر من عظمه ربه سبحانه وتعالى سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد خاتم النبيين صاحب الخلق العظيم والمقام المحمود والحوض المورود المبعوث رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا للناس كافة فى الزمان والمكان .
قال له ربه جل فى علاه فى محكم التنزيل : " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " ( القلم : 4 )
فهل نحن من عظمناه من عند أنفسنا ؟
وهل تعظيم الله سبحانه وتعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم خبرا ؛ مجرد خبر فلا يطالبنا بتعظيمه ؟
أم أن تعظيمنا له راجع لمحبة ربه سبحانه وتعالى وتعظيمه له ؟!
وأنا لن أطيل فى ذلك فقد أشرت لكتبى لمن أراد الزيادة والدليل على أننا مطالبين بنص القرآن الكريم والذكر الحكيم بمحبته وتعظيمه وإلا ما صح توحيد الموحدين ولا صحت لهم طاعة أو عبادة ولا قبل منهم فعل من أعمال البر والإحسان.
وأقول كما قلت فى كتابى الجديد (أصنام فى فكر يوسف زيدان ) : أقول لك بلا تردد أن تعظيم نبينا صلى الله عليه وسلم ليس من عند أنفسنا بل بتعظيم ربنا جل فى علاه لعبده وحبيبه ورسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم ؛ آمرنا بذلك ، فلا تعجب ؛ فالأدلة على ذلك كثيرة نصا من القرآن الكريم وآيات الذكر الحكيم ، فمن ذلك:
1- أننا نهينا بأن نقدم بين يدى الله ورسوله.
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (الحجرات: 1)
وهذا يعنى كما أفهم فيما يعنى التسليم له صلى الله عليه وسلم بكل ما جاء به من قول وعمل نصا بالقرآن الكريم و نصا من السنة المطهرة.
وذلك فى قوله تعالى " فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً " (النساء: 65)
فلا رأى ولا رأى آخر ولا بقبقات فارغة ولا هوى إلا ما كان تبعا لما جاء به صلى الله عليه وسلم.
2- ونهينا أن نخاطبه صلى الله عليه وسلم بما نخاطب به بعضنا البعض، فلا ينبغى لنا ولا يجب أن ندعوه باسمه مجردا؛ بل نتأدب معه فنناديه بما يحب الله له من الأسماء والصفات مثل (يا أيها النبي) و (يا أيها الرسول)؛ فالله جل ذكره وتقدست أسماؤه قال له إذا دعاه "يا أيها النبي"، و " يا أيها الرسول "، فتجد ذلك بمزيد بيان وتفصيل فى كتابنا (الاصطفاء والاجتباء وأنوار الأنبياء)
قال تعالى " لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (النور: 63)
3- ونعى الله تعالى موبخا البعض لأنهم تجاوزوا فى تحيتهم لرسول الله بما لم يحيه به الله جل فى علاه.
قال عز وجل " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ " (المجادلة: 8)
وعموما، فمن أراد من الأدلة أوسع من ذلك وأعظم فليقرأ القرآن الكريم والذكر الحكيم .
ألم تقرأ قول ربنا سبحانه وتعالى لعبده وحبيبه ورسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، قال " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " (القلم: 4)
قالت أم المؤمنين عائشة فى معنى الآية لمحدثها : كان خلقه القرآن "
ولقد تساءلنا:
هل يجوز لنا أو لغيرنا أن نقدس الأشياء من أماكن وأزمان وأشخاص وغير ذلك من خلق الله تعالى من عند أنفسنا ؛ وبلا بينة ؟!
وهل صح أن مسلما صادقا قدس شيئا لم يجعله الله سبحانه وتعالى مقدسا ؟
الحق أننا لا نقدس ولا نعظم إلا ما قدسه الله تعالى وعظمه فى كتابه الكريم وما نزل من آيات الذكر الحكيم فى محكم التنزيل ؛ وما صح عن نبينا الكريم رسول الله الصادق الأمين سيدنا وسيد ولد آدم محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
هذا، وما قاله من زعم أن الناس تقدس النبي دون تعظيم الله سبحانه وتعالى إفك افتراه وأعانه عليه مثله آخرون ؛ فقد رددنا ما قاله زميلنا القديم فى محاولاته اليائسة البئيسة لنفي المقدس ورفضه تعظيم المسلمين لنبينا صلى الله عليه وسلم وأنهم يقدسون النبي صلى الله عليه وسلم من عند أنفسهم .
ولا أعرف سببا كما قلت فى كتابى الجديد (أصنام فى فكر يوسف زيدان ) ؛ لا أعرف سببا يدعو إلى قول ما قال ، فليس من بين المسلمين لا من العامة ولا الخاصة من يقدس شيئا سوى الله تعالى فهو جل ذكره وتقدست أسماؤه وحده القدوس كما أنه هو وحده تقدست وتباركت أسماؤه هو من يصطفى من يشاء من خلقه من ملك أو نبي ورسول وما شاء من خلقه، فجعله مقدسا متى شاء فى أى شئ شاء وفى أى وقت شاء.
ولعلك تعلم أن المسلمين ليسوا مثل غيرهم من اليهود والنصارى الذين يقدسون أحبارهم ورهبانهم يعبدونهم؛ فلا تظن أننا نقول أنهم يصلون لهم أو يزكون، ولكنهم - يطيعونهم فى كل شئ؛ لأنهم يحللون لهم ويحرمون مع أن التحليل والتحريم لا يكون إلا لله ورسوله؛ فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق.
قال عز وجل " اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " (التوبة: 31)
أيها الأدعياء المخلطون ما لم تعلموا ارجعوا إلى كتاباتنا ومؤلفاتنا المتعددة متجردين من وساوسكم لعلكم تعلمون.
( وعلى الله قصد السبيل )
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.