الوطنية للانتخابات تعلن فوز الشيخ ماضي في دائرة الطور بجنوب سيناء    ننشر أسماء الفائزين بمقاعد مجلس النواب 2025 عن محافظة الشرقية    برلماني: الوطنية للانتخابات وضعت خارطة طريق "العبور الآمن" للدولة المصرية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    رئيس جامعة طنطا يجري جولة تفقدية موسعة لمتابعة سير أعمال الامتحانات    انتخاب محمد السويدي رئيسا لاتحاد الصناعات.. ننشر التشكيل كاملا    محافظ الغربية يتفقد المرحلة الثانية لتطوير كورنيش كفر الزيات بنسبة تنفيذ 60%    محافظ كفر الشيخ: خطة متكاملة لتوفير السلع وضبط الأسواق ب15 مجمعًا استهلاكيًا    الذهب يختتم 2025 بمكاسب تاريخية تفوق 70% واستقرار عالمي خلال عطلات نهاية العام    البورصة تختتم بتراجع جماعي للمؤشرات بضغوط مبيعات المتعاملين الأجانب والعرب    المنيا تنفرد بتطبيق نظام الباركود للمحاصيل الحقلية    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    العربية لحقوق الإنسان: اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على المسيحيين نتيجة للتغافل الدولي ضد الفصل العنصري    «القاهرة الإخبارية»: 5900 طن من المساعدات الغذائية والطبية والبترولية تدخل قطاع غزة    جيش الاحتلال يعلن اغتيال أحد أبرز عناصر وحدة العمليات بفيلق القدس الإيراني    فيديو.. سرب مكون من 8 مقاتلات حربية إسرائيلية يحلق فوق جنوب وشرق لبنان    أشرف حكيمي يدعو كيليان مبابي وديمبيلي لحضور مباراة المغرب ضد مالي    الجيش السوداني يصدّ محاولة اختراق للدعم السريع قرب الحدود مع مصر وقصف جوي يحسم المعركة    تشكيل المصري أمام حرس الحدود في كأس عاصمة مصر    الجزائرى محمد بن خماسة آخر عقبات الإسماعيلى لفتح القيد في يناير    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    لحظة انتشال جثة آخر سيدة عالقة أسفل أنقاض عقار إمبابة المنهار    الأرصاد: سحب ممطرة على السواحل الشمالية والوجه البحري    رفع آثار انقلاب سيارة ربع نقل محملة بالموز وإعادة الحركة بالطريق الزراعي في طوخ    بعد 25 سنة زواج.. حقيقة طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسمياً    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسميًا بعد أكثر من 25 عام زواج    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    حصول مركز طب الأسرة بالعاشر على الاعتماد الدولي لوحدات الرعاية الأولية بالشرقية    ما هو ارتجاع المريء عند الأطفال، وطرق التعامل معه؟    ضبط 19 شركة سياحية بدون ترخيص بتهمة النصب على المواطنين    تأجيل محاكمة رئيس اتحاد السباحة وآخرين بتهمة الإهمال والتسبب في وفاة السباح الطفل يوسف    إيرادات الأفلام.. طلقني يزيح الست من صدارة شباك التذاكر وخريطة رأس السنة يحتل المركز الخامس    وزارة الثقافة تنظم "مهرجان الكريسماس بالعربي" على مسارح دار الأوبرا    مدينة الأبحاث العلمية تفتتح المعرض التمهيدي لطلاب STEM المؤهل للمعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF–2026    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    البابا تواضروس يهنئ الكاثوليك بعيد الميلاد    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    بيان عاجل من الخارجية السعودية بشأن أحداث حضرموت والمهرة في اليمن    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    مصادرة 1000 لتر سولار مجهول المصدر و18 محضرا بحملة تموينية بالشرقية    سيول وثلوج بدءاً من الغد.. منخفض جوى فى طريقه إلى لبنان    الصحة: اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية    المتحدث العسكري: قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أبريل 2026    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    وزير الثقافة: المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا في الأنشطة الداعمة للمواهب والتراث    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب الاستنجاء قبل كل وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بسن قلم تتهاوى وتتحطم أصنام المزيفين
نشر في شباب مصر يوم 24 - 04 - 2017


دكتور / عبد العزيز أبو مندور
اليوم ونحن نحتل بذكرى الإسراء والمعراج هناك البعض من أبناء جلدتنا يحتفلون بإصدارات كتب لهم ليس فقط للتشكيك فى حقيقة الرحلة بل تشكك أيضا فيمن أسري به فى تلك الليلة والمقصود بقوله تعالى: " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " (الإسراء : 1)
صرحت الأية الكريمة بالذى أسرى وهو الله سبحانه وتعالى ، فهو الذى أسرى بعبده ، فهو وحده القادر بقدرة مطلقة لا تحد على أن ينقل عبده - ومن يشاء - من مكان إلى مكان بوسيلة أو بدون وسيلة ، فالله سبحانه وتعالى خالق الوسائل والسنن والأسباب والمسببات سواء كانت مباشرة ، أو غير مباشرة ، معلومة أو غير معلومة ، مادية حسية ، أو معنوية عقلية ، فإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون .
