من قال أن هذا اللقاء المرتقب بين السيد الرئيس أبو مازن ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد خالد مشعل سيكون لقاء الفرصة الأخيرة, وهل هذا التوصيف هو توصيف دقيق بالضرورة للقاء سيجمع القطبين الكبيرين اللذان يمثلان أهم فصيلين في الساحة الفلسطينية وهل من المناسب أن نختزل قضية المصالحة والآمال المعقودة عليها من اجل عودة الوفاق الفلسطيني على لقاء سيجمع بين القائدين, والكل يعلم أن الساحة الفلسطينية باتت معرضة أكثر من أي وقت مضى للعوامل الخارجية التي تصب في كاس الانقسام رغم وجود عوامل كثيرة تصب في الكأس الآخر الذي يريد إنهاء الانقسام والعودة إلى الوحدة الوطنية. إن هذا اللقاء هو لقاء مهم وان مجرد لقاء القائدين على طاولة واحدة هو إنجاز بحد ذاته مهما كانت نتائجه الأولية, والمطلوب منا جميعا أن نكون على قدر عال من المسئولية في سبيل إنجاح هذا اللقاء كل من موقعه كان هذا الموقع سياسي أو إعلامي أو مؤسساتي حكومي أو غير ذلك,لان نجاح هذا اللقاء بكل بساطة سيعود بالنفع على مجمل القضية الفلسطينية وسيجعلها أكثر تحصينا أمام العوامل الخارجية الهادمة لنسيجنا الوطني وأمام السياسة الأمريكية والإسرائيلية المعادية لوجودنا ولمشروعنا الوطني المتمثل بنزع الحقوق والمحافظة على الثوابت, إن المطلوب من هذا اللقاء أن يكون ناجح بكل المقاييس من اجل إخراج الشعب الفلسطيني من لغة الانقسام الذي وصل بلله إلى كل مناحي الحياة الفلسطينية واستطاع أن يضيف على كاهلنا أعباء جديدة تضاف على الأعباء التي يمارسها الاحتلال يوميا على شعبنا ومن هنا نرى أن أي لقاء يجمع بين الأحزاب والفصائل الفلسطينية هو لقاء يجب أن يصب في مصلحة الكل الفلسطيني فكيف وانه يجمع بين أهم الأحزاب الفلسطينية. إن أهمية هذا اللقاء تأتي من انه سيعقد, والشعب الفلسطيني يقف على أهم مفرق طرق في مسيرته النضالية والكفاحية ويأتي في الوقت الذي يقف فيه أمام التحدي الكبير من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة والوقوف بشكل موحد أمام العقبات الرافضة لهذا التوجه. بعد أن مضت كل هذه السنوات العجاف في تاريخ الشعب الفلسطيني من الانقسام نجد أن هذا الانقسام كان سببه الرئيس هو الاختلاف الجذري بين البرنامج السياسي لحركة فتح وبين البرنامج السياسي لحركة حماس وهو الأمر الذي كانت تغذى من خلاله بذور الانقسام بين حزب يعرف على نفسه بأنه يريد فلسطين التاريخية ويرفض كل القرارات الدولية بهذا الشأن وبين حزب كان يوصف من قبل أعدائه بأنه باع القضية والحقوق للبلاد والعباد, ولكن وبعد الخطاب الذي ألقاه السيد الرئيس أمام الأممالمتحدة واستطاع من خلاله أن يضع الحقوق الفلسطينية في أهم المنابر العالمية ومن خلال التحدي الذي أظهره للإدارة الأمريكية ومشروعها الداعم للاحتلال والذي يريد تصفية القضية على حساب الدول المجاورة وعلى أنقاض المتغيرات في المنطقة العربية, ولو رجعنا إلى حركة حماس لوجدنا أنها باتت لا تختلف قيد أنملة في برنامجها السياسي عن البرنامج الذي يحمله الرئيس وحركة فتح وقد تجلى ذلك في مجمل سياساتها والتي كانت تدل على أن كل ما سبق كان لا يعدو كونه شعارات للاستهلاك المحلي ومن اجل تبرير الانقضاض على الشرعية ومن ثم الانقلاب وتجربة الحكم في قطاع غزة. وأخيرا أتمنى من هذا اللقاء أن ينجح وان يتم الإعلان عن توحيد الربامج أو تكاملها وان لا نبقى ندور في حلقة مفرغة تسمى البرامج المختلفة أو أن نظل ندور في فلك اسمه فصائل مقاومة وفصائل مساومة وغيرها من المسميات التي أوصلتنا إلى الحضيض في العمل السياسي والنضالي ويا رضا الله ورضا الوالدين.