يتعامل المسيحي مع الله الذي يتصوره بالمفهوم الإنساني ، فعندما يريد أن يوجه رسالته إلى الله على نعمته يقول : نشكر الرب .. لا عيب بذلك ولكن الشكر يكون موجب لشئ معين محدد مقدم لك ، والشكر يكون للإنسان في الأغلب . فلنفهم : " مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79)آل عمران" نعم ، الله يقف على بابك ، فوقوفه يظهرعند تأملك في خلقه ، ومنه نفسك ؛ للتعقل والتفكر ، ويكون بظهوره بقراءة واقع الأمم وطرقهم في التعامل مع الله ، ويكون أيضا بوجود الأنبياء والرسل ، فمتى وقف أنبياء الله ورسلهم على بابك، فالله هو الواقف ؛ لأنه الراسل .. فالله يقف على بابك ، فافتح له الباب ؛ ليأخذك للطريق ، فيأخذك بطرق عديدة لا أن ينزل هو بذاته ؛ فذاته لا يتصورها عقلنا بدار الاختبار – الدنيا – ، ولكننا نتصور تعالميه ونستشعر وجوده بما يريد ظهوره ؛ لنصل إلى ذاته بدار النتائج – الآخرة – . * * * * أما عن المسلم عندما يتوجه إلى الله بقوله : الحمد لله ، (الحمد لله رب العالمين)(الفاتحة: الآية 2) الحمد للذي له الأسماء والصفات الحسنى - الله - ، رب العالمين ؛ فهو السيد المالك المتصرف . أفضل دعاء - الحمد لله - ؛ فهذا هو الفهم لله بالطريقة التي تجعلك تعيش الله ؛ لأن الحمد يكون له فقط ، حتى إن كان مع شئ محدد فقط ، فتحمده ؛ لأن الشئ الواحد يحوي نعم عديدة فهذه هي عقيدة المسلم الذي يعرف عن الله أنه ليس كمثله شي ، وأنه هو الأحد ، وليس الذي يعتقد بأن الله تجسد بإنسان . لاحظ أن الأنبياء والرسل منذ البداية يعلنون لا إله إلا الله، واسم نبي العصر للقوم آنذاك؛ آدم، نوح، وغيرهم مرورا بإبراهيم، إلى موسى وعيسى ومحمد، عليهم جميعا السلام، فكلهم هم والآب (الله) واحد، ولكنهم واحد معه سبحانه في الهدف؛ هو الهداية التي تساعدهم للوصول إلى الحق. لا ضرر عندي قول ؛ نشكر الرب ، ونشكر الله ، والحمد لله ، والحمد للرب .. ما يجب أن نعرفه ؛ هوية عقيدتنا ، والأفكار التي نؤمن بها ؛ حتى لا تقتلنا أو تكون مصدر تشويش نفسي بسبب تقليد الآباء والأجداد في المعتقد .