و ذكرت الآية الكريمة المسرى به وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولكنها لم تذكره بالاسم الذى يعرف به بين قومه ، فلم تذكره باسمه محمد صلى الله عليه وسلم ، أو غيره مما يعرفه به الناس ، فقد كان معروفا عند قومه بالصادق الأمين ، بل ذكرته باسمه عند ربه سبحانه وتعالى " بعبده " ، فهو عبد الله ، وهو أشرف أسمائه صلى الله عليه وسلم ، فالعبودية لله سبحانه وتعالى هي المقصودة والغاية من خلق العالم كله من أعلى من العرش إلى الفرش وما تحت الثرى ، فكان هو صلى الله عليه وسلم بذلك الفهم العبد الكلي الذى خلقه ربه سبحانه وتعالى على الكمال الخلقي والخلقي صلى الله عليه وسلم عبدا وإنسانا كاملا فى الزمان والمكان ، فلا يسبق ، وهو ما كشفنا عن بعضه فى كتاباتنا فى الحقيقة المحمدية مثل ( نشأة العالم وأول خلق الله ) و( الاصطفاء ولاجتباء وأنوار الأنبياء) و ( الكون كله خريطة محمدية ) ، وما نحن فى سبيله الآن ولاحقا إن شاء الله تعالى.
لقد ذكرت الآية الكريمة طبيعة الرحلة ، وأنها كانت إسراء ، كما ذكرت وقت الرحلة ، فقد كان الوقت ليلا ، مع أن العرب يفهمون أن الإسراء هو السير ليلا ، ولا يكون إلا كذلك ، فذكرت الوقت مطلقا ، ولم تحدد زمن الرحلة ومدتها ، فلعل ذلك كان معلوما لأهل مكة ، فهم يعرفون المسافة ، فقد كانت لهم رحلتين ، رحلة إلى الشمال فى الصيف إلى بلاد الشام وبيت المقدس بفلسطين ، ورحلة إلى الجنوب فى الشتاء إلى بلاد عدن واليمن السعيدة .
ولما كان من المعروف أن كل رحلة لا بد لها من طرفين ، هما بدايتها ونهايتها ؛ سواء رحلة أرضية أو رحلة فضائية أو سماوية ، فقد صرحت الآية بأن الإسراء رحلة أرضية ، فقد علم المكان المسرى منه ، والمسرى إليه بكل دقة ، فقد تحددت بداية الرحلة ونهايتها تحديدا شديدا لا لبس فيه ولا غموض ، فطرف البداية المسجد الحرام بمكة المكرمة ، وطرف النهاية المسجد الأقصى بالقدس الشريف.
