الدكتور أحمد عبد الهادى 26/7/2013م فى هذا اليوم انتفضت مصر من جديد عن آخرها استجابة لدعوة الجنرال الذى طلب تفويض للقوات المسلحة ولقوات الشرطة فى مواجهة العنف والإرهاب ... الجنرال لم يكن أبدا فى حاجة للتفويض ... فثورة 30 يونيو كانت بمثابة صك على بياض من أجل إنقاذ الوطن ... لكن الجنرال وفى محاولة لقطع الشك باليقين أمام العالم الخارجى حول شعبية وشرعية هذه الثورة كان لابد أن يكشف للرأى العام العالمى أن مايحدث فى مصر هو إرادة شعبية استجابت لها القوات المسلحة ... وأن هناك زعيم ولد من جديد يستطيع أن يحرك ملايين المواطنين إنقاذا للوطن ... وأنه إذا كان البعض يحاول التشكيك في شعبية هذه الثورة فهو يحاول من جديد أن يثبت أن الشعب المصرى هو الذى تحرك وأراد ... وفعل ... فطلب الجنرال تفويض جديد من أجل أن يرسم المارد المصرى ملامح ثورته ... ويؤكد إرادته للعالم من حوله ولسادة البيت الأبيض الذين سخروا ماكينات الإعلام الدولية التابعة لهم لتشويه ثورة 30 يونيو ... لقد حاولت عناصر الجماعة الإخوانية أن تغير الحقائق فزعم بعضها أمام وسائل الإعلام أن الدعوة للمليونية بمثابة تحريض على حرب أهلية لكن كانت القوات المسلحة أسرع فى توضيح الحقائق أمام العالم الخارجى حيث أعلن العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث باسم القوات المسلحة أن : بعض الشخصيات العامة تناولت على وسائل الإعلام المختلفة تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسى خلال مراسم الاحتفال بتخريج دفعتين من الكلية البحرية والدفاع الجوى ومطالبته الشعب المصرى العظيم بالنزول يوم الجمعة 26 يوليو لتفويض الجيش والشرطة لمواجهة أعمال العنف والإرهاب المحتمل على أنها دعوة للعنف ضد أطراف بعينها.. وفى هذا السياق تؤكد القوات المسلحة أن دعوة القائد العام للقوات المسلحة ليست إلا مبادرة لمواجهة العنف والإرهاب لما يشمله من تهديد ومخاطر على أمن المجتمع والإضرار بالأمن القومى المصرى . وأضاف المتحدث : أن دعوة السيسى تتزامن وتتسق وتتكامل مع جهود الدولة المصرية للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية لتحقيق خارطة المستقبل التى ارتضاها الشعب المصرى العظيم كأحد مكتسبات ثورة 30 يونيو المجيدة. حدث ذلك فى نفس الوقت الذى تواصلت فيه الاجتماعات التى عقدها اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية مع مساعديه لتأمين المظاهرات المقررة ... فقد اجتمع اللواء إبراهيم باللواء أحمد حلمى مساعد الوزير لقطاع الأمن العام واللواء أسامة الصغير مساعد الوزير مدير أمن القاهرة واللواء أشرف عبد الله مساعد الوزير لقطاع الأمن المركزى واللواء خالد ثروت مساعد الوزير لقطاع الأمن الوطنى واللواء عابدين يوسف مساعد الوزير للأمن واللواء حسين القاضى مساعد الوزير مدير أمن الجيزة لوضع خطة أمنية شاملة لتأمين المظاهرات والتصدى بقوة وحزم لأى محاولة للاعتداء على المتظاهرين أو الحيلولة دون قيامهم بممارسة حقهم فى التعبير السلمى عن الرأى... وقرر وزير الداخلية لأول مرة إشراك إدارة خيالة الشرطة فى خطة التأمين بالإضافة إلى تسيير دوريات أمنية بالمحاور والشوارع المؤدية إلى مناطق الاحتشاد وتزويدها بالكلاب الخاصة بالكشف عن المفرقعات فى إطار تأمين المتظاهرين. الطوارئ أعلنت فى كل أنحاء مصر ... تم تكثيف التواجد الأمنى بمحيط ميدان التحرير وقصر الاتحادية لتأمين المتظاهرين والحيلولة دون الاعتداء عليهم فضلا عن تكثيف التواجد الأمنى بمحيط المنشآت المهمة والحيوية بالتنسيق مع القوات المسلحة لتأمينها على مدار ال24 ساعة ومن بينها مجلسا الشعب والشورى ومجلس الوزراء . ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون والبنك المركزى ومحطات الكهرباء والمياه الرئيسية ومدينة الإنتاج الإعلامى لضمان عدم محاولة البعض لاقتحامها أو التعدى عليها ... رحبت الكنائس المصرية الثلاث بدعوة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى المصريين إلى النزول للشوارع والتظاهر لمنحه تفويضا لمواجهة الإرهاب . وقال القمص سرجيوس سرجيوس وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس التى ينتمى إليها غالبية مسيحى مصر إن الكنيسة ترحب بدعوة السيسى لإنهاء الإرهاب بالبلاد . وأضاف سرجيوس أن كلمة السيسى جيدة جداً لتأكيد نية الجيش الصادقة للقضاء على الإرهاب وتابع نصلى من أجل