سميرة البتلوني لم تكن شمس هذا اليوم تترجم دفء مشاعرنا ، وشعلة أفكارنا التي أرقها الإبحار مابين سطوة الرياح العاتية وعنف الليل الظالم الذي اجتاح نور القلوب المتعطشة لرشف رذاذ حبيبات المطر التي حجبتها غيوم تشرين عن تراب أرضنا الحبيبة التي ارهقها الجفاف ودنس فجرها خطى العابرين في خلسة منا وتحت ضوء القمر خوفا من إفتضاح الاعينهم الاخطبوطية التي كادت تدمر احلامنا وتقضي على أي برعم أمل في هذه الحياة المتشابكة أوراقها مع أوراق الصقيع المصنعة في كواليس الغرف المظلمة التي أعدت لخطف النور الذي هو مبعث حضارتنا وثقافتنا العربية العريقة التي هي عنوان هويتنا العربية وصوتنا الذي نعبر من خلاله الى الانسانية والإبداع خوفا من الانقضاض على سعادتنا وتحويلها إلى آهات تئن من الضياع ... سميرة البتلوني