واللطيف أن الآية الكريمة لم تحدد لنا وسيلة الرحلة ، أو نوع الراحلة التى حملته صلى الله عليه وسلم ، كما لم تكشف لنا من هو دليل الرحلة فى الرحلة ، فاكتفت بقوله تعالى" سبحان الذى أسرى " ، فعلم العقلاء أن الله سبحانه وتعالى هو الذى أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا يستساغ أن يسأل أحد بعد ذلك عن الوسيلة أو الكيفية ، فلو شاء أن ينقله من مكان إلى مكان بقوله تعالى " كن " لفعل ، فهو القادر المقتدر ، القوي المتين ، فما كانت الوسائل التى شرعها الله تعالى إلا لنعلم أن الحياة الأرضية والمشي فى مناكبها لا يتحقق جديا إلا باتخاذ الأسباب ، فقد خلقها الله تعالى وسخرها لنا كغيرها من المسخرات ، فلا يقبل شرعا أن يهملها عقلاء البشر، وهو ما أشرنا إليه فى كتابة القادم إن شاء الله باسم ( الريحانة )
قال صلى الله عليه وسلم " أسري بى الليلة "
جاء ذلك فى الحديث الذى رواه الإمام أحمد فى مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وهذا الحديث بالذات مثله مثل الآية الكريمة لم يحدد كيفية الإسراء ، ولا وسيلته ، وإن كان قد حدد محطة النهاية وهو بيت المقدس ، فبداية الإسراء معلومة ضمنا .
ولكن - الأعجب من ذلك أن عدو الله أبو جهل ( اسمه عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله المخزومي ) كان هو أول من مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو فى الحرم بعدما عاد من رحلته مباشرة ، فبدأه بسؤال عادي ، كذلك الذى يسأله الواحد منا لمن يلقاه من معارفه : ( إيه الأخبار 00 ؟ )
قال له : هل من شيء ؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : نعم .
قال : ما هو ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : أسري بي الليلة .
فسأله : إلى أين ؟
قال : إلى بيت المقدس .
قال : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم .
وهنا يظهر دهاء عدو الله ومكره " ومكر أولئك هو يبور " ، فإنه لم يكذبه ، ولم يظهر منه بالطبع أنه يصدقه ، فلم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء ، بل قال له على سبيل الاستدراج - وعدو الله هو المستدرج به لو علم - : أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم بما حدثتنى ؟
قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم .
وكأن عدو الله وقع على صيد ثمين - خاب وخسر - فراح ينادى على قبائل قريش ، حتى اجتمع الناس ، فقال له : حدث قومك بما حدثتنى .
قام عدو الله بالمهمة التى سخر لها - دون أن يدرى - كأحسن ما يؤدى العامل عمله ، فقد سخره الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ليقوم بمهمة جمع الناس وقبائل قريش ، لا لشيء إلا ليشهدهم على النبي صلى الله عليه وسلم كما قام من قبله فرعون بجمع السحرة حتى يثبتوا ويبرهن على أن ما جاء به ليس إلا سحرا فانقلب السحر على الساحر وآمن السحرة كلهم أجمعون ؛ لقد ظن عدو الله أبو جهل أنهم بذلك الفعل لا بد مكذبوه ، فالرحلة بهذا الشكل مستحيلة الحدوث ، فهم أهل تجارة وسفر ، فيعرفون بعد المسافة بين مكة المكرمة والقدس ( إيلياء ) ، فهي تحتاج على ظهور الإبل السريعة شهرا ذهابا وشهرا إيابا ، فكيف يقطعها هو صلى الله عليه وسلم فى بضع ليلة ؟! إن هذا في العقل عجيب !
وإن كان البعض من أبناء جلتنا قد عجز عقله عن قبول فكرة أن يكون افسراء يقظة وبالروح والجسد جميعا وراح يتعالم على الناس أن ذلك كان مناما ؛ فيكون موقفه أدنى من موقف مشركى مكة فهم لم يفهموا من القصة أنها كانت مناما ، ولو فهموا ذلك ما تعجبوا وما استصعبوها فالناس ترى فى النوم ما لا يمكن تصوره عقلا من سباحة تحت الماء وسفر فى الهواء وغير ذلك .
ولو عقل أمثال هؤلاء المبطلون لبحثوا عن من يقدم لهم الحقائق كما يتفهمها العقلاء .
