بعد خروجه من أداء صلاة الجمعة وقف الشيخ إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة في قطاع غزة أمام وسائل الإعلام والصحفيين وفي ظل تشييع الشهداء بعد أن استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي المواطنين في قطاع غزة ونتج عن ذلك استشهد ثلاثة من أبناء القطاع وجرح العشرات ودمرت بعض البيوت ليقول وبشكل واضح أن حكومته تجري اتصالات حثيثة من اجل استعادة الهدوء والتهدئة مع الاحتلال دون أن يهتز له جفن من هول الأجرام الإسرائيلي حيث تكررهذا المشهد أكثر من ثلاث مرات بعد أن أنجزت حركة حماس وإسرائيل صفقة التبادل, وهنا تصورا معي كيف كانت ردود فعل هذا القائد الهمام قبل أن تسيطر حركة حماس التي ينتمي لها على القطاع وتصبح الآمر الناهي فيه دون منازع وهي متربعة على ميزات الحكم الرشيد هناك, لقد كان هذا القائد وغيره من القيادات الحمساوية يخرجون على الفضائيات من اجل التهديد والوعيد للجانب الإسرائيلي ويرفضون أن تتوقف المقاومة أو إطلاق الصواريخ العبثية أو الخيانية باتجاه إسرائيل ولو للحظة واحدة ولم يلتفت أي منهم إلى مصلحة الشعب أو الردود الإسرائيلية الكارثية على الشعب الفلسطيني, والغريب أن السيد إسماعيل هنية وغيره من القادة في حركة حماس يبررون استجدائهم واستماتتهم على استمرار هذه التهدئة مع الاحتلال تحت شعار المكان والزمان المناسب أو مقولة عدم جر الشعب الفلسطيني إلى دوامة العنف مع الاحتلال أو عن طريق إخافة الشعب من شبح الذاكرة للحرب الإسرائيلية عام 2008م, وهنا أليس من حقنا أن نسال أين ومتى هذا الوقت المناسب وهل انتهى الصراع مع الاحتلال بعد أن سيطرت حماس على القطاع وهل الحركة بانتظار نتائج الثورات العربية لتقوم بالرد المزلزل على الاحتلال والكل يعلم أن الحركة أبرمت التهدئة مع الاحتلال وحافظ عليها بقدر حفاظها على نفسها قبل أن تبدأ الثورات العربية, وكيف لنا أن نصدق أن هناك منفعة فلسطينية من وراء هذه التهدئة ونحن نتلقى الضربات اليومية من الاحتلال ويسقط من خلالها الشهداء وكأنهم من أبناء الكوكب الجديد الذي تم اكتشافه وهو يشبه الأرض بشكل كبير. تصورا معي لو أن الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس خرج وصرح انه أجرى بعض الاتصالات من اجل الحفاظ على التهدئة مع الاحتلال وذلك بعد سقوط عدد من الشهداء والجرحين, وهنا أريد أن اجزم أن الدنيا سوف تقوم ولا تقعد وجميعها ستكون من الأبواق الإعلامية التابعة لحركة حماس وسوف يبرر الانقسام من خلال هذه التصريحات,الغريب أن الذي يحترم التهدئة هو الطرف الحمساوي والعكس تماما فمن يخرقها دوما هو الجانب الإسرائيلي تحت شعار أن الاستهداف كان ضد مقاوم يفكر في مقاومة الاحتلال وهنا هل حركة حماس باتت لا تفكر في مقاومة الاحتلال كي يغض الطرف عن قادتها من خلال المنظور الإسرائيلي, وهل باتت الفصائل المقاومة في قطاع غزة مستسلمة وبشكل كامل للمنظور الحمساوي في إدارة الصراع مع الاحتلال وإذا كان الأمر كذلك لماذا هذه المسميات للأحزاب ولينخرطوا جميعا في حركة حماس بدل هذه المسميات الزائفة ونحن نرى الحركات تواري شهدائها الثرى وتجبر على الظهور لكي تتمسك بالتهدئة ولماذا هذه النفاق هناك في غزة وعلى العكس تختلف هذه النظرة والتصريحات في الضفة الغربية مع وجود الاحتلال بشكله الأعنف والمباشر. وأخيرا سيدي رئيس الحكومة المقالة ليس من حقك أن تحافظ على تهدئة يقتل من خلالها شعبنا في القطاع وإذا أردت أن تبرم تهدئة مع الاحتلال افعلها بين حركة حماس وإسرائيل فقط ولا تجبر الفصائل الأخرى عليها وعلى احترامها وهم يدفنون قادتهم الأمر الذي لم يحدث في تاريخ الصراع وأريد أن أنعش ذاكرتك إن حركتك لم تحترم ولم تقبل أن تفرض عليها السلطة الوطنية ولا حركة فتح التهدئة مهما كانت المبررات لذلك ويا رضا الله ورضا الوالدين.