سلام مصر والتوفيق للإدارة الحالية للبلاد ... بينما قال الدكتور أندريا ذكى نائب رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر إن الجيش يحتاج دعما شعبيا خلال المرحلة الفارقة فى تاريخ البلاد ونحن نؤيد التظاهر السلمى رغم كل شىء ... أما الأنبا يوحنا قلته نائب بطريرك الكاثوليك فى مصر فاعتبر أن هذا نداء قائد وطنى مخلص محب لمصر ولا يريد القيام بأى عمل إلا بتفويض للشعب ... فيما قال هانى رمسيس عضو المكتب السياسى لاتحاد شباب ماسبيرو إن دعوة السيسى تأتى لتأكيد أن ما حدث يوم 30 يونيه ليس انقلاباً وإنما ثورة شعبية . وأضاف رمسيس أن الجيش لا يريد أن يدخل فى مواجهة مع الإرهاب بدون تفويض من الشعب حتى لا يتهم بعدم احترام حقوق الإنسان مشدداً على ضرورة النزول . استجاب الملايين للدعوة إذن ؟ ... حشود توجهت للمياديين ... احتشد المتظاهرون بميدان التحرير للمشاركة في جمعة لا للإرهاب أو التفويض.. وقامت الطائرات الحربية بالتحليق فوق سماء الميدان وتحية المتظاهرين .. وانتشرت الدبابات والمدرعات التابعة للجيش لتأمين جميع المداخل والمخارج وبوابات الميدان ... وقامت قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية لمشاركة القوات المسلحة واللجان الشعبية في تأمين البوابات لمنع دخول أسلحة أو متفجرات أو محاولات اقتحام للميدان كما حدث الأسابيع الماضية. قام المتظاهرون بتعليق لافتات بجميع أرجاء الميدان كتبوا عليها : أمر تفويض من جميع المصريين فى مياديين مصر وعلى قواتنا المسلحة إتخاذ جميع الإجراءات لتخليصنا من الإرهاب .. ولافتات أخرى كتبوا عليها : الشعب يطالب رئيس الجمهورية وقواتنا المسلحة باتخاذ الإجراءات الرادعة لمحاربة الفساد وتجار الدين. قام المتظاهرون بتعليق صور للفريق أول عبدالفتاح السيسى علي واجهات العمارات بميدان التحرير... وزادت الخيام بشكل ملحوظ في الجزيرة الوسطي وأمام المجمع لاستقبال المتظاهرين .. كما قامت مجموعة أخرى من المتطوعين بتجهيز الموائد لإفطار المسيرات بنظام المشاركة والتى ستكون بداية من قصر النيل وحتى مسجد عمر مكرم والمنصة الرئيسية. قامت المنصة الرئيسية بتشغيل الأغانى الوطنية لإلهاب حماسة المتظاهرين بالميدان .... ردد المتظاهرون شعارات "اطمن يا سيسى .. الشعب وراك ... ثوار أحرار هنكمل المشوار .. مسلم ومسيحى إيد واحدة ... والجيش والشرطة والشعب إيد واحدة." مظهر شاهين في خطبة الجمعة من علي منصة الميدان طالب الشعب المصرى النزول إلي الميدان لتفويض الفريق أول عبدالفتاح السيسي وجهاز الشرطة والقوات المسلحة المصرية في القضاء علي الارهاب ومحاربة الجماعات الإرهابية المسلحة التي تروع الشعب المصري بالشوارع والميادين. . وفى منطقة قصر الاتحادية احتشد عشرات الآلاف كما تم إقامة منصة بجوار الباب الرئيس لنادى هيلويوبوليس الرياضى... وأدى المواطنون صلاة الجمعة بمسجد عمر بن عبدالعزيز أمام قصر الاتحادية .. كما انتشرت اللافتات التي تفوض الفريق السيسى والشرطة مثل : أفوض أنا المواطن المصرى القوات المسلحة والشرطة المصرية لمكافحة العنف والارهاب .. وتم تعليق صورة كبيرة لأوباما ويلتحى لحية ومكتوب عليها : اسمه الحقيقى بركة الحسين أبو عمامة .. وأصبح فى أمريكا باراك أوباما. ولافتة أخرى تقول : القبائل العربية تحت أمر القوات المسلحة المصرية والشرطة ضد الإرهاب... وقامت قوات الجيش والداخلية بحماية المناطق المحيطة بقصر الاتحادية تخوفا من حدوث أى اقتحام أو أى اشتباكات كما انتشرت سيارات الإسعاف فى المنطقة. وفى نفس التوقيت الذى اشتعلت فيه مصر بجحافل المتظاهريين تلقي ملحق الدفاع المصرى في لندن اللواء أركان حرب جمال أبوإسماعيل العديد من خطابات التفويض للقوات المسلحة المصرية من من اتحاد المصريين في أوربا والجالية المصرية في المملكة المتحدة والجالية المصرية في أيرلندا الشمالية واللجنة المصرية للدفاع عن الدولة المدنية. وفى ذلك اليوم دعا فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الشعب المصرى إلى إنقاذ مصر ممن يتربص بها ... وقال الطيب في بيان له وجهه إلى الشعب المصرى إن الأزهر يثق كل الثقة في أن الشعب بكافة توجهاته وانتمائاته سوف يعبر عن رأيه بصورة حضارية دون الانزلاق إلى دائرة العنف أو مستنقع الفوضى وأن هذا الشعب المصرى العريق لن يخذل بلاده وسيلقى على العالم كله درساً في تحمل المسئولية وحسن التعبير عن الرأى.