محمد جادالله محمد الفحل جلست وحدي, على طاولة, في آخر المقهى, بعد أن وضعت قطعة من القطن.. في كل من أذني.. وجعلت يدي على فمي, مخافة أن أسمع من يهذى,أو أرد عليه, وجدت من حولي..يهذون بصوت عال.. فى النكات العارية, وفي سفاسف الأمور, قد ..أصابتهم فيما يبدو..الهلوسة.. النادل.. خلط المشاريب كلها, فى صهريج كبير..وجعلها كوكتيل, وجعل حجر الشيشة.. كالبرج, يشتعل..بشعلة الأولمبياد, يشد منه الدخاخنية, أمواجا من الدخان, الباعة الجائلون, داخل المقهى, تقذف بعضها البعض بالبضائع..الفاسدة.. الشارع..إزدحم عن آخره بالناس, وصار كأنه..أمواج بشرية.. تعتليه..شخوص غريبة.. ربما من..كواكب فضائية.. تتشابك معه..تشابك عشوائى.. مثل الغابات الإستوائية, تتمايل وترقص..فى هيستريا, والمواصلات..ليس لها إتجاه.. والتلفاز..بقنواته..الفضائية.. يقدم النخب السياسية والثقافية.. وغيرها..من النخب.. وهى تنتف..ما بقى..من فراغ عقلها.. أما القنوات الرسمية.. فتعلق..بإسهاب, وبالوصف والتفصيل.. المصحوب..بالمدح والثناء.. للسادة..الكبار, وهم ينزلون..في مستنقع السراب.. لا للإستحمام والغوص.. وإنما للإبتعاد..خوفا من..فيروس الهذيان والهلوسة.. الذى إنتشر..بسرعة, في أرجاء..الوطن العربى.. فصار يمزق..فى جسده, بأظافره, .ويدمى وجهه بيديه, وأطرافه..تنفصل..بعضها عن بعض, نهضت من فوري..جريا..في..اللا وعى.. والهلوسة..تجرى.. ورائي.. تريد..أن ترافقني.. لكن.. لا أعرف..إلى أين. كلماتي وبقلمي محمد جادالله محمد الفحل