أما عن حقيقة المسرى به فهو كما قلنا ليس إلا عبد الله وحبيبه ومصطفاه من بين خيرة خلقه نبيه ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما كشفنا عنه فى كتابى القادم عن شاء الله ( الريحانة – القدس والأقصى وغاية الإسرا ) ومؤلفاتنا السابقة وبخاصة كتاب ( الاصطفاء والاجتباء وأنوار الأنبياء ) فمن تبين لنا بما لا ريب فيه أن وصف العبودية وإن كان وصفا لجميع الصالحين وبخاصة انبياء الله جميعا عليهم الصلاة والسلام إلا أنه وصف لسيدنا محمد بالأصالة والملك ظاهرا وباطنا شريعة وحقيقة فهو المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم .
ودليلنا بالنص من القرآن الكريم ؛ فقد ذكر نصا اسم ( عبده ) عدد سبع ( 7 ) مرات كلها فى حق محمد صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة فى حق زكريا عليه السلام ، فيقول عز من قائل " سبحان الذى أسرى بعبده ليلا " ( الإسراء : 1 )
وقال تعالى " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا " (الكهف : 1 )
وقال عز من قائل " تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً " (الفرقان : 1 )
وقال تباركت أسماؤه "أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " (الزمر : 36 )
وقال سبحانه وتعالى " فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى "(النجم : 10 )
وقال جل ذكره " هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " (الحديد : 9 )
وقال تعالى فى حق زكريا نبيه ورسوله : " ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا " (مريم : 2 )
أى اذكر يا عبدى وحبيبى يا محمد ما انتن الله به على نبي الله ورسوله زكريا بسبب دعائه وإظاهره الخضوع لله سبحانه وتعالى !
ومن ثم ليس من حق أحد مهما كان أن يشكك فى أن وصف العبودية الذى جاء فى أول ( سورة الإسراء ) فينسبه لأحد آخر من الأنبياء كما لقد زعم زورا وبهتانا زميلنا القديم الدكتور / يوسف زيدان افتراء على الله ورسوله ففى زعم فى كتابه الجديد ( شجون تراثية ) أن آية الإسراء أن المقصود بقوله تعالى " عبده " والذى من أسري به هذه الليلة هو موسى عليه السلام .
ولست أجد للمدلسين سندا .
لقد ذكر اسم موسى عليه السلام صريحا فى غير الغرض الذى تحملة آية الإسراء وكذلك ذكر نوح عليه السلام.
قال عز من قائل: " وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً " (الإسراء : 2 )
أما نوح عليه السلام فقد جاء ذكره لبيان الأصل فى التشريع وذلك فى قوله تعالى: " ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً "
(الإسراء : 3 )
وعموما ، فلا تنتظر من كذاب مدلس أن يقدم دليلا أو حجة وإلا كانت حجج الدجالين والمجادلين بغير حق قد صحت وصدقت ؛ فأنى تكون لمثل هؤلاء المدلسون حجة صادقة ؟!
ومازالت جهة نظر زيدان المتهافتة يرددها طى كتاباته الزائفة والضحلة عن الإسراء والمعراج والمسجد الأقصى فليس له عليها حجة ولا دليل إلا مزاعمه السبهللة بأن ما يتناوله مدعوم بالمصادر التاريخية المعتمدة مع أنه لا يملك من التاريخ معرفة إلا اسمه فكان أن كذب على ( الواقدى ) صاحب كتاب ( المغازى ) وهو ما تحققنا من كذبه عليه بما سبق أن بيناه فى مقال لنا بعنوان ( صاحب المغازى وهذيان الدكتور يوسف زيدان) ؛ ناهيك عن كتاابنا الجديد ( أصنام فى فكر يوسف زيدان )
لقد كشفت عن زيف تلك المزاعم والأكاذيب البالية فى كتابى ( أصنام فى فكر يوسف زيدان) وبخاصة بعد أن اتصلت به تليفونيا حتى يرجع عن تلك التشكيكات والعهلوسات التى لن يجنى من ورائها إلا الأشواك وحطام زائل وبعدما تأكدت من موقفه العاند للحق والحقيقة والمخالف للأمة وحكمائها وعلمائها من العارفين بالله تعالى مع أنها لا تجتمع على ضلالة ؛ فقد اطلعت على كتابه وبخاصة الصفحات الأولى منه ؛ فما وجدت فيه إلا كما قيل : تمخض الجبل وولد فأرا ، ناهيك عما زاد فيه مما لم أسمعه منه من قبل من أن الإسراء كان بموسى عليه السلام .
