* قال الله سبحانه وتعالي في الأية الأولي من سورة الإسراء: "سبحان الذي أسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" وموجز قصة الإسراء والمعراج أن محمداً صلي الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين قد أسري به ليلاً" من بيت الله الحرام بمكه المكرمة إلي المسجد الأقصي بفلسطين ثم عرج به في هذه الرحلة الإلهية إلي السموات العلا بالأفق الأعلي "وهو بالأفق الأعلي ثم دنا فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني فأوحي إلي عبده ما أوحي" 7: 10 النجم. وقبيل هذه الرحلة الإلهية كان الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم قد مر بعام يسمونه عام الأحزان فقد توفيت أم المؤمنين زوجة رسولنا العظيم إلي رحمة الله فحزن النبي عليه الصلاة والسلام لوفاتها حزناً شديداً حيث كانت نعم الزوجة المثالية كما كانت أول من أسلم من النساء. وكانت ذات ثراء كبير فوهبت كل ما تملك للدعوة الإسلامية من وقت وجهد ومال. كما كانت الفريدة بين أمهات المؤمنين التي رزق منها النبي الأعظم محمد صلي الله عليه وسلم الولد فكانت نعم الزوج ونعم الأم ونعم المؤمنة السباقة للإسلام وهي نعم القدوة للمرأة المسلمة في كل زمان ومكان وفي عام الأحزان هذا توفي أبوطالب عم النبي صلي الله عليه وسلم والذي تربي في بيته وأعطاه الحماية القبلية من طغيان قريش وحقدها الأعمي علي محمد صلي الله عليه وسلم والدعوة الإسلامية فبينما كان الرسول صلي الله عليه وسلم يعيش أحزان وفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد. ووفاة عمه أبوطالب فكانت هذه الرحلة الإلهية الاسراء والمعراج فماذا من الدروس التربوية النافعة التي يقدمها المعلمون للنشء بجميع مراحل التعليم؟. * هذه الدورس كثيرة. ومفيده ومتجددة تجدد الزمان والمكان وفيها الأتي: أولاً: يتعلم النشء منذ نعومة أظفارهم أعني وهم برياض الأطفال بأن قدرة الله مطلقة. ورحمته وسعت كل شيء. وطالب ما جاء الحكم بكتاب الله القرآن الكريم وبه الهداية "للتي هي أقوم" من الآية 9 الإسراء: وهنا علي المسلم الفطن أن يسلم بالحكم والقرار الإلهي. ويلتزم بقول الله تعالي قال: "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً"36 الاسراء فمهما تكون الشدائد والمصائب فالأمل في رحمة الله قائم وموجود فقد وسعت رحمة الله كل شيء وصبر الرسول العظيم علي هذه الأحزان صبراً جميلاً والله يبشر الصابرين من عباده بالجزاء الجميل. فعلينا أن نتعلم الصبر الجميل كدرس تربوي مفيد. ثانياً: المناقشة العلمية. والحوار البناء يكسب النشء مهارات التفكير الصحيح فقد تناقش القوم بمكةالمكرمة وتحاوروا. وجادل قليل منهم حول قبول العقل لقصة الإسراء والمعراج وذهبوا إلي أبي بكر وقالوا له: ماذا تقول فيما يقوله صاحبك إنه ذهب في رحلة من مكةالمكرمة إلي بيت المقدس ثم عرج إلي السماوات العلا فقال أبوبكر: إذا كان قد قال فقد صدق ومن هنا لقب أبوبكر قحافة "بالصديق" لأنه يحمل عقلاً يفكر كما يحمل قلباً مؤمناً يتدبر ويفطن لحكمه الله ورحمته ويقر الحق لأنه حق ومن الله الحق في حوار بناء ومناقشة هادئة تستهدف الوصول للحق والصدق فهل تتعلم كيف يكون النقاش والحوار الذي نبلغ به الحق والحقيق؟!. ثالثا: كانت هذه الرحلة الإلهية إلي بيت المقدس وصلي النبي محمد عليه الصلاة والسلم بأنبياء الله إماماً حيث المسجد الأقصي الآن فهل نتعلم من ذلك بأن هذا المكان المسجد الأقصي الذي نشد اليه الرحال مع بيت الله الحرام ومسجد الرسول عليه السلام بالمدينة المنورة هنا المسجد الأقصي مسري رسول الله .وخاتم الأنبياء الذي صلي بهم إماماً. ومنهم كليم الله موسي عليه السلام ومن ثم تكون مطامع يهود اليوم والغد في القدس الشريف أمراً باطلاً أقره كل أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام هذا فضلاً عن مزاعم يهود اليوم بحق ملكية القدس وما يجرونه من هدم وخراب في بيت المقدس بالمسجد الأقصي وعلي كل دول العالم التي تقر الحق والعدل أن تناصر القضية الفلسطينية وتكف أذي اليهود عن المسجد الأقصي وعلي الدول الإسلامية كلها أن تبذل الجهود والأموال والأوقات من أجل حماية المسجد الأقصي مسري رسول الله صلي الله عليه وسلم هل يستطيع المعلمون أن يعلموا النشء ذلك كله؟!. رابعاً: ينبغي أن يتسق التعليم بالمدارس والمعاهد والإعلام المقروء والمسموع والمرئي في توضيح الأهداف الإلهية السامية من تلك الرحلة الإلهية رحلة الاسراء والمعراج حتي يعيش النشء في جو يخلو من التناقض والتضارب في المعلومات والافكار كما يعيش حياة الحوار البناء. خامساً: ينبغي أن يعلم المعلمون النشء بالمدارس والمعاهد بأن مفهوم الإيمان مفهوم واسع لكل من آمن بنبي من أنبياء الله الذي صلي بهم رسول الله محمد عليه السلام وقال الحق تعالي:" إنما المؤمنون إخوة" وقال النبي صلي الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ومن هذه الرحلة نتعلم الحب للناس جميعاً.