- في الوقت الذي - يحضون - فيه ، ويدعون لتفعيل وتطبيق مبدأ الزهد في الحياة الدنيا وزينتها ، ناهيك عن دعوتهم للسعي حيال تحقيق أقصى حد لآمال ، وطموحات ، وتطلعات الفقراء ، والضعفاء ، والمحتاجين ، نجدهم - في الوقت نفسه - يهرولون ، رجالاً ، ونساءً ، على حد سواء ، بنهم ، حيال المناصب السياسية المختلفة ، وهم ينفقون - ببذخ - جم ، أموالاً طائلة ، على حملاتهم الانتخابية المتطورة ، لكي - يحصلوا - بعد ذلك ، على أضعاف ما أنفقوا - خلسة - من قوت المواطن ومقدرات الوطن ، على غرار الحزب الوطني البائد ، لكن من خلال المتاجرة بالشعارات الدينية والطائفية البغيضة ، وإن كنتم في ريب من قولي ، فما عليكم ، إلا أن - تحصوا - فقط ، أو - تثمنوا - الدعاية الإعلانية ، بشتى حواري ، وشوارع ، وميادين - مصرنا المحروسة ، حينئذ ، ستتيقنون من صدق ما أكتب وأسطر ، وهذا إن دل ، فإنما يدل - يقيناً - على أن مثل هؤلاء - الشرذمة - من البشر ، لا يهدفون لنشر قيم دينية حميدة ، قدر ما يهدفون - لحصد - أكبر قدر من المقاعد البرلمانية الفانية . - وفي الواقع ، فإن تلك الجماعة - المسيسة - قد اتخذت ، منذ نشأتها ، من الشعارات الدينية والطائفية - مطية - بقصد التسلق - خلسة - للمناصب السياسية المتباينة ، لا سيما - أنهم - يجيدون فنون المتاجرة بالأديان والأوطان ، ليس ذلك فحسب ، بل إنهم قد - اشتهروا - منذ نشأتهم ، أيضاً ، بالتناقض الجلي ، في أقوالهم وأفعالهم ، لذا ، فإننا نجد المسمى بالشيخ سيد قطب ، والذي يعد المؤسس الثاني لتلك الجماعة المسيسة ، يدعوا ، في غضون خمسينيات القرن الماضي ، لخروج الناس - عراة - كما ولدتهم أمهاتهم ، دعماً للحريات العامة ، وسرعان ما يتبدل فكره - الشاذ - ليكفر من يشاء من أبناء أمته ، حسب هواه ، وكأنه قد أصبح وصياً على الأمة الإسلامية ، أو كأنه قد - امتلك - مفاتيح الجنان . - وعلى الرغم من أن قيادات تلكم الجماعة - المغرضة - يحضون ، مراراً ، وتكراراً ، على ضرورة ارتداء المرأة المسلمة لما يسمى بالنقاب ، إذ بنا نجدهم - في الوقت نفسه - يدفعون بعدد - هائل - من النساء المنتقبات ، بقصد الترشح لمقاعد البرلمان ، وهم على يقين ، بأن وصول المرأة لمثل تلك المناصب السياسية العامة - سيحتم - عليها التعامل المباشر مع الرجال ، من شتى التوجهات والأطياف ، ومن هنا ، يتبدى لنا - يقيناً - مدى حجم التناقض الشاسع ، الذي اتصفت به هذه الشرذمة الضالة المضللة . - فيا أيها المصريون الشرفاء ، لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ، من خلال " نعم " لمرشحي حزب الحرية والعدالة ، الطائفي ، أو حزب " النور " السلفي المتطرف ، حتى لا تصبحوا - بين عشية وضحاها - على ما " صوتم " واخترتم ناااادمين . كاتب ومحلل سياسي مصري [email protected]