( إنا لله وإنا إليه راجعون )
ومن ثم ، فمازال على موقفه ؛ فقد تصورت للحظة واحدة أن فى استطاعتني أن أثنيه عن موقفه الشاذ فى تطاوله على العلم والعلماء بلا جدوى.
لعل من أبغض مضحكات وسفاهات ناحت الأصنام زعمه بأن المسجد الحرام لم يكن له وجود ليلة الإسراء وكذلك مزاعمه عن المسجد الأقصى بلا دليل أو بينة !
ولا أدرى ما أقول ، فهل استدرك الدكتور / يوسف زيدان هو وأمثاله على القرآن الكريم والسنة المطهرة وشراح الحديث وأئمة التفسير ، فيكون قد وضع نفسه فى كفة والأمة كلها فى كفة.
أليس كان ينبغى عليه وهو من دارسى المنطق والفلسفة أن يعلم أن ما لا وزن له لا يقاس بمن له وزن ، فقد وضع نفسه فى ( كفة الباطل ) فى مقابل الأمة التى هى بالقطع فى ( كفة الحق ) ؛ فلا تجتمع على ضلالة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أمتي لا تجتمع على ضلالة ، فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم ".
( والحديث رواه ابن ماجة فى سننه )
وقال صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى أورده أبو داود فى سننه عن أبي مالك يعني الأشعري : " إن الله أجاركم من ثلاث خلال : أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا ، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق ، وأن لا تجتمعوا على ضلالة ".
وجاء ذلك المعنى فى رواية الترمذي فى ( جامع السنن ) عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله لا يجمع أمتي - أو قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم - على ضلالة، ويد الله مع الجماعة ، ومن شذ شذ إلى النار ".
لقد تبين لنا كذب وتدليس صاحب كتاب ( شجون تراثية ) ومقالاته الساقطة ولقاءاته التلفزيونية السبهللة وبخاصة إنكاره وجود المسجد الحرام وكذلك مزاعمه بأنه لا وجود للمسجد الأقصى تلك الليلة فتبين لنا كذبه وافتراءاته على الله ورسوله وذلك من عدة وجوه أجملتها فى كتابى الجديد ( أصنام فى فكر يوسف زيدان) الذى جمغت فيه معظم وأخطر مزاعمه وافتراءاته حول المسجد الحرام ؛ ناهيك عن تجاهله لحرمة الكعبة المشرفة وقدسية المسجد الأقصى وإساءاته المتكررة لمقدساتنا العربية والإسلامية ؛ فلا يتسع المجال فى تناولها فى مقال فالكتاب صدر فى ( 244 ) صفحة عن ( المكتب العربي للمعارف ) هذا العام هذا العام 2017م .
والعجيب أن بعض خطباء المساجد من هنا وهناك ربما تأثروا بفرية وكذب زيدان وزعمه ومزاعمه وإنكاره لوجود المسجد الحرام والمسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج .
وقد تساءلت عن علة وسبب تلك اللوثة التى أصيب بها الفكر العربي بعامة والمصري بخاصة فيتأثر بالفكر الشاذ والهابط وسوء الأخلاق وفساد العقول ولا يفتح لقلبه بابا إلى العلم الصحيح والبحث والتدقيق .
هل لأنهم لم يطلعوا على كتابى الجديد فى تفنيد مزاعمه ؟
أم أنه لا يقرأون ؟
أم لعجر ظاهر فى تلك العقول ؟
أم بسبب تقاعس الناشر ؟ فلم يعط الكتاب حقه من العناية وما يستحقه من الإهتام فهو يستحق الكثير والمزيد من كل الناشرين وومن المكتبات وبائعى الكتب والقراء والمثقفين المحترمين فهو دفاع قوي وواع يزود به مؤلفه عن الحق والعدل والسلام ، فلا يبتغى به إلا وجه الله تعالى .
( والله غالب على أمره )
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.