الحزنُ كائنٌ هلامى لا يمكننا وصفه .. لايمكننا رسمه .. لكننا نشعر بعظيم ثقله وفظاعة مرارته . الحزنُ قدرٌ محتوم .. الحزنُ مرارات وسموم .. الحزنُ غصصٌ بين ثنايا الحلقوم .. الحزنُ هموم وتعازى تحتاج مواساة المكلوم .. الحزن دموعٌ مكتومةٌ بالمأقى .. الحزنُ تمزقٌ بين تباريح التراقى .. الحزن رماحٌ قتّالة .. الحزن سهامٌ مُغتالة.. الحزن جراحٌ لو تنطق ..لتهادى القوم بغير خصوم. الحزنُ سهامٌ منسيّة .. الحزنُ سكّينٌ محميّة .. الحزنُ عذاباتٌ ياسادة .. تحتاج دعاءٌ وعبادة .. من منا لم تباغته فى حياته لحظة تُغير كل خططه وأماله وطموحاته .. من منا لم يواجه لحظة حزن خانقة أو قطراتٌ من دمع حارقة .. من منا لم يتعرض لخيانة صديق أو رحيل رفيق .. من منا لم تسلبه الأقدار يوما عالمه ودنياه .. من منا لم تمزقه الحيرة الى أشلاء أو يُقطّعه الوجدُ الى أجزاء .. من منا قد استوت حياته كيفما يشاء.. من منا لم يسلم يوما من كيد خصوم أو أعداء .. من منا قد تصالحت معه أبدا أيّامه .. ورضيت عنه دوما دُنياه.. من منا قد تنزّه عن عصيانه وتلافى غدراته وضلالاته .. من منا لم يذق حلاوة التوبة دون مرارة الخطيئة .. من منا من لم يهجر يوماً سجادة صلاته.. وقد أدام ركوعه وسجداته .. من منا قد ظل عابداً ناسكاً أو قديساً طاهراً من غير ذنوب.. من منا لم تُدنسه المعاصى أو يُطهره أوبه وعودته من دون عيوب.. من منا لم تقتله يوماًً حيرته ولم يُزلزله حتى خوفه أوانكسارته.. من منا قد جفّّ دمعهُ ودامت على الصراط ابتسامته .. من منا قد بارحته ألامهُ ونسيته أوجاعه وأسقامه... هى الأيام يا رفيقي .. هى الدنيا والحياة يا صديقى .. لا تعرف للحال استقامة ولا تعرف للهناء استدامة.. إن لازمتك الصحة فقدت الولد أو الجاه .. وان لازمك جاهك وولدك .. اعترتك هموم الأسقام .. لا شئ يدوم ويستقر .. لا شئ فيها يدعوك للاطمئنان.. أوتلافى نوبات الحرمان .. انه بابٌ واحدٌ يا سادة يُشعر من ورد اليه بالأمن والسكينة ..من بعد دموع وأهات حزينة .. يهتفُ من كافة اتجاهاته الداعى الى جناب الرب .. اللطيف .. الرحيم .. الرحمن.. الودود.. ذو العرش المجيد .. الفعال لما يريد .. الذى ينتظر عودتك بلهفة وترقب .. لايمل من بُعادك عنه ولاينفضّ عنك .. لايغادرك بضجر ان فارقت سبيله.. يعدك ان عُدتّ اليه بغفرانه ورحمته ودوام رضاءاته .. ففى رحمته الولد ان راح منك الولد .. وفى جنابه الجاه ان ضاع منك الجاه.. وفى قُربه الغنى ان اعتراك الفقر ورحل عنك الغنى .. هو المحبوب والمعشوق ان ضاع منك المحبوب أو المعشوق .. ان طريقه يارفيقى لايتبدل أبداً.. ولايقبل التغير والتحول مُطلقاً .. لأنه الدايم سبحانه.. المُنزّه عن التغير أو التبدل أوالتحول .. ان تقلبت دنياك بين يديك .. فسلواك أن ربك واحد لايتبدل .. وان غادرتك سعادة حياتك وهناءك .. فسلواك أن ربك لايغادرك ولا يُبارحك .. انه يدعوك للأمن والطمأنينة .. لأن جنابه عامرٌ بالراحة والسكينة.. كما وأن فى الأوب اليه هدوء وطمأنينة .. هى الحياة ياصديقى لايأمنها من كان ذو عقل قاصر أو تدبر مفقود .. هى الحياة يارفيقى لايركن اليها الا جاهلٌ أوجاحدٌ برب معبود .. تعالوا معاً نتفقد طريق الأوب اليه .. والعود الى رحابه .. لنكتب بأحزاننا كلمات السعادة بالرضا الالاهى .. وهنا سنراها حتما حتى ولو كانت .. نقوشاً على جدار الماء ..